في حالة نادرة بدت أجندة وزير الدولة البريطاني للشئون الإفريقية مارك سيموندز غير واضحة رغم أنها أعلنت من قبل وزارة الخارجية مطلع الأسبوع الحالي وقالت ان الزيارة في الإطار الرسمي والربكة في اجندة سيموندز تجلت بعد وصوله الخرطوم صباح أمس وبدا لأجهزة الإعلام بأن الزيارة لم تجد اهتماما يذكر من قبل المسئولين في الدولة واعتبر بعض المراقبين ان فتور استقبال مارك قد يكون بسبب تصريحاته التي أدلي بها خلال زيارته الأخيرة للخرطوم في سبتمبر الماضي إبان المظاهرات واليت عبر فيها عن قلق حكومة بلاده حيال أحداث العنف في السودان ودعا خلالها الي ضبط النفس في أعقاب المظاهرات هناك ، وقال سيموندز حينها انه شعر بالصدمة والحزن بسبب التقارير عن استخدام قوات الأمن السودانية القوة المفرطة ضد المتظاهرين في الخرطوم وغيرها من المدن السودانية علي مدي الأيام الخمسة الماضية وابدي سيموندز قلقه أيضاً إزاء العدد الكبير من الاعتقالات بما في ذلك عدد من الصحافيين والناشطين السياسيين والرقابة الشديدة علي الصحافة في ذلك الوقت وإغلاق مكاتب وكالات الأنباء العالمية وشدد علي ضرورة احترام الحكومة لحق شعبها في التجمع السلمي وحرية التعبير ولكن يري البعض الآخر ان موقف سيموندز تجاه السودان خلل تلك الزيارة كان ايجابيا خلافا لما ذكر بل انه وجهت إليه انتقادات حادة من قبل المعارضة بسبب تجاهله للمظاهرات. وتعهد خلال تلك الزيارة بالمساعدة في إعفاء السودان للتغلب علي أزمة الديون الخارجية بما في ذلك تعزيز سبل استفادة الخرطوم من الفرص المتاحة لإعادة جدولة الديون لدي نادي باريس للدول الدائنة الكبري . هذا التجاوب الايجابي من قبل سيموندز قوبل بانتقادات شديدة من قبل ناشطين واتهم بأنه لم يوجه انتقادات للحكومة ، وأثار تعهد بريطانيا بمساعدة السودان للتغلب علي أزمة ديونه الخارجية بما في ذلك تعزيز سبل استفادته من الفرص المتاحة لإعادة جدولة ديونه بنادي باريس للدول الدائنة الكبري ، تساءل متابعون عن كيفية وأهداف هذه المساعدة وسيموندز من مواليد 1964 هو من حزب المحافظين في المملكة المتحدة وعضو في مجلس النواب (البرلمان) لبوسطن وانتخب لأول مرة في عام 2001 وأعيد انتخابه في عام 2005م وانتخب للمرة الثالثة في عام 2010، وفي سبتمبر 2012 تم تعيينه وكيل وزيرة الخارجية في مكتب الخارجية والكومنولث. أكدت وزارة الخارجية ان زيارة سيموندز تأتي في أطار الاهتمام المشترك للبلدين بتطوير علاقاتهما الثنائية والتواصل والتشاور السياسي والتعاون في القضايا الدولية المطروحة وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أبو بكر الصديق للصحفيين ان الزيارة تأتي في إطار اهتمام بريطانيا بالتعاون مع السودان في القضايا المتوائمة مع ارث البلدين في المجالات المختلفة وبدوره أكد المسئول البريطاني حرص بلاده علي إقامة علاقات متينة مع السودان استنادا علي الروابط التاريخية القوية بينهما، وأردف ان التعاون الثقافي والأكاديمي بين البلدين شهد تطوراً ايجابيا في الفترة الماضية . وبالرغم من الموقف الضبابي لبريطانيا اتجاه السودان إلا ان وزير الخارجية علي كرتي حرص علي لقائه وكانت من أهم المواضيع التي ظلت بريطانيا تعد دوماً بها هي مسألة إعفاء ديون السودان لذلك كانت من ضمن موضوعات التباحث الدور الذي يمكن ان تلعبه بريطانيا في إعفاء تلك الديون في ظل الاتفاق الذي تم بين السودان وجنوب السودان علي التحرك المشترك لتحقيق ذلك الهدف ، واستيفاء السودان لشروط مبادرة الهيبك المسئول البريطاني لم يوعد بشيء بشأن مسألة الديون فقط أشاد بدور السودان اتجاه النزاع في جنوب السودان وتشجيعها للحل السلمي للازمة ودعمها لمبادرة الإيقاد وقال سيموندز " نحن ندعم الجهود الرامية للتواصل لوقف إطلاق النار في جنوب السودان" أكد له كرتي حرص السودان علي استقرار وسلام جنوب السودان وجدد الالتزام بإنفاذ اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين ، اللقاء بين الوزيرين بحث العلاقات السودانية البريطانية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة تطورات الأوضاع في جنوب السودان وإفريقيا الوسطي والصومال عبر سيموندز عن تقديره للدور الايجابي الذي يلعبه السودان في إعادة بناء أجهزة الدولة الصومالية أكد استعداد الحكومة البريطانية للتعاون مع السودان في تلك الجهود ربما الزيارة جاءت استكشافا للتغيرات التي طرأت علي الحكومة وإمكانية تبدل الموقف الحكومي حسبما قالت مصادر " لوكالة قدس برس" لم تسمها ووصفت المصادر ان العلاقات بين الخرطوم ولندن ب" الجيدة" وكشفت النقاب عن ان زيارة وزير الدولة للشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية البريطانية مارك سيموندز الي الخرطوم تأتي بعد أسابيع قليلة من التغييرات السياسية الكبيرة التي أجراها الرئيس عمر البشير في حكومته وزادت المصادر ان هذه الزيارة تأتي بعد إبعاد قيادات نافذة في الحكم لمعرفة ما إذا كانت هذه التغييرات تعكس توجهات جدية لتغيير السياسات السودانية أم أنها تغييرات شكلية تخص الأشخاص ليس إلا. الموقف البريطاني اتجاه السودان ظل متضامناً مع أمريكا طيلة السنوات الماضية وظلت بريطانيا تنسق مع القطب الأمريكي وأعوانه وحلفائه في عمليات العقوبات والمقاطعة التي ظلت توجه للسودان ومازالت وفقما قال الخبير في الشأن البريطاني د. حسن عابدين، وعلي ذلك الطريق الناقد والناقض للسياسة والدبلوماسية البريطانية تجاه السودان في الظرف الراهن وهو يتعرض لازمات الديون والعقوبات والمقاطعات لم تغير بريطانيا موقفها اتجاه السودان فماذا يحمل سيموندز خلال هذه الزيارة؟ نقلا عن صحيفة الخرطوم 15/1/2014