أوصد السودان الباب أمام الإدارة الأميركية في لعب أي دور لحل قضية أبيي، المتنازع عليها بينه ودولة جنوب السودان، واتهم واشنطن بالبحث عن ذريعة لتعكير صفو العلاقة بين البلدين. وقال وزير الخارجية السوداني، علي أحمد كرتي، في مؤتمر صحافي، مساء أمس، في مطار الخرطوم، قبل مغادرته إلى بروكسل، للمشاركة في المؤتمر الدولي حول الصومال، إنه لن يكون للولايات المتحدة ومبعوثها الذي يزور الخرطوم، أي دور في حل قضية أبيي لواشنطن، بالبحث عن ذريعة وباب جديد لتعكير صفو العلاقة بين السودان وجنوب السودان. وأعلن عدم سماح بلاده للمبعوث الأميركي الجديد للسودان وجنوب السودان، رونالد بوث، في التوسط وتقديم مقترح وحل للقضية، واتهم، أيضاً، جهات لم يسمها، بالسعي إلى تشويه صورة السودان، ووضعها في المكان السالب، وأضاف «أبيي بالنسبه لواشنطن بمثابه الكارت الأخير في العودة مجدداً إلى نقطة الخلافات بين الخرطوم وجوبا». وكشف كرتي عن توقيع رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، أول أمس، على خطاب مشترك بين السودان ودولة الجنوب، لإعفاء ديون السودان، وتقديم الدعم والتنمية لجنوب السودان، لمساعدته على سد الفجوة الاقتصادية التي ترتبت علي انفصال الجنوب، وتقدر بحوالي 3 مليارات دولار، بالإضافة إلى رفع العقوبات عن السودان. على ألا تكون بشكل فردي، وأفاد كرتي بأن زيارته بروكسل تأتي في إطار تلبيه دعوة من الاتحاد الأوروبي، بعد مذكرة رفعها السودان للاتحاد في مساعدته اقتصادياً في عام 2011، ولم تجد الاستجابة في وقتها، وقال إن الاتحاد الأوروبي استجاب لطلب السودان بعد تحسن علاقات الخرطوم وجوبا. وأشار وزير الخارجية السوداني إلى زيارة مترقبة لنائب رئيس جنوب السودان، جيمس واني، تلبية لدعوة من نظيره السوداني، علي عثمان محمد طه، بجانب زيارة أخرى، سيقوم بها وزير الداخلية، إبراهيم محمود لجوبا، لتفعيل الاتفاقيات المشتركة، ومنها ملف حركة المواطنين والحريات الأربع، مطالباً المجتمع الدولي بمد يد العون لكل من السودان وجنوب السودان، في دفع مسارات العلاقات الإيجابية. وأكد المبعوث الأميركي الجديد إلى السودان، دونالد بوث، والذي بدأ، أمس، أول زيارة له إلى الخرطوم، عدم دعم بلاده إجراء استفتاء على مصير منطقة أبيي من طرف واحد، وشدد على ضرورة قيام المؤسسات المدنية والتشريعية بالمنطقة، واستمع بوث في الخرطوم، أمس، إلى شرح من رئيس اللجنة الإشرافية لأبيي من جانب السودان، الخير الفهيم. والذي أكد أن الحل الوحيد للقضية تمثل في إنفاذ الترتيبات الإدارية والأمنية، الموقعة في يوليو 2011، واتهم حكومة جنوب السودان بأنها ظلت ترفض حل القضية على أساس هذه الاتفاقيات. وصرح السفير دونالد بوث، بعد لقائه مسؤول ملف منطقة أبيي في السودان، «بدأت أولى مهامي مبعوثاً للرئيس باراك أوباما إلى السودان والجنوب، بالتعرف إلى وجهة نظر مجتمع المسيرية، باعتبار أن أبيي تقع في منطقة وسطى بين السودان والجنوب، وهي من القضايا العالقة بين الدولتين». وقالت السفارة الأميركية في الخرطوم، في تصريح مكتوب وزعته قبل وصول المبعوث، إن «من أجندة المبعوث، احترام حقوق الإنسان والاحتياجات الإنسانية، وتسهيل الوصول إلى مناطق النزاعات، إضافة إلى العمل بصورة مكثفة، من أجل حكومة ذات تمثيل واسع». المصدر: البيان 15/9/2013م