لا خلاف فى ان هنالك صعوبات جمة تعترض مسيرة الانتخابات القادمة ، لكن هذا لا يعني ان هنالك استحالة فى إجرائها و الشاهد ان الطريق الى الدولة القانونية و الحكم الرشيد و السيادة الشعبية لا يكون دائماً مفروشاً بالورد و الرياحين ، و مع ذلك فان اجراء الانتخابات فى ميعادها يظل هو الخيار الافضل و الأسلم و لا شك ان قيامها فى ميعادها المنصوص عليه فى الدستور يشكل وفاء بالمواثيق و إلتزاماً بالدستور و هو خطوة هامة على طريق التحول و التطور الديمقراطي المفضي الى قيام مؤسسات حكم شرعية. و يحمد لشريكي نيفاشا فى هذا الصدد إصرارهما على انجاز هذا الاستحقاق الديمقراطي رغم تمتعهما بنصيب الاسد فى قسمة السلطة الحالية ، بيد ان عوامل و ظروف و عقبات تحتاج الى جهد عظيم و إمكانات كبيرة و إرادة سياسية قوية حتى يمكن تجاوزها ، و قطعت المفوضية القومية للانتخابات مجدداً قيام الانتخابات فى موعدها المحدد لها و اضافت : ليس لدينا أى اشكالية تستدعي تأجيلها فى ذات الوقت نفت فيه الاتهامات اللوجستية حول تأخير المود الانتخابية ، مؤكدة وصول 75% من مواد الاقتراع الى الولايات و خاصة ولايات (دارفورو الجنوب) . و قال الفريق الهادي محمد احمد رئيس لجنة الانتخابات بالمفوضية فى الندوة التى نظمها مركز ركائز المعرفة للدراسات و البحوث تحت عنوان (تأجيل الانتخابات ضرورة الواقع أم حسابات المصلحة ؟) أمس تلقينا تقريراً من جوبا يؤكد تحرك جميع المود الانتخابية الى مراكز الاقتراع ،و قطع بأن آخر كمية من بطاقات الاقتراع وصلت امس و سوف تتجه اليوم الى الولايات الشمالية لافتاً الى ان الاسبوع المقبل سوف تكتمل فيه عملية التدريب بالنسبة لمراكز الاقتراع .و من جانبه قال د. أشوان أجانق ممثل الحركة الشعبية التغييرالديمقراطي انهم مع قيام الانتخابات فى موعدها المحدد و قال ان القوى السياسية فى مرحلة الحملة الانتخابية شعرت بوزنها الحقيقي ، مما جعلها تتخوف و تستدعي التأجيل ..أكد اجانق ان الهدف من قيام الانتخابات الحالية هو( حق تقرير المصير) ،و أردف قائلاً لن يتم الا عبر حكومة منتخبة ،و زاد ان عدم قيامها معناه (ضياع تقرير المصير للجنوب و يكون الجنب فقد قضيته و سوف يرجع الى الحرب). وقال ان حركتهم تتعرض لهجمات و اعتقالات كبيرة بجانب ان الفساد و القبلية مستشرية فى الجنوب مما يستدعي ضرورة قيام انتخابات حرة و نزيهة ، خاصة بالجنوب . الى ذلك قال د. محمد العباس استاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الازهري ان الحليف الاستراتيجي للحركة الشعبية هو المؤتمر الوطني ،و زاد اذا سقط الوطني فى الانتخابات ، الحركة لن تجد من ينفذ معها الاتفاقية ،و أوضح ان اعطاء الجنوب بكامله للحركة الشعبية هو اكبر خطأ ، مشيراً الى ولوج مصطلحات جديدة فى الساحة السياسية مثل مصطلح (المقاطعة) . نقلا عن الوفاق 1/4/20210