لندن ‘القدس العربي' من خالد الشامي: وسط اجواء محتقنة، وعلى وقع هجمات ارهابية، وحرب مظاهرات بين مؤيدين ومعارضين بلغت ذروتها امس الاول، في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، واسفرت عن عشرات القتلى والمصابين واكثر من الف معتقل، توقعت مصادر متطابقة امس ان يعلن وزير الدفاع المصري الفريق اول عبد الفتاح السيسي في خطاب الى الشعب خلال ساعات او ايام قليلة، استقالته من منصبه تمهيدا للترشح في الانتخابات الرئاسية، لينطلق السباق المتوقع ان ينتهي بانتخاب رئيس جديد في شهر نيسان/ ابريل المقبل. وكان الرئيس المؤقت عدلي منصور اعلن امس تعديل خارطة المستقبل لتكون الانتخابات الرئاسية هي الاستحقاق الثاني بعد اقرار الدستور، على ان تليها الانتخابات البرلمانية. وقال ‘سأطلب اليوم من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ممارسة اختصاصاتها المنوطة بها طبقا للقانون وفتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية على النحو الذي حددته المادة 230 من الدستور المعدل، كما سأقوم من جانبي بإجراء التعديلات التشريعية اللازمة على تعديل قانون مباشرة الانتخابات السياسية والانتخابية بما يتفق وأحكام الدستور'. واكد مصدر قانوني ان الفريق السيسي يستطيع ان يسجل اسمه في جداول الناخبين بمجرد استقالته من القوات المسلحة بموجب تعديل على قانون على مباشرة الحقوق السياسية اعتمد قبل ثلاثة اعوام، ومن ثم يستطيع ان يشارك في الانتخابات انتخابا وترشيحا وفق القانون. ومن المقرر ان تحدد اللجنة العليا للانتخابات تواريخ الاستحقاق الانتخابي بدءا من فتح باب الترشح حتى موعد اعلان النتيجة. واشارت المصادر الى ان السيسي سيوجه خطابا يعلن فيه ترشحه ‘رضوخا لأمر الشعب وتفويضه' بعد المظاهرات الواسعة المؤيدة له التي شهدتها ذكرى الثورة، وانه سيقدم ملامح برنامجه الانتخابي الذي يقوم على تحقيق اهداف الثورة، ويشدد على عدم العودة الى ماقبل 25 يناير. ومن المقرر ان يعقب اعلان السيسي استقالته تعديل وزاري واسع يشمل عددا من الوزارات الهامة، وسط تكهنات بأن يشمل رئيس الوزراء حازم الببلاوي، ليحل محله الدكتور كمال الجنزوري. وباستثناء حمدين صباحي الذي اعلن عزمه الترشح، لم يؤكد مرشحون محتملون اخرون مواقفهم، وعلى رأسهم الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح الذي تشير التوقعات الى انه سيخوض الانتخابات مدعوما من جماعة ‘الاخوان' التي ستقاطع الانتخابات رسميا، بالرغم من انتقاداته للرئيس المعزول محمد مرسي والأداء السياسي للاخوان اثناء فترة حكمه. وكان ابو الفتوح بين الداعين لمظاهرات 30 حزيران/ يونيو ضد حكم مرسي، وقال في تصريحات لقناة العربية مؤخرا انه يعتبر ان 30 يونيو ‘موجة ثورية'، ولكنه اصر على ان تدخل الجيش في 3 تموز/ يوليو ‘انقلاب عسكري'. واشارت تكهنات الى ان الفريق سامي عنان الذي ابدى اهتمامه بالترشح في عدة مناسبات قد يحظى بدعم الاخوان ايضا نظرا لخصومته مع السيسي، فيما صرح قيادي اخواني امس بأن السعودية قد تنجح في اقناع عنان بالتراجع عن الترشح لمصلحة السيسي. وتوقعت المصادر ان يعلن المرشح الرئاسي السابق الفريق احمد شفيق واللواء مراد موافي تأييدهما للسيسي والتراجع عن فكرة التقدم للترشح في الانتخابات. من جهة اخرى قتل اربعة جنود مصريين وجرح تسعة آخرون الاحد في هجوم شنه مسلحون على حافلة في وسط سيناء، حيث وقعت ثلاثة هجمات اخرى لم تسفر عن اصابات. واعلنت جماعة ‘انصار بيت المقدس′ عن العملية. وهدد الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور باتخاذ ‘اجراءات استثنائية' لمواجهة الهجمات الارهابية التي شهدتها البلاد خلال الايام الماضية.