اعلن رئيس مالاوي بنجو وا موثاريكا الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الافريقي في كمبالا أمس الاحد ان ملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم ابادة في دارفور "تسيء الى السلام والامن في افريقيا". ودعا رئيس مالاوي "الى ايجاد حل" للمشكلة التي تطرحها برأيه مختلف مذكرات التوقيف التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس البشير، وذلك في خطاب امام قمة الاتحاد الافريقي. وقال بنجو وا موريثاكا "ان وضع رئيس يمارس مهماته تحت وطأة مذكرة توقيف يسيء الى التضامن الافريقي والى السلام والامن في افريقيا اللذين حاربنا من اجلهما طيلة سنوات". والرئيس البشير الذي اصدرت بحقه المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف العام الماضي بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور، يواجه منذ 12 يوليو مذكرة جديدة بتهمة ارتكاب عملية ابادة. وحذرت الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي من انها لا تعتزم تطبيق مذكرتي التوقيف، متهمة المحكمة الجنائية الدولية بتركيز ملاحقاتها على مسؤولين افارقة. من جانبها، دعت اوغندا أمس الاحد الى تعبئة القارة الافريقية ل "طرد الارهابيين" الاسلاميين وذلك في افتتاح قمة الاتحاد الافريقي التي يتوقع ان يقرر خلالها تعزيز قواته في الصومال لمواجهة مقاتلي حركة الشباب المتطرفة الموالية لتنظيم القاعدة. وقال الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني "يمكن بل ويجب دحر هؤلاء الاسلاميين"، في اشارة الى مقاتلي حركة الشباب الاسلامية المتطرفة التي تبنت تفجيري كمبالا اللذين اسفرا عن سقوط 76 قتيلا في 11 يوليو. وتابع موسيفيني "لنعمل سويا على طردهم من افريقيا. فليعودوا الى آسيا والشرق الاوسط من حيث يأتي بعضهم على حد علمي". وقد اعلنت حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة انها تريد، من خلال هذه الاعتداءات التي تبنتها، العمل على انسحاب الجنود الاوغنديين من الصومال حيث يشكلون اكبر وحدة في قوة السلام الافريقية المنتشرة في هذا البلد. واعرب القادة الافارقة المجتمعون في كمبالا الثلاثاء وعددهم ثلاثون تقريبا من اصل 53 دولة عضوا، عن تضامنهم مع اوغندا ووقفوا دقيقتي صمت تكريما لضحايا الاعتداء. ويتوقع ان تقرر القمة ارسال الفي جندي اضافي لتعزيز قوة السلام الافريقية في الصومال التي تعد حاليا ستة آلاف رجل (3500 اوغندي و2500 بوروندي). واعلن رئيس المفوضية الافريقية جان بينغ ان غينيا مستعدة "فورا" لارسال كتيبة من 800 رجل تقريبا وان الاتحاد الافريقي طلب ايضا تعزيزات من جنوب افريقيا وانغولا وموزمبيق. وقال بينج "سنصل قريبا الى ثمانية الاف رجل وهو العدد الاقصى (المقرر مبدئيا) واعتقد ان الاتجاه يميل الى زيادة العدد ربما الى اكثر من عشرة آلاف" جندي. من جانبه، ابدى الرئيس الامريكي باراك اوباما في رسالة تلاها امس الاحد في كمبالا وزير العدل الامريكي اريك هولدر "التزامه بمواصلة الدعم (الامريكي) للاتحاد الافريقي وقواته في الصومال"، وحيا مساهمة اوغندا وبوروندي "البطولية" في تلك القوة. وتعتبر قوة السلام الافريقية في الصومال آخر درع يحمي الحكومة الانتقالية الصومالية الهشة التي يرأسها شريف الشيخ احمد من هجمات مقاتلي الشباب المتكررة لاسيما ان الحركة الاسلامية تسيطر على اكبر قسم من جنوب ووسط الصومال. كذلك يتوقع ان تدعو قمة الاتحاد الافريقي الى وضع مهمة قوة السلام التي تقتصر على الدفاع، تحت البند السابع من شرعة الاممالمتحدة الذي يجيز لها مهاجمة المقاتلين الاسلاميين. وبشأن الوضع في السودان، الموضوع الرئيسي الثاني على جدول اعمال القمة، كرر الاتحاد الافريقي رفضه الالتزام بمذكرات الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير رغم اضافة تهمة الابادة الى لائحة الاتهامات الموجهة اليه، في 12 يوليو. وقال الرئيس الحالي للاتحاد بنغو وا موثاريكا رئيس مالاوي "ان اصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس دولة يضر بالتضامن الافريقي كما يضر بالسلام والامن في افريقيا اللذين حاربنا من اجلهما سنوات". المصدر: اخبار الخليج 26/7/2010