في جوبا تجربة مثيرة للاهتمام قدر لي ان اتابع بعض مشاهدها في الأيام الماضية منذ إعلان التشكيلة الوزارية الجديد لم ينقطع سيل التحليلات والتعليقات التي حاولت رصد خلفيات ومؤاشرات بعضها في داخل دولة الجنوب وخارجها لم يخل الأمر من صراخ وعويل وتخويف. وصفها البعض بانها صدمة في قول وإصلاح في قول آخر..ولكن أكثر التعليقات جدية كانت تلك التي ركزت علي موضوع الإصلاح الذي ابعد التجربة الباقانية التي اثقلت الجوار بالجراح طيلة العقود الثلاثة الماضية تلك الفترة التي حاولة هذه المجموعة فصل الشعب عن جذوره وإلحاقه بالغرب ،بدأت بلغته التي أصبحت تكتب بالانجليزية بدلاً من العربية وانتهاء بنموذجه في الحكم الذي أصبح الغرب غلبته وغايته فإنهم عمدوا الي تهوين علاقته بالجذور الشمالية والالتحاق بالغرب وفي أحيان كثيرة عبروا عن تلك الرؤية بصور مختلفة وكانت الضغوط والحملات علي المواطن الجنوبي للتصويت والفروع للانفصال استجابة لرؤية الانخلاع من الجذور والالتحاق بالغرب لكي ينجح في تعبئة الشعبين استدر فاقان ومجموعته مشاعر السخط وقدم وعوداً لتحسين الأوضاع فالجنوبيون عموماً لا تزال خبرتهم هزيلة في الحكم . وأمثال هؤلاء لايقلقهم النظام المستبد والفاسد لكن الأرجح إن الأزمة الاقتصادية أمسكت بخناقهم حتى أحاطت بهم خيبة الأمل من كل صوب ولم تفلح الوعود في تبديد تلك الخيبة وعندما كان الشمال يدق علي إغلاق الخط الناقل لبترول الجنوب فإن المواطن الجنوبي كان في الحقيقة يردد صرخة لقد أصابني الجنون فلم اعد قادراً علي تحمل المزيد من هذا الجوع لقد عمدت بعض العناصر القيادية في الحركة الشعبية الي اتهام الأمين العام ومجموعته بكل التهم التي تخطر علي البال من الجنون والانحراف والعمالة لصالح جهات أجنبية فلما حدث الانخداع بوعود السراب استعادت السلطة قبضتها وتحللت بصورة مباشرة من هيمنة فاقان وجماعته استجابة لضرورة الواقع الجنوبي الذي أرغم النظام علي تعزيز حسن الجوار الذي من شأنه ان يضيف الكثير الي عافية الشعب الجنوبي ويمكنه من تبادل المنافع بين الأصل والفرع. خلاصة رسالة التشكيلة الوزارية الجديدة حتى إشعار آخر! فإن التكامل بين الشمال والجنوب هو الحل ! وعن القائد بالضرورة سنحكي بإذن الله تعالي. نقلا عن صحيفة السوداني 22/8/2013