قرر السودان تقليص تمثيله في قمة الاتحاد الأفريقي التي انطلقت فاتحة أعمالها أمس (الأحد) بالعاصمة الأوغندية كمبالا بعد أن أحجمت الحكومة عن ابتعاث أي مسؤول والاكتفاء بأن يمثل السودان في أعمال القمة ويرأس الوفد مندوب السودان الدائم لدى الاتحاد الأفريقي سفير السودان بإثيوبيا محي الدين سالم، وأكدت أن البشير لن يحضر القمة في أوغندا رغم قرار الاتحاد الأفريقي الذي يحث الدول الأفريقية على عدم توقيفه بسبب تهم وجهتها له محكمة الجنايات الدولية، وأكدت الحكومة أن اقتصار مشاركة السودان على مستوى السفير بمثابة إرسال رسالة لأوغندا والتصريحات الأخيرة التي أطلقها الرئيس يوري موسيفيني بعدم توجيه الدعوة للرئيس البشير لحضور القمة، بجانب تحفظ الخرطوم على موقف أوغندا الداعم للجنائية بحسب مصادر رفيعة تحدثت ل (الأهرام اليوم). وقالت مصادر مسؤولة إن الخرطوم - وفي تجاهل آخر لأوغندا - لن ترسل وزيراً حتى إلى القمة، وقال مصدر رئاسي فضل حجب هويته (إن الأمر لا يتعلق بخوف الرئيس من إلقاء القبض عليه). واستطرد قائلا (إن الرئيس لا يخاف وكان يمكننا إرسال نائب الرئيس بديلاً لكننا لن نرسله أو نرسل أي وزير آخر للقمة). وانطلقت في العاصمة الأوغندية كمبالا اجتماعات القمة ال (15) للاتحاد الأفريقي، التي يتصدر جدول أعمالها الملف الصومالي ومذكرتا التوقيف اللتان أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس البشير. وقال الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، رئيس ملاوي، بينغو وا موثاريكا، (إن لائحة الاتهام بحق البشير تقوض السلام في أفريقيا). وانتقد رئيس الاتحاد الأفريقي لوائح اتهام المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس عمر البشير، قائلا (إنها تقوض التضامن الأفريقي والسلام والأمن الأفريقي). وفي كلمته في افتتاح القمة دعا الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني زعماء الاتحاد الأفريقي إلى طرد من وصفهم بالإرهابيين من القارة الأفريقية، مذكرا بالتفجيرات التي ضربت بلاده قبل أسبوعين وأدت لمقتل 76 شخصا وتبنتها حركة الشباب المجاهدين الصومالية، وأضاف (فليذهبوا إلى آسيا أو الشرق الأوسط، الذي أعتقد أن بعضهم أتى منه). وطالب موسفيني بزيادة عدد القوات الأفريقية في الصومال وبتغيير تفويضها من الفصل السادس إلى الفصل السابع. وجاء في مسودة القرار الأفريقي - بحسب وكالة (رويترز) - أن الاتحاد يدعو كل الدول الأعضاء إلى ألا تتعامل مع مذكرة التوقيف، واتهم المحكمة الجنائية باستهداف القارة الأفريقية. وتبحث القمة - التي يشارك فيها نحو ثلاثين زعيما أفريقيا بغياب الرئيسين المصري حسني مبارك والسوداني المشير عمر البشير - التفويض الممنوح لقوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال واحتمال زيادة عددها. وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ أن عدد القوات سيرتفع إلى (8) آلاف وربما (10) آلاف جندي قريبا، مع إمكانية السماح للقوات بمهاجمة من وصفهم بالمتمردين. وتأتي هذه القمة الأفريقية بعد أسبوعين من تبني حركة الشباب المجاهدين تفجيرين ضربا كمبالا، وهما أول هجوم للحركة على أرض أجنبية. واكد الاتحاد الأفريقي أنه يعتزم نصح الدول المنضوية تحت لوائه بألا تقوم باعتقال البشير وألا تستجيب لطلب المحكمة الجنائية بهذا الخصوص. وتناقش القمة عدداً من القضايا السياسية، منها أسلوب فض المنازعات بالطرق السلمية، والتعاون الاقتصادي وتحسين البنية التحتية، وتطوير التعامل مع العالم الخارجي. وستستعرض 13 تقريراً بشأن التنمية الزراعية والأمن الغذائي والتعاون العربي الأفريقي والعلم والتقنية، وكذلك نتائج المؤتمر الثاني لوزراء الاتحاد الأفريقي المعنيين بمسائل الحدود. وأكد مصدر رئاسي مصري أن أسباب غياب الرئيس المصري عن الحضور إلى قمتي الساحل والصحراء بتشاد، والاتحاد الأفريقي بأوغندا، عائدة لأسباب أمنية، وليس صحية.