في نموذج نادر لخلاف بين الدولتين الحليفتين، هاجمت باكستانالإمارات بعد أن أدان مسؤول إماراتي تصويت مجلس النواب الباكستاني ضد مشاركة باكستان في حرب اليمن، فيما يحاول البلدان تفادي تأثير التوتر السياسي على التعاملات الاقتصادية الثنائية، حيث التقى وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري، أمس الإثنين، السفير الباكستاني آصف علي خان دراني لبحث سبل تعزيز التعاون والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين. وكان البرلمان الباكستاني اقر «يوم الجمعة» مشروع قرار يدعو الحكومة الى التزام الحياد في الأزمة اليمنية. وكان وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش قد هاجم نتيجة التصويت من خلال حسابه على موقع «تويتر» يوم السبت، واصفا اياها بأنها «متناقضة وخطيرة وغير متوقعة»، متهما إسلام آباد بالوقوف في صف إيران التي تتهمها الدول الخليجية بدعم الحوثيين. وغرد احمد على موقع «توتير»، «باكستان تراعي مصالحها مع إيران التي تربطها معها حدود برية ومع الصين التي وعدتها بمد خط غاز عبر أراضيها يربطها مع إيران». وقال وزير الداخلية الباكستاني نزار علي خان، في بيان «هذا ليس فقط أمرا مثيرا للسخرية، لكنه كذلك لحظة للتفكير بأن وزيرا إماراتيا يوجه التهديدات إلى باكستان». وأضاف «تصريح الوزير الإماراتي هو انتهاك فاضح لكل الأعراف الدبلوماسية السائدة طبقا لمبادئ العلاقات الدولية». وأكد علي خان أن «باكستان بلد فخر وعزة ويكن مشاعر أخوية لشعب الإمارات والسعودية، لكن هذا التصريح من وزير إماراتي هو بمثابة إساءة لعزة نفس باكستان وشعبها وهو أمر غير مقبول». وكانت الإمارات قد طالبت باكستان الجمعة بموقف واضح لمصلحة علاقتها الاستراتيجية مع دول الخليج، واصفة قرار إسلام آباد «الحيادي» من الصراع في اليمن بأنه «خطير وغير متوقع». وانتقد قرقاش، من خلال تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» القرار الباكستاني قائلا «الخليج العربي في مواجهة خطيرة ومصيرية وأمنه الاستراتيجي على المحك، ولحظة الحقيقة هذه تميز الحليف الحقيقي من حليف الإعلام والتصريحات». وأضاف «يبدو أن أهمية طهران لإسلام آباد وأنقرة تفوق أهمية دول الخليج، بعدنا الاقتصادي والاستثماري مطلوب، ويغيب الدعم السياسي في اللحظة الحرجة». كما طالب باكستان ب «موقف واضح لصالح علاقاتها الاستراتيجية مع دول الخليج العربي، المواقف المتناقضة والملتبسة في هذا الأمر المصيري تكلفتها عالية». وكانت باكستان أول بلد يعترف بالإمارات في عام 1971، ويرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية وثيقة. والإمارات مستثمر كبير في باكستان، كما أن نحو 1.4 مليون باكستاني يعملون في دول الخليج ويرسلون حوالات إلى بلادهم تعد رافدا حيويا لاقتصاد البلاد. المصدر: القدس العربي 14/4/2015م