تحليل سياسي قال الحزب الوطني الحاكم فى السودان أنه أبدي استعداده مبدئياً للمشاركة في ملتقي للقوى السياسية يهدف الى مناقشة قضايا البلاد المطروحة ،و فى مقدمتها القضية الأكثر إلحاحاً و حضوراً فى الوقت الراهن ،و هى قضية الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان؛ و أعرب مسئول الاتصال بالحزب البروفسير إبراهيم غندور عن عدم ممانعة حزبه فى المشاركة على ان يتركز اللقاء على بحث قضايا الاستفتاء باعتبارها القضية الإستراتيجية الأولي بالنقاش فى الراهن الحالي للسودان. ويأتي هذا التطور فى ظل تعقيدات ظلت القوى السياسية المعارضة فى السودان تستغلها لمناقشة قضايا يمكن القول ان الزمن قد تجاوزها ، وفي العادة وكلما دعا الحزب الوطني للقاء أو ظهرت قضية من القضايا كقضية الاستفتاء مثلاً الآن ، فان القوى السياسية تعود لطرح قضايا لم تعد تستأثر بالاهتمام مثل قضايا التحول الديمقراطي و تكوين حكومة قومية، و سلسلة من الأمور التى لا تصلح للتداول بقدر ما ان المهم هو وضع أسس و استراتيجيات لما هو ماثل ، و لعل من المهم فى هذا الصدد ان تتبلور لدي القوى السياسية رؤية حقيقة لدعم وترسيخ الوحدة على غرار ما شرعت فى القيام به منظمات المجتمع المدني وبعض الجهات الاهلية، حيث أعلن قبل ايام ملتقي الإدارات الأهلية بالسودان عن اعتزامه عقد مؤتمر جامع لممثلين عن 224 قبيلة سودانية تضم السلاطين والمكوك و الشراتي و النظار و العُمَد من المقرر انعقاده مطلع أكتوبر المقبل، برعاية نائب الرئيس السوداني على عثمان طه ،و قد وجّه الملتقي دعوات لدول الجوار لحضوره ، الهدف منه دعم خيار الوحدة و تعزيزها ، ذلك ان مثل هذه الخطوات العملية تؤتي ثماراً جديدة خاصة و ان المعني بالأمر هو المواطن الجنوبي الذى يولي اهتماماً معروفاً لما يقوله قادة الإدارات الأهلية مثل السلاطين و الشراتي .و لهذا فان من الضروري ان تطوِّر القوى السياسية أطروحاتها و تتجاوز مطالبها القديمة، خاصة و ان ذات القوى هذه سبق و أن رفضت -بدون مبررات موضوعية - دعوة الحزب الوطني للمشاركة فى حكومة ذات قاعدة عريضة ، إذ أنها لو كانت لبَّت هذه الدعوة و قبلته لربما كان أمكنها التأثير بشأن القضية بأكثر مما هى عليه الآن. وعلى كلٍ فان عقد هذا اللقاء مضافاً اليه عقد لقاء هذه المنظمات الأهلية من شأنه إحداث التأثير المطلوب فالقضية الآن أصبحت قضية وطنية من الدرجة الأولي ، لا ينسحب الفضل فيها لهذا الحزب أو ذاك ، و إنما تتضافر الجهود كافة للوصول الى النتيجة المرجوة و الهدف المنشود وهو وحدة السودان.