قال مسؤول بارز في الأممالمتحدة اليوم ، في ختام زيارة استغرقت أربعة أيام لجنوب السودان ، إن القتال في دولة الجنوب قد تحول إلى كارثة إنسانية وانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ، يرتكب في ظلها الجانبان الفظائع الجماعية. واكد مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش في تصريح صحفي أن الصراع الذي دام شهرا قد تحول الآن إلى نزاع داخلي مسلح ، مما تسبب في "معاناة لا توصف" لآلاف المدنيين ، وأضاف "لقد ارتكبت الفظائع الجماعية من كلا الجانبين ، وتلقيت خلال زيارتي، تقارير عن عمليات قتل جماعي وقتل خارج نطاق القضاء، واعتقال تعسفي، واختفاء قسري، وعنف جنسي، وتدمير واسع النطاق للممتلكات واستخدام للأطفال في الصراع". واوضح سيمونوفيتش أن "شهرا واحدا من الصراع ، أعاد جنوب السودان مرة أخرى عقدا من الزمان إلى الوراء" - على حد تعبيره ، وأضاف "تم قتل آلاف الأشخاص ونزوح مئات آلاف آخرين، فيما يلتمس 70،000 شخص الحماية في مخيمات للأمم المتحدة و30،000 في قاعدتين للأمم المتحدة في جوبا وحدها ". وقال سيمونوفيتش إن الأزمة التي بدأت كقضية سياسية ، اتخذت الآن بعدا عرقيا بحاجة ماسة إلى معالجة ، وأشار الي أن كلا الجانبين على اقتناع تام بأن الطرف الآخر هو المسؤول ، الأمر الذي يجعل الوضع أكثر خطورة ، يبرز الحاجة إلى لجنة مستقلة لتقصي الحقائق لإثبات حقيقة هذه الأحداث الرهيبة. وقال سيمونوفيتش "ما شاهدناه هناك كان مرعبا. الدمار والموت يحيط ببنتيو، التي أصبحت الآن مدينة أشباح. لقد شاهدت بنفسي نحو 15 جثة ملقاة على الطريق. من الصعب لأي شخص أن يستوعب مدى النهب، والحرق والتدمير". والتقى سيمونوفيتش في جوبا وبور وبنتيو مع كبار المسؤولين الحكوميين ومسؤولي القوات المناهضة للحكومة والجماعات المسلحة ومسؤولي الأممالمتحدة والمجتمع الدبلوماسي ومجموعة واسعة من الجهات الفاعلة في المجتمع المدني ، بما في ذلك الزعماء التقليديون وقادة المجتمع. كما قابل النازحين وضحايا القتال ، وشدد المسؤول على أن "المساءلة هي المفتاح"، مضيفا "ينبغي إنشاء لجنة مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق في أسرع وقت ممكن. ينبغي محاسبة الذين ارتكبوا هذه الجرائم الفظيعة، والذين أصدروا الأوامر، أو أولئك الذين وقفوا مكتوفي الأيدي بينما كانوا في وضع يمكنهم من منعها، دون تأخير. لقد وضحت ذلك للقادة العسكريين من الجانبين". وأشاد سيمونوفيتش بالدور الرئيسي الذي قامت به بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان أونميس في حماية المدنيين خلال الأسابيع القليلة الماضية.