تهنئة من القلب لكم أخري اللواء تلفون بمناسبة عيد الأضحى المبارك في بعدك عن أرض الوطن وعن جبال النوبة بصفة خاصة مرتع صباك وكل عام وأنتم بخير، أن الله سبحانه وتعالي ورسوله الكريم صلي الله عليه وسلم لم يترك الأمة الإسلامية تتخبط في الظلام وتبقي في حيرة أمرها عند السعي في طلب المعيشة بل شرع لها أسباب الرزق وأيسرها الدعاء. فقد ادلهمت الخطوب علي الأمة بجبال النوبة وزادت المرارة وكثرت الكوارث المتلاحقة عليهم وكذلك اشتد الظلام بجبال النوبة وخاصة علي المحتجزين بمناطق الحركة الشعبية والجبهة الثورية والنازحين علي أطراف المدن بالولايات المختلفة وعلي امتداد أرض الوطن وخارجه منذ 6/6/2011م وحتي الآن وقد اشتد أنين المعذبين وبكاء اليتامى والأرامل والأطفال المشردين فهل من نهاية لهذه المحنة بجبال النوبة؟ وما أن للفجر أن ينبلج بجبال النوبة أليس لهذا الليل المظلم من نهاية بجبال النوبة؟ لقد دعونا الله أخي تلفون في صلواتنا وقيامنا، وهو القائل (وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة:186 . الإجابة سهلة وبسيطة أخي الحاج تلفون فقد وضع الله سبحانه وتعالي شروطاً للاستجابة وللنصرة ومن استكملها واستوفاها، صار أهلاً لتلقي الاستجابة والنصر المبين من المولي عز وجل ولقد وعدنا الله بذلك ولا يخلف الله وعدة قال تعالي (يا أيها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) محمد:7 ، فهل نحن مسلمي جبال النوبة نصرنا الله حقاً، قال تعالي (إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال) الرعد:11، فهل غيرنا ما بأنفسنا نحن مسلمي جبال النوبة لقد استكملت طلائع أجدادنا في الزمن الجميل شروط مسيرة الدعوة التي كانت قاصدة إلي الله تعالي بالمنطقة بالرغم من قلة ما كان في أيديهم من الإمكانيات المادية وغيرها. وبذلك استحقوا نصر الله ونشروا الدعوة الإسلامية في كل مناطق 99 جبال النوبة وعبروا بها إلي جنوب البلاد آنذاك حتي وصلت الدعوة الإسلامية إلي دول الجوار الإفريقي انطلاقاً من جبال النوبة واختفت آنذاك مظاهر الوثنية والكنائس بتلك المناطق وقامت بجبال النوبة أكثر من 350 من المساجد والمدارس والمستشفيات والشفخانات ومحطات المياه والكهرباء وكل مظاهر الحياة المدنية بالإضافة للمجتمعات الإسلامية والمعاهد الدينية في كل من كادوقلي والدنلج وتلودي وأم دورين وكرتالا والنتل..الخ. وفي المجال الزراعي قامت مؤسسة جبال النوبة العملاقة ومشاريع الزراعة الآلية الضخمة في كل من هابيلا كرتالا والفيو والبيضا وعدد ثمانية محالج لحليج أقطان جبال النوبة الشهير آنذاك في أسواق الدول الغربية والهند ومصنع النسيج بمدينة كادوقلي ومخازن الغلال في كل من العباسية والدبيبات والدلنج وتم تشييد الطرق والكباري وتمددت السكك الحديدية من الرهد حتي مدينة الدبيبات ومنها إلي نيالا وشيد معهد التربية بالدلنج لتخريج المعلمين جامعة الدلنج الآن والتي تحولت إلي ذكري منسية بموجب السياسات العشوائية للذين يقومون علي أمرها ولا يعلمون ما بذلنا من جهود من اجل ان تبقي هذه الجامعة منارة للعلم والعلماء والسلام في بلادنا السودان وفي جبال النوبة بصفة خاصة وكل هذه المظاهر الحضارية وغيرها التي لا يتسع المجال لذكرها جميعاً كانت بسواعد أبناء جبال النوبة في الزمن السابق الذين كانوا يعملون من أجل ان تبقي جبال النوبة موحدة في حظيرة الوطن والسودان. علماً بين الأمم وليس من أجل قسمة السلطة والثروة وبذلك أخي الكريم استحقوا نصر الله لأنهم نصروه وبم ينتصروا لأنفسهم ولم يصبحوا تبعاً لها كما فعلنا واتبعنا نحن هوانا وكان أمرنا فرطاً، وإن كل مسلم يعلم أخي الكريم أن الطريق إلي نصر الله هو في زيادة درجة الإخلاص حتي تزداد قوة الإيمان بالله وتتحقق عبادة الله حق العبادة وتسلم القلوب وتزهد في الدنيا وتقبل علي الآخرة ويبيع أصحابها أنفسهم لرب العالمين وذاك انتصارهم عليها الذي يحقق به الانتصار علي الشيطان وجنده وخاصة في جبال النوبة ومن المواقف التاريخية الخالدة التي تجسد هذا المبدأ الجليل ومن أجل نصرة هذا الدين ما أقدم عليه صهيب الرومي عندما ترك كل ما يملك في الدنيا في سبيل السماح له بالهجرة الي المدينةالمنورة لتلقي الدعوة من رسول الله (ص) حتي يعود إلي قومه وينشرها لهم بالتي هي أحسن حيث استقبله رسول الله (ص) في لأطرافها مرحباً بمن باع الدنيا قائلا له :(ربح البيع أبا يحيي ربح البيع أبا يحيي). نقلا عن صحيفة ألوان السودانية 22/10/2013م