أكد وزير المالية اسوداني بدر الدين محمود أن زيارة رئيس الجمهورية عمر البشير إلى الصين تمثل أرضية صلبة لانطلاقة جديدة للعلاقات خاصة الاقتصادية. وقال إن العلاقات ارتقت من الثنائية إلى الشراكة الاستراتيجية لتتكامل فيها الأدوار سياسياً واقتصادياً. ووصف محمود الاتفاقيات التي وقعت مع الجانب الصيني بأنها شكلت نقلة نوعية وقوية، سيكون لها الأثر الإيجابي في تحريك الاقتصاد السوداني، خاصة أن الصين تخطو خطوات مسرعة نحو ريادة العالم اقتصادياً، وأضاف أنه تم التوقيع علي عدد من الاتفاقيات المهمة في مختلف المجالات، منوهاً إلى أنه عقد لقاءً مع نظيره الصيني تم التداول فيه حول كيفية التعامل المالي والاقتصادي والتجاري، وتقديم الصين لقروض جديدة تفضيلية ستوجه إلى مجالات الإنتاج وزيادته، خاصة مجالات الصادر، مما سيشكل دفعه قوية للبرنامج الخماسي. واوضح وزير المالية السوداني أنه تم الاتفاق علي الارتقاء بالتعاون المصرفي إلى استخدام اليوان في تسوية المعاملات ومعالجة وجدولة ديون السودان، معلناً في هذا الخصوص أن لجنة مشتركة من الجانبين ستعقد اجتماعاً بالخرطوم لبحث التعاون الاقتصادي. وفيما يتعلق بالتعاون في مجال النفط، قال الوزير إن هناك توجيهاً من القيادة في الصين بدفع التعاون في مجال إنتاج النفط والغاز إلى الأمام، ومعالجة الديون من خلال زيادة الإنتاج خاصة في المجال النفطي. وكشف الوزير محمود عن اتفاق لإنشاء شركة في مجال الخطوط البحرية، مشيراً إلى أنه سيتم خلال الأيام المقبلة وضع أسس الشراكة فيها، وقال إن من المكاسب التي حققتها الزيارة أيضاً الاتفاق علي شراء قاطرات جديدة وصيانة المتوقف منها، مشيراً إلى اتفاق تمويل خط السكة الحديد بورتسودان - كسلا - الدمازين، وربط السودان مع إثيوبيا. كما تم التوصل إلى اتفاق لاستئجار سبع بواخر عن طريق البيع الإيجاري، بجانب اتفاق آخر للبيع الإيجاري لطائرتين من الصين، ستظلان باسم الشركة الصينية وستتكفل بالصيانة إلى أن يتم تحويل ملكيتهما إلى سودانير، مبيناً أنه سيتم وصول الطائرات والبواخر والقطارات خلال الأيام المقبلة بجانب وصول الفرق الفنية. وقال الوزير إن الزيارة أثمرت توقيع اتفاقية في مجال الزراعة والتصنيع الزراعي ونقل التقنية الزراعية التي ستشكل فاتحة للتعاون الزراعي والاستفادة من ثروات البلاد، مما سيكون لها الأثر على زيادة الإنتاج والارتقاء بالإنتاجية لبعض المحصولات المهمة. وأبان أن اتفاقيات التعاون شملت التعاون الصناعي في المجالات المختلفة والاستمرار في مجال التعدين ودفعه، بجانب إنشاء منطقة حرة في البحر الأحمر تخدم كل البلدان الأفريقية التي ليس لها ساحل، وهي بدايات لطريق الحزام والحرير في أفريقيا ، وقال إن التعاون في المجال الأمني والصناعات العسكرية ستشكل دفعة جديدة للعلاقات. واختتم حديثه بأن زيارة الوفد السوداني فتحت آفاقاً جديدة للعلاقات بين البلدين، وتؤكد حرص الجانب الصيني على التوجه بقوة نحو أفريقيا، لافتاً إلى أن السودان يعد المفتاح الرئيس لانطلاقة الصين نحو أفريقيا وجسر التعاون ما بين أفريقيا والعالم العربي.