لازالت ردود الأفعال تتوالي حول الزيارة المرتقبة لنائب رئيس دولة الجنوب السابق والمتمرد على نظام جوبا الدكتور رياك مشار المتوقعة للسودان وبعد أن حط بالخرطوم في خواتيم الأسبوع الماضي، وفد مقدمة مشار برئاسة يوهانس موس كوك المتحدث باسم حركته ورئيس وفد المقدمة وعقد مؤتمر صحافي أكد خلاله حيادية الخرطوم تجاه الأحداث الدائرة بالجنوب، وأوضح أن زيارة مشار تعتبر مسألة وقت ليس إلا، سارعت سفارة دولة الجنوببالخرطوم لإصدار بيان أمس احتجت خلاله على استضافة السودان للمتحدث باسم المتمردين الذين يقودهم رياك مشار. قالت سفارة دولة الجنوببالخرطوم إن إتاحة المنابر الإعلامية للمتمردين والحركات السالبة يتعارض مع الفقرة الخاصة بإحدى أهم بنود اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين. وحول تضارب قيام الزيارة في ما إذا كانت بترتيب من الإيقاد أو بدعوة من حكومة الخرطوم في إطار مساعيها لاحتواء أزمة فرقاء الجنوب يري الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية السفير الرشيد أبو شامة في حديثه للتغيير أمس (الأحد) أن احتجاج سفارة الجنوب ليس له مبرر باعتبار أن زيارة مشار تأتي بترتيب من منظمة الإيقاد ولدول عضويتها التي يعتبر السودان جزءاً لا يتجزأ منها، ويمثل في عضوية وساطتها بشخص الفريق محمد أحمد الدابي، وجدد أبوشامة حيادية السودان تجاه أحداث الجنوب، وقال إن الحكومة يمكن إن تعمل على تطمين دولة الجنوب بمخرجات زيارة مشار حال قيامها من خلال ابتعاث مبعوث إلى سلفاكير لتنويره بما يمكن أن تتناوله الزيارة من مباحثات لأجل احتواء أزمة الجنوب، مشيراً إلى أن هذا النوع من المبعوثين عرف دبلوماسي متفق عليه، موضحاً أن مهمة تطمين سلفا بمخرجات الزيارة يمكن أن يقوم به سفير السودان بجوبا مطرف صديق بعد تزويده بالمعلومات أو ابتعاث مبعوث من الخرطوم، وقطع الدبلوماسي المتقاعد بأن الخرطوم لم توجه الدعوة لمشار لزيارة الخرطوم، وإنما وصل فسترحب به في إطار جهودها مع الإيقاد لاحتواء أزمة الجنوب، وقال إن الخرطوم لها شخصيتها السيادية الكاملة في المحافظة على علاقتها بالجنوب والاعتراف بحكومة سلفاكير بما لا يتعارض مع سعيها لاستدامة الاستقرار فيه. وعبرت سفارة جوبا في بيانها الصحافي عن استيائها من تصريحات يوهانس وإطلاقها من الخرطوم، واعتبرت في الخطوة خرقاً صريحاً لاتفاقية التعاون الموقعة بين البلدين. وأشار مسؤول الإعلام قبريال دينق، إلى أن إتاحة المنابر الإعلامية للمتمردين والحركات السالبة يتعارض مع الفقرة الخاصة بإحدى أهم بنود اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين (جنوب السودان والسودان) وهي بند وقف العدائيات والتراشق الإعلامي، وزاد "السفارة محتجة على هذا المسلك، ومن جانبه بدا المحلل السياسي الدكتور صفوت فانوس متحفظاً في حديثه ل((التغيير)) عن الزيارة المرتقبة لمشار إلى الخرطوم لجهة أن حكومة السودان شددت خلال التوقيع على اتفاقية التعاون مع الجنوب على عدم دعم وإيواء المعارضة المسلحة بعد أن كانت جوبا تعمل على دعم وإيواء قطاع الشمال، وأوضح أن حكومة الجنوب اعتبرت أن استضافة الخرطوم لوفد مقدمة مشار استعداداً لزيارته نوعاً من أنواع الدعم والإيواء المرفوض للمعارضة القائمة على جوبا، وقال إذا كان السودان يطلب من الجنوب عدم إيواء الحركات المسلحة فكان من باب أولي أن لا يبادر باستضافة وفد مقدمة مشار لتأكيد بادرة المعاملة بالمثل، وأوضح أن السودان كان بإمكانه تكثيف جهوده مع الإيقاد من خلال دعم مفاوضات أديس أبابا دون المساواة بين طرفي النزاع ورأي أن الجنوب مثلاً إذا عمل على استضافة ياسر عرمان في أي منبر إعلامي فلن ترضي الخرطوم باعتباره خارجاً عليها، وأكد فانوس انه لا يعتبر زيارة مشار المرتقبة للخرطوم إيجابية لجهة أن جوبا يمكن أن تعمل على استضافة الحركات المناوئة للخرطوم في إطار المعاملة بالمثل. في غضون ذلك أكد مصدر حكومي مقرب من وقد التفاوض فضل حجب اسمه في حديثه ل((التغيير)) إن الزيارة المرتقبة لمشار إلى الخرطوم لا علاقة لها بالحكومة، لجهة أنها تأتي في إطار جهود الإيقاد لاحتواء الصراع الجنوبي الجنوبي. وقال إن مشار سبق وأن زار عدداً من دول الإيقاد المتمثلة في كينيا وأثيوبيا ويعتزم زيارة الصومال وجيبوتي بعد ان رفض زيارة يوغندا لاتهامه لها بعد الحيادية في الصراع الدائر، واعتبر أن حديث سفارة الجنوب عن عدم حيادية السودان لا أساس له من الصحة، لجهة أن الخرطوم تعمل مع جهود بقية الدول لاحتواء المشكل الجنوبي القائم، ولم يستبعد في إطار الحل أن يلتقي مشار برئيس دولة الجنوب على هامش اجتماع قمة الإيقاد بأديس أبابا عصر اليوم. نقلاً عن صحيفة التغيير 2014/6/9م