هددت الأممالمتحدة بإحالة ملف جنوب السودان للمحكمة الجنائية الدولية. وقطعت بأنها لن تسمح بتكرار الإبادة التي شهدتها رواندا عام 1994م في جنوب السودان. في وقت هاجم رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الإدارة الأمريكية، وكشف عن ضغوط تمارس عليه للجلوس للتفاوض مع نائبه السابق د. رياك مشار المترد عليه. وعبر سلفاكير عن قلقه من التهديدات الأخيرة من قبل الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات على أفراد، اتهمتهم بإعاقة عملية السلام، مشيراً إلى أنها يمكن أن تقوض جهود حل النزاع. واتهم سلفاكير طبقاً ل(سودان تربيون) الإدارة الأمريكية (بأنها صاحبة وجهين)، حيث أنها تقول لهم شيئاً وتقول شيئاً وتقول شيئاً آخر في أمريكا وأديس أبابا ولقادة الإقليم، وتساءل: (كيف يمكنك وصف هذا السلوك). وتأتي هذه التصريحات ل سلفاكير بعد أن التقي مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان نافي بيللي. وقال سلفاكير عقب لقائه مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان نافي بيللي، إن هنالك من ياتون الينا ويقولون إن حكوماتهم تقر بشرعية حكوتنا، لكن عندما يذهبون تجدهم يهددون بفرض عقوبات ويدعون وجود انتهاكات لحقوق الإنسان. وقال سلفاكير يحدث هذا بدلاً من تحميل مشار مسؤولية الأعمال الوحشية ضد شعبنا، لأن كل شخص يعرف أنه السبب فيما يجري، فإنهم يأتون ويقولون لنا يجب أن نتفاوض معه. وأكد أن فرض عقوبات سيقوض جهود السلام، ولن يدفعها للأمام أبداً.بحسب تعبيره. وذكرت الأممالمتحدة الأطراف المتحاربة في جنوب السودان أن عدم الالتزام باتفاقيات وقف أطلاق النار وإحلال السلام، سيؤدي في نهاية المطاف إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأكد المستشار الخاص للأمم المتحدة لمنع الإبادة إداما دينغ في ختام زيارة لجنوب السودان أمس (الأربعاء) ، أن التحريض على الكراهية وارتكاب مجازر على أساس عرقي في جنوب السودان يثيران المخاوف، من أن (يتجه هذه النزاع إلى مواجهات عنيفة خطيرة يصعب السيطرة عليها). بدورها أعلنت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون حقوق الإنسان نافي بيلاي، أن أكثر من (9) الاف طفل تم تجنيدهم في المعارك المستمرة من قبل الحكومة ومعارضيها. وقالت بيلاي في تصريحات صحفية بعد لقائها رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق رياك مشار :(صدمتني اللامبالاة الظاهرة حيال خطر المجاعة الذي أبداه كلا القائدين). وألقت بيلاي باللائمة على قادة جنوب السودان في حال حصول المجاعة في البلاد، مع تنامي السخط العالمي من ارتكاب فظاعات. وقالت: (لم يبدوا متأثرين كثيراً بالجوع وسوء التغذية المنتشرين على نطاق واسع بين مئات الآلاف من أبناء شعبهم، بسبب فشلهما شخصياً في حل خلافاتهما سلمياً). وفي السياق أكد سفير السودان في جوبا مطرف صديق وجود تحركات إقليمية وأممية عالية المستوى، للتحقيق في مقتل السودانيين في بانتيو. وقال مطرف ل(المجهر) أمس (إن بعثة السلام الأفريقية برئاسة الرئيس النيجري السابق أوبسانفو التابعة لمفوضية الاتحاد الأفريقي، وصلت إلى جوبا للتحقق في عمليات القتل التي ارتكبت في ولاية الوحدة). وأشار مطرف إلى أن السفارة تواصل اتصالاتها مع الأممالمتحدة لشؤون حقوق الإنسان نافي بيلاي خلال زياراتها الأخيرة إلى جوبا. وقال (لم يكن ضمن برنامج المسؤول الأممية الالتقاء برؤساء البعثات الدبلوماسية في جوبا). نقلاً عن صحيفة المجهر السياسي 2014/5/1م