مع توالي ردود الفعل الدولية بشأن الهجوم الكوري الشمالي على جزيرة كورية جنوبية تقع في البحر الأصفر، والذي أسفر الثلاثاء عن مقتل ثلاثة جنود وجرح 17 آخرين، قال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان انه امر وزراءه بالاستعداد ل "كافة الاحتمالات" بعد تبادل القصف المدفعي . وقال كان اثر اجتماع طارىء لحكومته في المقر الرسمي لرئيس الوزراء: "لقد أمرت الوزراء بالقيام باستعدادات تتيح لنا الرد بحزم على أي احتمال" . مضيفا "لقد امرتهم بالقيام بكل ما في وسعهم لجمع المعلومات". ومن جانبه، عبرت الصين عن قلقها من القصف المدفعي ،وقال هونج لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "ان على الجانبين بذل مزيد من الجهد لاقرار السلام" وطالب بضرورة العودة الى المحادثات السداسية التي تهدف لانهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وردا على سؤال عن القصف المدفعي الكوري الشمالي أجاب "سمعنا التقارير ونبدي قلقنا. لايزال الوضع يحتاح تأكيدا". وقال "تأمل الصين ان تبذل الاطراف المعنية مزيدا من الجهد للمساهمة في اقرار السلام والاستقرار في المنطقة". وتابع "من الحتمي استئناف المحادثات السداسية". يذكر ان الصين هي الدول الكبيرة الوحيدة الحليفة لكوريا الشمالية وما تقدمه من دعم اقتصادي ودبلوماسي كان مهما لتعزيز وضع جارتها التي تعاني من عزلة. وزار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل الصين مرتين هذا العام لتعزيز العلاقات. ومن جانبها، حذرت روسيا من تصاعد الوضع في شبه الجزيرة الكورية إثر القصف المدفعي الكوري الشمالي، وقال مصدر في الخارجية الروسية "من المهم ألا يؤدي هذا إلى تصعيد في الوضع في شبه الجزيرة الكورية". وفي واشنطن ، أدان البيت الأبيض بشدة الهجوم الكوري الشمالي ، وصرح الناطق باسم الرئاسة الأمريكية روبرت جيبس إن كوريا الشمالية شنت في وقت مبكر من اليوم هجوما على جزيرة يونبيونج الكورية الجنوبية ونحن على اتصال مستمر مع حلفائنا الكوريين. واضاف إن الولاياتالمتحدة تدين بشدة هذا الهجوم وتدعو كوريا الشمالية إلى الكف عن تحركاتها القتالية والالتزام ببنود اتفاق الهدنة. وأكد جيبس التزام الولاياتالمتحدة الثابت في الدفاع عن حليفتها جمهورية كوريا والحفاظ على السلام والاستقرار الاقليميين. رد عسكري وفي اول تعليق لكوريا الشمالية على الحادث ، اعلنت بيونج يانج ان سيول كانت الباديء في اطلاق القذائف مما دفعها للقيام برد عسكري. وقالت وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية في بيان مقتضب لها "رغم تحذيراتنا المتكررة أطلقت كوريا الجنوبية عشرات القذائف من الساعة الواحدة مساء (بالتوقيت المحلي).. واتخذنا اجراء عسكريا قويا على الفور". واشارت الوكالة الى ان الجيش الكوري الشمالي سيواصل القذف طالما الجيش الكوري الجنوبي يتعدى على الحدود البحرية . وأعلن مصدر دبلوماسي فرنسي اليوم أن ثمة تحضيرات لعقد اجتماع طارىء لمجلس الأمن الدولي بعد الهجوم الكوري الشمالي على كوريا الجنوبية. وكان مسئول كوري جنوبي أعلن الثلاثاء نشر مقاتلات فوق الحدود البحرية الغربية لصد نيران المدفعية الكورية الشمالية. وتوعدت كوريا الجنوبية برد قوي في حال قيام كوريا الشمالية باستفزاز جديد بعد القصف الذي قام به الجيش الكوري الشمالي. وجاء في بيان الرئاسة الكورية الجنوبية "إن جيشنا سيرد بقوة على أي استفزازات جديدة". وصرحت كيم هي جونج الناطقة باسم الرئاسة الكورية الجنوبية للصحفيين أن حكومة بلادها تدرس الدافع المحدد وراء الهجمات المفاجئة التي شنتها المدفعية الكورية الشمالية. وقالت: كان سلاحنا البحري يقوم بإجراء تدريب بحري بالقرب من الحدود البحرية الغربية اليوم، وبعثت كوريا الشمالية برسالة احتجاج بشأن التدريب. ونقوم ببحث وجود علاقة محتملة بين الاحتجاج المكتوب والهجوم المدفعي. وقال مساعدون للرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك إنه عقد اجتماعا طارئا الثلاثاء مع وزراء معنيين بشئون الأمن لمناقشة اتخاذ تدابير مضادة لمواجهة الهجوم المفاجئ. وأضاف المساعدون إنه قبل وصول الوزراء إلى المقر الرئاسي (تشونج وا داي) كان لي يعقد اجتماعا مع كبار مساعديه بشأن الاستفزازات الكورية الشمالية. ويأتي الحادث وسط توتر شديد على الحدود بين الكوريتين بسبب برنامج كوريا الشمالية النووية وبعد غرق بارجة كورية جنوبية في اذار/ مارس حملت سيول مسئوليته لبيونج يانج. كما يأتي ذلك فيما غادر المبعوث الأمريكي الخاص لشئون كوريا الشمالية ستيفن بوسوورث طوكيو متوجها إلى بكين للقاء المسئولين الصينيين وبحث الملف النووي الكوري الشمالي بعد أيام على كشف كوريا الشمالية عن موقع تخصيب يورانيوم لديها. وأعلنت كوريا الشمالية أن أجهزة الطرد المركزي التي عرضتها على عالم أمريكي تهدف إلى انتاج الطاقة لغايات مدنية، لكن مسئولين أمريكيين قالوا إن نيتها الفعلية هي صنع جيل جديد من القنابل النووية. وتترأس الصين المحادثات السداسية المتوقفة حول نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية والتي تضم الكوريتين والصين وروسيا واليابان والولاياتالمتحدة، كما هي الحليف الاساسي لكوريا الشمالية. المصدر: موقع محيط الالكتروني 24/11/2010