(1) لأول مرة ومنذ العام 2003م، يجلس طلاب جبل مرة في مدينة روكرو ونرتيني لامتحانات الأساس، أكثر من 97 ألف طالب وطالبة أبلغ رد علي بيانات كثيرة ومزايدات بعض الدول والمنظمات عن الأوضاع بمنطقة جبل مرة، وأكثر الدلالات تعبيراً عن حالة الطمأنينة والاستقرار لأن التعلم يعني المستقبل ولا يفكر في المستقبل إلا شخص مطمئن وأمن. (2) الحديث كثير عن النزوح وبيانات المنظمات الإغاثة وجزع الهيئات والمنظمات ومن عجب من بينها بيان لمحامي دارفور، يتحدث عن الحصار والقنابل والقاذفات وتلك الإنشاء الطويلة والعبارات المهولة والألفاظ المترادفة، كل ذلك تهزمه حقيقة صغيرة تنزوي بين الأسطر وتتجاوزها الأعين، ما يقارب من مئة ألف طالب وطالبة يحملون أقلامهم ويتوجهون إلي مراكز امتحانات الأساس في يوم 5 مارس 2016م وقد اكتملت الإستعدادت. (3) ثم نعود إلي تلك المنظمات وهذه الهيئات التي صمتت علي معاناة هؤلاء أيام سطوة الحركات المسلحة وتحديداً حركة عبد الواحد نور التي رفضت كل دعوة للتفاوض والسلام، وكل خيار للتناقش والتراضي الوطني،وتجاهلت دعوة كل ناصح ووسيط، صمتوا علي فظاعاتها وحرماتهم لهؤلاء الأطفال من حق التعلم والدرس ومداعبة القلم وتسطير القرطاس، ويتسارعون اليوم عجلي لرواية ألف قصة وقصة كذوب. (4) لقد كان ومازال ذلك ديدن (الصحافة) في عودتها الجديدة، أن ننقل نبض الولايات ونتوسع في أخبارها ونلتقط أحداثها، تلك الإشارات الصغيرة التي تعبر عن مشهد كبير وصورة معبرة، وسنظل علي هذا العهد بإذن الله فالصحافة عندنا مهتمة بانشغالها بهموم الخرطوم وحادثاته المتصلة وزخمها وذلك واقع نحاول أن نتعايش معه ونسرف من بين الأحداث لحظة تبدو أكثر تعبيراً وصدقاً من ألف بيان ومشهد. تمنيات التوفيق لأبناء الجبل ولكل الأبناء في أرجاء السودان وأصقاعه. نقلا عن صحيفة الصحافة 2/3/2016م