أغلقت في السادسة من مساء أمس صناديق الاقتراع حول استفتاء مصير جنوب السودان داخل وخارج السودان، باستثناء استراليا، بعد سبعة ايام من التصويت. وأفاد مراسلو إذاعة مرايا التابعة لبعثة الأممالمتحدة في السودان، والمنتشرون في مختلف الولايات السودان بان عملية التصويت سارت في يومها الأخير بصورة عادية. وقال جورج ماكير مسئول الإعلام في مفوضية الاستفتاء أن نسبة التصويت حتى يوم الجمعة بلغت نحو ثلاثة وثمانين بالمائة. وقد توقع ماكير أن يشهد يوم السبت نسبة أعلي من التصويت، مشيراً الى أن عملية الفرز والعد قد بدأت. وتعد مفوضية استفتاء جنوب السودان لإعلان النسبة الكاملة للتصويت خلال يومي السبت والأحد. يشار إلى أن المفوضية قررت تمديد فترة التصويت لمدة خمسة أيام في استراليا بعد أن كانت قد علقتها بسبب الأمطار والسيول التي اجتاحت استراليا مؤخراً. من جهة ثانية هنأ السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم كل الشعب السوداني على ما ابداه من "حكمة وصبر وتصميم على سلمية" عملية التصويت في الاستفتاء على مصير جنوب السودان خلال السبوع الماضي. وجرى التصويت من التاسع الى 15 يناير الجاري لتقرير ما اذا كان الجنوب سيبقى جزءا من السودان او يختار الاستقلال فيما تم الاستفتاء وفق ما ينص عليه اتفاق السلام الشامل العام 2005 الذي انهى حربا اهلية طويلة بين شمال السودان وجنوبه. وقال المكتب الاعلامي لبان كي مون في بيان ان السكرتير العام يدعو الشعب والمؤسسات في السودان الى ممارسة الصبر وضبط النفس حتى تعلن لجنة الاستفتاء على جنوب السودان النتيجة النهائية للاستفتاء. وجاء في البيان ان بان "يرحب بنهاية الاقتراع في استفتاء جنوب السودان ويثني على عمل لجنة الاستفتاء في الخرطوم ومكتبها في جوبا وطرفي اتفاق السلام الشامل" معربا عن امتنانه لجميع الدول المانحة التي ساهمت في تيسير عملية الاستفتاء وعن تقديره للمراقبين الذين قدموا من داخل السودان وخارجه لتقييم ومراقبة عملية الاقتراع. ومن المتوقع ان يعلن عن النتائج الاولية للاستفتاء على جنوب السودان قبل الثاني من فبراير المقبل وسيتم الاعلان عن النتيجة النهائية بين ال 7 وال 14 من فبراير بعد النظر في الطعون المحتمل تقديمها الى المحاكم السودانية. غير ان السكرتير العام للامم المتحدة اعرب عن قلقه ازاء الوضع في (ابيي) بشمال السودان والتي كان من المقرر ان يجرى فيها استفتاء مواز يحدد ما اذا كانت ترغب في الانضمام الى الشمال او جنوب السودان الا انه لم يتم التوصل حتى الان الى اتفاق بشأن بعض تفاصيل هذا الاستفتاء الموازي. من جهتها عبرت المسؤولة السامية عن السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاترين اشتون الليلة عن "ارتياحها الكبير لانتهاء الاستفتاء عن مصير جنوب السودان في الوقت المحدد واجرائه بطريقة سلمية". وقالت اشتون في بيان ان "شعب جنوب السودان خرج باعداد كبيرة لممارسة حقه في التصويت على تقرير مصيره بكل صبر وكرامة" معتبرة ذلك "حدثا تاريخيا ومعلما رئيسيا في تنفيذ اتفاق السلام الشامل الذي كان الاتحاد الاوروبي شاهدا عليه". ورحبت اشتون ايضا بالالتزام الذي تعهد به الرئيس السوداني عمر البشير بان حكومته ستحترم نتيجة الاستفتاء غير انها اعربت عن قلقها العميق ازاء التقارير الاخيرة عن اشتباكات في منطقة (ابيي) معبرة عن اسفها على وقوع خسائر في الارواح هناك. واضافت "ادعو الاطراف السودانية الى الحفاظ على الهدوء وحل هذه المشكلة عن طريق الحوار السلمي" فيما كان الاتحاد الاوروبي قد نشر بعثة كبيرة لمراقبة عملية الاستفتاء التي انتهت اليوم. وأكد ديفيد غريسلي المنسق الإقليمي ببعثة الأممالمتحدة في السودان أن البعثة ستواصل دعمها لجهود الاستقرار في جنوب السودان، مشيداً بسكان الجنوب لمشاركتهم في عملية التصويت بشكل سلمي وآمن. وأشار ديفيد غريسلي أثناء زيارته لولاية البحيرات إلى أن شريكي اتفاقية السلام الشامل سيواصلان مشاوراتهما لحل قضايا ما بعد الاستفتاء. وفي الوقت نفسه قال حاكم ولاية البحيرات تشول تونق ماياي أن هناك تحديات مازال بتعين مواجهتها في المرحلة المقبلة مثل التعليم والبنية الأساسية والظروف المتعلقة بعودة المواطنين إلى جنوب السودان. من جهة أخري أشادت اللجنة التنفيذية العليا بالاتحاد الإفريقي المعنية بالسودان بمستوى تنظيم عملية التصويت في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان بولاية جونقلي. وأثناء زيارته للولاية قال تابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق: أنها صورة جيدة وخاصة مع استجابة السكان في جونقلي للدعوة إلى التصويت في مراكز الاقتراع، انني أيضاً سعيد بمستوي التنظيم الذي قامت به اللجنة العليا للاستفتاء في الولاية، وعندما زرنا مراكز التصويت رأينا موظفي الاستفتاء وهم على دراية بما يفعلون وينظمون الاستفتاء بصورة جيدة. ان العملية تسير بشكل جيد ونريد هنا أن نهنئ الجميع . وفي جوبا أشاد ووكلي باري القنصل العام الأمريكي بسير الاستفتاء وبدور الشرطة لتامين عملية التصويت. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 16/1/2011م
