تأكيد الرئيس البشير ان علي عثمان محمد طه تنازل عن موقعه طواعية كما تنازل من قبل وان طه رأس الرمح في الترتيب الجديد للحكومة وان الهدف من التنازل هو الدفع بمجموعة شبابية تقود العمل في المرحلة المقبلة أغلق أبواب التكهنات والشائعات والتحليلات التي ملأت مجالس المدينة خلال الأيام الماضية. والنموذج الذي قدمه طه هو النموذج الذي من اجله جاءت الإنقاذ ويجب ان تقتدي به كل القيادات لان المناصب في الأصل تكليف وليست تشريف ومغادرة طه موقعه التنفيذي لا تعني انتهاء دوره السياسي بل علي العكس تماماً ستزيد إسهام طه في العمل العام من داخل الحزب والبرلمان. وطالما ان القيادة رأت ان يتنحي الجيل الثالث بأكمله ويتقدم للقيادة الجيل الرابع والخامس فإن مصلحة الحزب في الاستفادة من الخبرات التي أدارت العمل السياسي والتنفيذي والتشريعي في المرحلة الماضية ومن الأفضل ان يستفاد من طه ونافع واحمد إبراهيم الطاهر وعوض الجاز وصلاح قوش في الحزب وتكوين مؤسسة تكون معنية بصناعة القرار السياسي والمساهمة في الإعداد للانتخابات القادمة وإعداد الأجيال الجديدة لتقود المرحلة القادمة. وإذا نجح المكتب القيادي في إجازة حكومة قوية بعيداً عن التوازنات والترضيات فإن الإسلاميين سيثبتون أنهم علي قدر التحديات وان حزبهم لا زال ملئ بالكوادر والكفاءات ومن خلال ما تسرب إلينا قبل كتابة هذا العمود فإن معظم الوجوه المطروحة لتولي الوزارات ذات كفاءة عالية. والأمل يبقي كبيراً في ان يكون القادمون علي قدر التحدي كفاءة وأمانة ونزاهة وبعد عن الشبهات وفوق كل ذلك قدرة علي الإبداع والمبادرة والسهر علي حراسة مكاسب الشعب وإرضاء تطلعاته المشروعة وصبره علي الغلاء الذي ضرب البلاد في العامين الأخيرين. نقلا عن صحيفة الوفاق 8/12/2013