* المتابع للمشهد السياسي بصورة عامة يدرك أن الأحزاب السياسية قد فقدت البوصلة السياسية القادرة على أحداث التغيير المطلوب خاصة وان معظمها يعيش في ركود مقصود، فيما أنصرف آخرون للتفكير والبحث عن فوائد وعوائد يمكن أن تساهم في إزالة النظام الذي بات هاجساً يعشعش في أذهان الغالبية منهم. * تقدم السن والأفكار العقيمة جعلت معظم الأحزاب السياسية خارج الدائرة بل يمكن أن تقول أن إمكانية تقدمها في صفوف الانتخابات القادمة أقرب للمستحيل بعينه خاصة وأن المال ظل حائلاً بين التكوين والتشكيل والتسجيل ومن ثم الترتيب المطلوب من خلال برامج يمكن أن تساعد في كسب ود المواطن البسيط. * يحسب المؤتمر الوطني جديته في طرح البرامج وحرصه على تنظيم مؤتمراته بصورة راتبة جعلت أبواب الحوار بين أعضائه مفتوحة بل وساهمت بقدر كبير في التماسك والإضافات التي جاءت من ذات الأبواب التي خرجت من الأحزاب المختلفة. * لابد أن تتحدث بشفافية وواقعية تبين ان الأحزاب في السودان عبارة عن شخصيات تجاوزت سن السبعين ان لم أقل ثمانيناتها بالإضافة للتشبس الذي خصم من رصيد الأطروحات وعضد على تواجد المؤتمر الوطني لسنوات في إدارة البلاد لأن محدودية التفكير وروعته التصرفات جعلت الهجرة هي المخرج الوحيد من الكبت السياسي الذي يعتمد في غالب الأحيان على الطائفية وحكم الفرد. * وما يحدث الآن في حزب الأمة ليس ببعيد عن سوح المشهد العام، اذ ان اختيار الدكتورة مريم الصادق لمنصب نائب رئيس الحزب يصب في ذات الاتجاه ويؤكد ان الأحزاب ستظل رهينة أسماء تدور في حلقاتها وتتفرغ إبان تقسيم المصالح والثروات التي باتت الأهم على حساب الوطن. * لا اعتقد أن الحوار الوطني يمكن أن يصل الى خواتيم ايجابية، لأن المنطق لا زال معوجاً والدماء متحجرة والطرح سمجاً والأسطوانة مشروخة وغير قابلة لاستيعاب الجديد المفيد. * ان كانت الانقاذ سيئة فإن الخطأ الأكبر يقع على الأحزاب المعارضة الهشة، اذ ان روبتر جولتير قد قال في كتابه الحكمة السياسية أن وجود المعارضة القوية والرشيدة يساهم في تطوير فكر أصحاب القرار، وانطلاقاً من الموضوع على سطح المنضدة نتيقن أن هشاشة العرض المعارض لن يخرج من دائرة المواقع الاسفيرية مع بعض الشائعات التي تعتبر اقصى طموحاتهم ومن ثم الظهور في وسائط الإعلام من اجل عنتريات يمكن أن تقدمهم للمجتمع الذي بات يضحك على سماجة المعروض وضعف المكون القادر على إيصال الرسالة التي ينشدونها. * الانتخابات القادمة هي الضربة القاضية لبعثرة الأحلام التي تتراي بأشكالها الوردية وتنتهي مع أذان الفجر القاضي على عبث الشيطان، لذلك احسب أن الحراك لابد ان يكون سريعاً قبل ان يقع الفأس في الرأس وتنتهي تلك المسرحية التي أضاعت السودان وأهله لفترات طويلة. * قبل أن تجادلوا في استراتيجيات الدولة وخططها في تسيير دولاب العمل فكروا في كيفية تغيير وتعديل خارطة احزابهم المنهارة التي باتت تدعو للشفقة، ومن ثم قدموا عروض الخلاص والاستنارة التي يمكن ان تساعد في تغيير النظرة تجاهكم من قبل محمد احمد المسكين. نقلاً عن صحيفة الصحافة 10/7/2014م