عاودت حركة مناوي و حركة د. خليل إبراهيم – وبصورة يائسة – مهاجمة القوات الحكومية من جديد . الهجوم – بحسب المتحدث باسم الجيش الحكومي – وقع الجمعة الفائتة بمنطقة (منواشي) على الطريق الرابط بين حاضرة ولاية جنوب دارفور نيالا و حاضرة ولاية شمال دارفور الفاشر . وقال الجيش السوداني إن المعركة استمرت لحوالي أربعة ساعات ، كانت حصيلتها سقوط حوالي 13 قتيلاً من حركتي مناوي و خليل و تدمير ثلاثة سيارات تابعة للمتمردين ، فى حين احتسب الجيش الحكومي ثمانية قتلي . و قد تكرر ذات الهجوم فى منطقة مريشينج الى الشمال بحوالي 60 كلم عن نيالابجنوب دارفور . وفى المعركتين – بحسب الأنباء – اضطرت الحركتين للتراجع دون أن تحقق أدني هدف من الهجوم . و الواقع ان هذه الهجمات هى الثالثة من نوعها منذ أن بدأت هذه الحركات هجماتها انطلاقاً من جنوب السودان قبل حوالي الشهر من الآن ، فقد كان الهجوم الأول استناداً لتحالف الحركتين على منطقة شنقلي طوباي بداية الشهر الجاري ، وقد تصدت له القوات الحكومية و تكبدت فيه القوات المهاجمة خسائر كبيرة . و يساءل العديد من المراقبين حيال ما ترمي إليه حركتي مناوي و خليل من وراء هجمات فاشلة كهذه رغم تحالفهما ، فالتكتيك هو ذات التكتيك و الهدف غير معروف ، فهي تهاجم فقط الأطواف الإدارية للقوات الحكومية التى تقوم بعملها الإداري الروتيني و لا تجروء هذه القوات المتمردة على مهاجمة المدن و المناطق التى يتمركز فيها الجيش الحكومي ، مما يشير الى عدم ثقتها فى قدراتها و تخوفها من الدخول فى معارك كبيرة قد تفضي تماماً على ما تبقي لديها من قوة . و تشير متابعات (سودان سفاري) الى ان تجربة تحالف مناوي خليل تبدو بالفعل بائسة و يائسة فى ظل مخاوف جدية من الرجلين، من أن يفقدا قاعدة الانطلاق الجديدة فى الجنوب فى القريب العاجل ، بعدما قررت حكومة الجنوب منذ أسابيع طرد الحركات الدارفورية من الجنوب ، و لكنها لم تنفذ القرار رسمياً حتى الآن و سيجيء اليوم الذى لا بد أن تنفذ فيه القرار . فبالنسبة لمناوي فهو ليست لديه القوة التى تجعله يتمركز داخل دارفور فقد خسر مناوي الكثير ،علاوة على ذلك وقع تغيير داخل حركته نفسها أقصاه بموجبه زملاؤه و شرعوا فى إنفاذ بند الترتيبات الأمنية مع الحكومة السودانية ، بما أضعف وجوده الى حد كبير . أما بالنسبة لخليل فهو فقد أيضاً قادة عديدين وقعوا مؤخراً فى يد السلطات السودانية و افتضحت كل الخطط التى كانت بحوزتهم ، علاوة على بروز حالات تململ داخل الحركة تطالب ببعض الإصلاحات . هكذا فكل من الحركتين تعيش ظروفاً سيئة و تأتي هذه الضربات الموجعة لتزيد من طينها بلاًّ !