بدأت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية أمس عرض قوة بحرية وجوية قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية وسط توتر شديد يسود المنطقة، فيما توعدت بيونغيانغ برد بلا رحمة على أي انتهاك لما تعتبره مجالها البحري.. في حين أعلنت الحكومة اليابانية حال تأهب لما قد يحدث من تطورات. وبدأت المناورات العسكرية الكورية الأميركية، التي تستمر أربعة أيام، في البحر الأصفر وستكون أضخم من المناورات السابقة على ما أعلنت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية. وتشارك حاملة الطائرات الأميركية جورج واشنطن في المناورات، فيما حذرت بيونغيانغ من عواقب لا يمكن التكهن بها لهذه المناورات. وبعد بضع ساعات من إطلاق العمليات، سمع دوي قصف مدفعي على ما يبدو قرب جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية التي قصفتها بيونغيانغ هذا الأسبوع. وأكد ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن انفجارات بعيدة قد تكون ناتجة عن قصف مدفعي دوت من جهة كوريا الشمالية. وحمل ذلك السلطات إلى إصدار تعليمات لسكان الجزيرة بالنزول مؤقتا إلى الملاجئ. كما طلبت السلطات الكورية الجنوبية من الصحافيين الموجودين على الجزيرة مغادرتها بسبب التخوف من أعمال استفزازية من جانب كوريا الشمالية. وقالت وزارة الدفاع في بيان أن «من المستحيل حاليا أن نتوقع إي نوع من الأعمال الاستفزازية ستقوم بها كوريا الشمالية، بذريعة المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة في البحر الأصفر». وأضافت: «لذلك نطلب من الصحافيين المتواجدين في يونبيونغ الرحيل» موضحة أنها لا تستطيع أن تضمن سلامتهم أن بقوا في الجزيرة. وهناك بحسب «يونهاب» حوالي 400 صحافي حاليا في يونبيونغ التي غادرها معظم سكانها البالغ عددهم حوالي 1300 شخص. وبحسب واشنطن، فان هذه المناورات تهدف إلى تعزيز قوة الردع في مواجهة كوريا الشمالية. وتراقب بكين من ناحيتها عن كثب هذه المياه وقد أكدت معارضتها لأي تحرك عسكري غير مسموح به داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية للصين. تهديد شمالي ونشرت بيونغيانغ صواريخ ارض جو قرب حدودها البحرية المتنازع عليها مع سيئول بحسب الصحافة الكورية الجنوبية أمس. وأكد مصدر حكومي لوكالة «يونهاب» أن هذه الصواريخ المضادة للطائرات من طراز اس.ايه-2 والمجهزة برادار يمكن أن تستهدف على ما يبدو طائرات قتالية كورية جنوبية قد تحلق قريبا جدا من الخط الفاصل البحري بين الكوريتين. تأهب ياباني من جهتها، قالت الحكومة اليابانية إنها تراقب عن كثب ردود الفعل الكورية الشمالية على المناورات العسكرية المشتركة التي تجريها الولاياتالمتحدة مع كوريا الجنوبية في البحر الأصفر، في وقت تصاعد فيه التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وذكرت وكالة الأنباء اليابانية «كيودو» أن الجيش الياباني يجري عمليات مراقبة في الأجواء والمياه القريبة من الحدود فيما وضع جميع أعضاء الحكومة اليابانية في حال تأهب لردّ على أي تطورات محتملة في كوريا الشمالية. وقد تلقى رئيس الوزراء ناوتو كان تقارير من المسؤولين الحكوميين حول التطورات، وقال «أصدرت تعليماتي لهم لمواجهة الوضع بطريقة حازمة بدون أن نخفف يقظتنا». دعوة للحوار وفي تلاحق الأحداث، قالت الصين أنها تريد إجراء مشاورات طارئة بين الحكومات الست المعنية بالمحادثات التي تهدف إلى إنهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية، مضيفة أن المشاورات لن تصل إلى استئناف كامل للمفاوضات المتعثرة. ووجه النداء الدبلوماسي الصيني البارز وو دا وي في مؤتمر صحافي. وتجمع المحادثات السداسية الكوريتين الشمالية والجنوبية والصين والولاياتالمتحدة واليابان وروسيا. ورد الرئيس الكوري الجنوبي على ذلك الاقتراح قائلا أن «الوقت غير مناسب لمناقشة استئناف المحادثات النووية سداسية الأطراف». وقال الناطق باسم قصر الرئاسة هونغ سانغ بيو أن مسألة المحادثات متعددة الأطراف أثيرت خلال اجتماع الرئيس لي ميونغ باك مع مستشار الدولة الصيني داي بينغ قو لكن لي «أوضح أن الوقت غير مناسب لمناقشتها». (وكالات)