بالقاء نظرة فاحصة, وبقراءة متأنية لما بين سطور نتائج مسيرة تحالف احزاب جوبا الثانية يمكن القول ان الحركة الشعبية هي الكاسب الوحيد من الموكب الثاني, وان تحالف قوي المعارضة لم تجن سوي الحصاد المر.. الحركة الشعبية استخدمت اعلي درجات التكتيك السياسي والمناورة حتي صباح أمس الاول, وهي تلوح بورقة مسيرة الاثنين الثانية للضغط علي شريكها المؤتمر الوطني الذي كان يستعد للدخول في مفاوضات مع الحركة بشأن قوانين الاستفتاء والمشورة الشعبية ونقاط الخلاف حول النسبة الموجة للانفصال والنسبة الموجبة للاستفتاء نفسه, والناظر الي نتائج اتفاق الشريكين حول القضايا والقوانين مثار الجدل يدرك بوضوح التكتيك الذي اعتمدته الحركة واسلوب المناورة الذي اتخذته حقق لها نتائج معتبرة لا يتسطيع احد ان ينكرها وبدا المشهد امام المراقب السياسي كأنما الحركة استخدمت تحالف جوبا والتنسيق معه وأوراق الضغط المشتركة استخداما عالي التكتيك وبدا كذلك ان المؤتمر الوطني اسرع بالاتفاق مع الحركة الشعبية علي القوانين مثار الجدل ليقطع الطريق امام مسيرة تحالف قوي المعارضة ولعل المؤتمر الوطني في هذا الامر خسر بعض النقاط وربح نقاطا اخري فهو خسر بعض التنازلات حيث تنازل في تلك المفاوضات عن المواقف السابقة خاصة فيما يتعلق بالنسبة الموجبة للانفصال 50% +1 وكذلك النسب الموجبة للاستفتاء 60% وكسب المؤتمر الوطني كذلك قطع الطريق امام المظاهرة بتحييد الحركة الشعبية الي حد ما وامتصاص حماسها للمظاهرة, وعدم تبنيها كما في المرة الفائتة, وهو بذلك, اي المؤتمر الوطني – يدق اسفين جديد علي جدار التقارب بين الحركة الشعبية وقوي المعارضة ويوسع دائرة الشك في صفوف قوي المعارضة الشمالية في نوايا الحركة التي سبق لها ان تخلت عن التجمع المعارض الذي كانت عضوا فيه عندما اقبلت علي التفاوض مع المؤتمر الوطني, والان بدأت الصورة تقترب تماما من السيناريو السابق حيث وقعت الحركة اتفاقا مع المؤتمر الوطني في لحظة كانت قوي التحالف احوج ما تكون لمسنادة الحركة والتازر بها غير ان الحركة اتفقت مع شريكها وفكت اضراب نوابها عن البرلمان, وربما تدخل العلاقة بينها وشريكها شهر عسل جديد خاليا من التكتيكات مع الاحتفاظ بقليل من حالة المد والجذر ظاهريا لحفظ ماء الوجه ولارضاء التحالف المعارض. نقلا عن اخبار اليوم السودانية 16/12/2009م