قال الرئيس عمر البشير، إن الحوار الوطني الشامل الجاري حالياً بالبلاد، حوار (سوداني- سوداني)، مشدداً على أنه لن يتم السماح لأي جهات خارجية بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية، أو فرض أجندات بعينها عليها. وقال البشير، في كلمه ألقاها مساء يوم الأربعاء، في ختام المؤتمر العام لآليات الحوار الشبابي بقاعة الصداقة بالخرطوم، إنه لن يكون هناك أي حوار تحضيري خارج البلاد. وأضاف أن "السودان يسير في الحوار الوطني الشامل بخطوات إيجابية، وقد تمت الموافقة على تمديد أجل الحوار لفترة أخرى، لقناعتنا بأهمية إعطاء الفرصة للمشاركين للاستمرار في طرح رؤاهم التي تصب في مصلحة البلاد". وأشار البشير إلى أن الحوار قرب المسافات والرؤى، وأصبحت الأمور أكثر وضوحاً وموضوعية لدى المشاركين. وكشف عن أن الحوار الوطني الذي قارب على نهايته سيصدر عنه وثيقة موحدة يجمع عليها أهل السودان جميعاً. وقال "إننا دعونا الجميع للحوار دون إقصاء لأحد، إلا من رفض أن يشارك أو ممانع لهذا الحوار الشامل". وأكد البشير، أن الرافضين للحوار في الخارج والداخل، ويريدون عمل وثيقة أخرى مغايرة، فإنه لن يتم الاعتداد بها، موضحاً أن الوثيقة التي ستصدر عن الحوار الوطني بالخرطوم هي الوثيقة الوحيدة التي سيتم الاعتراف بها، ولا توجد وثيقة أخرى. وأوضح الرئيس السوداني، أنه بعد انتهاء جلسات الحوار الوطني، سيتم رفع وثيقته النهائية إلى رئاسة الجمهورية. وأشار إلى أنه سيقوم بعرضها ورفعها مباشرة للشعب كله. وأكد أنها "وثيقة أهل السودان ولن نسمح بتجاوزها مهما حدث". وقال البشير إن الحركات المسلحة والمتمردة التي تحارب وتقاتل ضد السودان، تحصل على السلاح والذخيرة والإمكانيات التي يقاتلون بها وعمليات التمويل من جهات- لم يسمها- تعمل ضد مصلحة السودان واستقرار شعبه وأمنه. وأكد أن حاملي السلاح هم أعداء البلاد ولا يحبون شعوبهم وأوطانهم. وقال "إنهم يقاتلون ليس حباً في شعب السودان، وإنما طمعاً في ثروات البلاد". وأشار إلى أن السودان غني ليس بموارده المادية، وإنما بموارده البشرية وبشبابه المحب لبلاده. وأضاف البشير، أن الشباب هم المستقبل لأمان هذه البلاد، وتوحدهم هو السبيل لتقدم السودان وأمنه وسلامته وتطوره. وشدد على أن الشباب السوداني ضد العنف وفرض الرأي بالقوة. وأشار إلى أن الحركة الطلابية السودانية بريئة من أعمال العنف والدمار وحرق مؤسساتهم ومنشآت البلاد. ولفت إلى أن شباب السودان أجندتهم وطنية، ومتسلحون بالتكنولوجيا الحديثة، ويرفضون الجهوية والصراع القبلي البغيض. وقال البشير إنه سيتم دعم الأنشطة الطلابية في مختلف المجالات، لأن الشباب هم مستقبل الأمة وحاضرها. وأضاف "سيكون منكم رئيس للبلاد، ووزير، ووالٍ في المستقبل"، داعياً الأحزاب والمؤسسات إلى ضرورة إفساح المجال أمام الشباب لتولي القيادة، وأن يكون الكبار مستشارين لهم، لأن البلاد لن تنهض إلا بشبابها.