قال الرئيس السوداني المشير عمر البشير، إن التدخلات الخارجية في أفريقيا جعلت من القارة مسرحاً لصراعات بعض القوى والمجموعات والشركات ، ومحاولتها نهب ثروات أفريقيا عبر دورها الكبير في تأجيج الصراعات والنزاعات في القارة. وأقرَّ الرئيس السوداني ، خلال مداخلة قدمها في الجلسة الثانية لمنتدى تانا الثالث حول الأمن في أفريقيا ، المنعقد بمدينة بحر دار الإثيوبية ، بأن الأمن في أفريقيا لم يتحسن رغم كل المحاولات الإقليمية والدولية التي بذلت ، مؤكداً أن حالة الأمن هي مسؤولية القادة الأفارقة ، وأنه يجب عليهم العمل على تحقيق الأمن والاستقرار في بلدانهم ، مشيراً إلى أن القوى الخارجية تصنع المشكلة وتتدخل لحلها لفرض أجندة بعيدة كل البعد عن مصالح القارة والمواطن الأفريقي. واكد الرئيس البشير إلى الآثار السالبة للتدفقات المالية غير المشروعة على السلم والأمن في أفريقيا ، وقال أن هنالك دولاً أفريقية عانت طويلاً من الحروب والنزاعات ، وأن السودان من بينها. وأوضح االبشير أن هناك دراسات أعدت حول التدفقات المالية غير المشروعة في الدول النامية ، خلال الفترة ما بين 2002م-2011م ، أشارت إلى أن السودان فقد خلال عقد واحد من الزمان الكثير من الأموال ، مما أثر في العديد من المشروعات التنموية والاقتصادية في السودان ، مشيراً الي أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلا أعلى معدلات تهريب الأموال. وتساءل البشير عن وجهة هذه الأموال المهربة وعن المؤسسات والدول التي تستقبلها ومدى إمكانية الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في المشاركة في مكافحة هذه الظاهرة. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد دعا القادة الأفارقة إلى الاستفادة من الموارد والإمكانات التي تزخر بها أفريقيا ، والتغلب على المشاكل التي تركها الاستعمار للنهوض بالقارة. ويزور البشير إثيوبيا للمشاركة في منتدى الأمن في أفريقيا. وقال الرئيس السوداني خلال مداخلته في المحاضرة السنوية حول الراحل مليس زيناوي ، المنعقدة على هامش برنامج منتدى تانا الثالث حول الأمن في أفريقيا ، قال إن السودان هو أول دولة في أفريقيا جنوب الصحراء تحصل على الاستقلال، قدم خدمة لحركات التحرر الوطني في القارة، وفتح أبوابه لزعماء حركات التحرر، واستقبل زعماء المؤتمر الوطني الأفريقي، ومنح زعيمه نيلسون مانديلا جواز سفر سوداني. وكان أ.د أديبا يواولو كوش المدير التنفيذي لمعهد الأممالمتحدة وأفريقيا للتخطيط والتنمية الاقتصادية، قدم المحاضرة السنوية حول الراحل مليس زيناوي، تناول فيها دور مانديلا في نضاله الأفريقي وجهوده في التنمية.