نادى المؤتمرون في سمنار مستقبل السودان بين خياري الوحدة والانفصال الذي اختتم اعماله واصدر توصياته بفندق بارك رويال وسط العاصمة الماليزية كوالالمبور ، بمشاركة خبراء من ماليزيا والسودان ، نادوا بضرورة الاستفادة من التجربة الماليزية في تفعيل دور القيادة السياسية فى تأمين حقوق الأقليات ومعالجة الشعور بالغبن ببذل الجهود لتطوير المناطق النائية والاقل نمواً، بجانب الاستفادة من التجربة الماليزية والآسيوية في تفعيل دور القطاع الخاص فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، فضلاً عن الاستفادة من التجربة الماليزية التي نجحت في الوصول لاتفاق المكونات العرقية بماليزيا لتجنب اللجوء إلى العنف لحل النزاعات. ومن ابرز التوصيات التي خرج بها السمنار اعتبار أن الوحدة هي أفضل الخيارات لتجنيب السودان فى الشمال والجنوب مخاطر وتداعيات الانفصال ومن مخاطر التدخل الأجنبي، والتأكيد على دور الإرادة السياسية فى تنفيذ اتفاق السلام الشامل والتي تمثل بوابة البلاد نحو خيار الوحدة ، بجانب اعتبار اتفاقية السلام الشامل برغم ما بها من ثغرات في تطبيقها تظل هي المخرج في مقابل مخاطر ما بعد الاستفتاء أياً كانت نتيجته ، وضرورة العمل على إنشاء مركز للدراسات الاثنية بالسودان ، بجانب الاستفادة من أهل الفكر والمعرفة لمواصلة وتكثيف الحوار من خلال ورش العمل والندوات والسمنارات لدعم خيار الوحدة والوصول الى حلول لمشاكل السودان ، وأوصى المؤتمرون بتكوين لجنة بماليزيا تسمى اللجنة القومية لدعم خيار الوحدة لتقوم بتفعيل ما تقدم من توصيات والعمل على دعم خيار الوحدة الجاذبة بشتى الطرق. وكان سمنار مستقبل السودان بين خياري الوحدة والانفصال قد عقد في ماليزيا بدعوة من الأمانة الثقافية للجالية السودانية بماليزيا، وبإشراف من سفارة جمهورية السودان في كوالالمبور، وبالتعاون مع معهد الدراسات الإثنية التابع للجامعة الوطنية الماليزية بكوالالمبور، وبرعاية من وزارة التخطيط وصندوق دعم الوحدة في الخرطوم وذلك بمشاركة عدد كبير من الخبراء والمختصين في مجال العلوم السياسية، وفي الدراسات الاثنية من السودان وماليزيا. وكان السمنار قد ناقش ورقتين أساسيتين، اولاهما كانت بعنوان : الوحدة والتنوع في التجربة الماليزية والتي قدمها داتو د.شمس العمري بحرين مؤسس ومدير معهد الدراسات الاثنية بالجامعة الوطنية الماليزية ، اما الورقة الثانية فقد جاءت بعنوان: جدل الهوية السودانية في اطار الوحدة ومخاطر الانفصال والتي قدمها الدكتور احمد إبراهيم أبوشوك أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، والمؤرخ والكاتب السوداني المعروف.