(شرودر) مستشار ألمانياالغربية (يومئذ) سألوه.. ما الذي فعلته بأول مبلغ قبضته بعد الحرب يا جورج؟.. قال: طعاماً.. اشتريت طعاماً كثيراً.. وجلست آكل وآكل.. ودارت حماليق عينيه من لذة التذكر.. بعد عشر سنوات كانت ألمانيا تطعم العالم.. (2) وفي اليابان وفي أحد أشهر طرقات طوكيو كان المارة يسجدون والأمبراطور يعبر الطريق.. يقصد بيت مواطن هناك.. عام (1950).. لأول مرة في تاريخ اليابان. والسبب هو أن المواطن هذا –المهندس- حين يسأل نفسه عن تقدم الغرب وهزيمة اليابان يجد الإجابة السر هو العربة..! والمهندس يقرر أن (تقوم اليابان بصناعة العربة وبصورة أكثر دقة..) بعد سنوات قليلة كان العالم كله يستورد العربات من اليابان.. والياباني الذي ينتحر حين تنخفض عملة بلاده.. يجد أسلوباً جديداً للعمل عند الأزمات.. وكوريا مثلها وماليزيا تقود نمور آسيا في السبعينات.. ما الذي –ترى- سوف يفعله السودان بعد سبعة أشهر؟.. (3) وحديث مجموعة المثقفين الممارسين كان يحرث الأوراق والأفكار ليجد إجابة.. والمجموعة لم تكن هي ما يصنع الإجابات والحلول بل المجموعة كانت تستكشف أسرار صناعة الحكومة التي تجري بالفعل الآن بعيداً عن كل عين.. في سراديب خبراء الدولة. البحث كان يجري عن ما بعد الانفصال وما بعد الوحدة.. ماذا؟.. وهرج البحث عما صنع الأزمة وعما يصنع الحلول كان يرسم نيفاشا.. وما جعلها (عرقي) بعد أن كانت (شربوت) وعما يجعل الجنوب أزمة بعد أن كان جزءاً من الوطن. والبحث يجد أن نيفاشا كانت تمشي على أغرب ساقين.. ساق تمشي يميناً.. والأخرى تمشي يساراً.*.. يميناً كانت نيفاشا (السياسة والقانون) تكمل تنفيذاً دقيقاً لكل البنود وتبني.. وتبني.. ويساراً كانت نيفاشا –بمساهمة كاملة من الحركة- تقيم مذبحة لكل المشاعر الإنسانية التي يمكن أن تربط بين الناس.. وتهدم وتهدم.. والشمال يبلغ به السخط درجة تجعله يحول صحيفة الانتباهة إلى أكثر الصحف رواجاً لأنها لسان المواجع التي تسمي كل شيء باسمه.. ويقول للجنوبيين أصحاب المذبحة اذهبوا لجهنم.. مثل ذلك كان اكتساح الوطني للانتخابات سببه هو أن الوطني يشمر للقتال.. بينما أحزاب جوبا تجلس في حجر الحركة والناس يلطمون الأحزاب هذه في إشارة تجعل أصبع الناس في عيون الحركة وبظفر طويل.. (4) لكن الحسابات أيضاً كانت هناك.. ومنها الثروة.. كيف.. الحدود كيف.. واحتمال الحرب في ابيي وجنوب النيل كيف..و..و..؟ والمجموعة التي تبحث عن الأجوبة تحت الأرض تفاجأ بأن كل هذا قد اكتملت الترتيبات له ومنذ عامين اثنين.. وان الثورة الزراعية وسد مروي وثورة الطاقة كانت بعض الإجابة وكذلك.. الحيوانية.. والثروة البشرية كذلك.. والأخيرة هذه والتي كانت هي من صنع اليابان وكوريا وماليزيا وغيرها تحتاج حديثاً خاصاً و..و... والحركة كانت تحسب كذلك. والحركة الشعبية حين تجد أن المواطن الجنوبي لا يريدها وتفشل في منع الانتخابات تلجأ إلى انتخابات البندقية.. وما حدث معروف.. لكن الحركة تفاجأ بأن الآخرين أيضاً لهم بندقية.. وجورج أطور الآن يحتل نصف الجنوب وأغرب شيء يقع.. وسلفا كير يرسل القائد العام لجيش الحركة للمعركة لكن الرجل (كونق) يذهب إلى كمبالا مريضاً.. وسلفا يرسل قاديت.. لكن قاديت يقول: أنا قائد مدفعية فقط.. ولا يذهب.. وسلفا يرسل فاولينو.. وفاولينو يقول: إن أنا ذهبت قالوا مليشيات فقط.. أرسلوا الجيش.. وماتيب لا يذهب.. وسلفا يرسل مشار ومشار يقول: أنا سياسي فقط ولست عسكرياً. وأطور مهندس الألغام تنضم إليه حتى الآن كتيبتان ودبابتان وثمانية (عربة تاتشر) وقبائل.. وكل من يرسلونه لقتاله.. وحسابات سلفا تجد أن جورج أطور هو واحد فقط من بين ثلاثمائة (مستقل) في الانتخابات الأخيرة كلهم الآن يستعد لمثلها.. الحركة الآن هي آخر من يقود الأحداث.. (5) ومجموعة الأزمة تجد أن الدولة التي تجعل ملف الحرب بعيداً.. تفاجأ بأن (بعيداً) هذه ليست وراء الأصابع. وأن حسابات الحرب في أماكن عديدة من الجنوب واردة.. ومنها أبيي وجنوب النيل و... والمجموعة تجد أن الملفات تحسبت –بالفعل- لكل احتمال.. العوامل الخارجية والداخلية والثروة والنفط ودول الجوار والجنوبيون في الشمال والشماليون في الجنوب.. والسلم والحرب.. وإن درت السمح تعال آزول.. وأكان درت الكعب.. أرح آزول.. ونحكي ما وجدته المجموعة.. والمجموعة تبحث (كيفية حماية الحدود من النازحين بعد أن تنفجر المذابح في الجنوب بعد الانفصال..) نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 9/5/2010م