في الوقت الذي تسير فيه خطوات الحوار الوطني نحو التفاوض النهائي وفق إعلان المبادئ الذي وقعت عليه الحركات المسلحة وأحزاب الحكومة والمعارضة الداخلية إذا بالسيد الصادق المهدي ما زال متمسكاً بإعلان باريس حيث أعلن عبر صحيفة (الحياة) اللندنية عن ترتيبات لعقد مؤتمر جامع يعقد بالخارج تشارك فيه كل القوى السياسية السودانية المؤيدة للإعلان وكشف للصحيفة بأنه بصدد مخاطبة مجلس السلم والأمن الإفريقي وبرلمان جنوب أفريقيا وسوف يذهب إلى أمريكا لمخاطبة الكونجرس الأمريكي وسيخاطب أيضاً عدة جهات دولية على رأسها برلمان الاتحاد الأوربي ومجلس العموم البريطاني ثم اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بسويسرا في نهاية الشهر المنصرم وكل تلك اللقاءات والمحاضرات ذكر بأنها تهدف إلى حشد التأييد السياسي والدبلوماسي لإعلان باريس بصورة تجعل منه أساساً لمستقبل السودان. والغريب في الأمر أن مندوب السيد الصدق المهدي الدكتور صلاح مناع كان قد وقع على إعلان أديس أبابا مشيراً في بيان صادر عنه بأنه وقع نيابة عن رئيس حزبه وممثلاً لإعلان باريس وأشاد كثيراً بالمبادئ العامة المتضمنة لإعلان أديس أبابا مؤكداً بأنها تقضي الى وقف الحرب في اتجاه الحوار الشامل وحقيقة لا أستطيع أن استوعب تمسك السيد الصادق بإعلان باريس بعد أن أصبح جزءاً من ورقة الوسيط الإفريقي (ثامبو أمبيكي) والتي وقع عليها ممثله الدكتور صلاح مناع ولا أفهم دعوته لذلك المؤتمر الجامع في حين أن إعلان أديس أبابا قد شمل الجميع وبما فيهم حزب الأمة نفسه ولا أدري كم من الزمن سيستغرق برنامج المهدي لمخاطبة الكونجرس في أمريكا والاتحاد الأوربي وغيرهما من المنظمات الإقليمية والدولية في وقت مؤكد بأن فعاليات الحوار الوطني بما في ذلك الحركات المسلحة ستنطلق جلساتها برعاية إفريقية في غضون الأيام القليلة القادمة فيا سيدي المهدي الوقت كالسيف ومكانك وقدرك محفوظ وما عاد ذلك الشعب يتحمل الانتظار الذي يزيد من آلامه ومعاناته. نقلاً عن صحيفة الصحافة 16/9/2014م