علينا أن نختلف ..هل هي هدية أم رشوة ؟؟ ولماذا يقدم الرئيس البشير للسيد/عصام شرف ، رئيس الوزراء المصري الإنتقالي ، خمسة الاف رأس من البقر ؟؟ ولا أعتقد أن الرئيس البشير قد رجع للبرلمان في ذلك ، فهو كما وصفه ربيع عبد العاطي بأنه أمين على كل أموال السودان وله الحق في توزيعها بالشكل الذي يريده ، وهناك من قال أن الرئيس البشير يريد أن يسن سنة جديدة في العمل الدبلوماسي وهي الذبح للضيوف ، تماماً كما كان يفعل حاتم الطائي والذي من كرمه الكبير ذبح حتى فرسه الخاص من أجل إطعام الضيوف . إذاً هذه السنة الجديدة أنطلت الآن على أول زائر من مصر من بعد الثورة ، لكن ربما لا يعلم الرئيس البشير أنه قد أفاض في إكرام هذا الضيف ، وهذا الضيف لن يرد الجميل بإسترداد حلايب ، بل هو يريدنا أن ندخل معه في حلف ضد أثيوبيا ويوغندا وبروندي حتى يحافظ على حصته في مياه النيل . طبعاً نحن لن نحاسب الرئيس البشير على تبذيره أموال الشعب السوداني ، فهو في الأساس لا يرى في الشعب السوداني سوى مصدر دخل ، وبقرة حلوب ، يوزع لبنها بين المعازيم بينما يعاني أطفال السودان من الدرن وسوء التغذية ، وتغلق المستشفيات أبوابها أمام مرضى الفشل الكلوي ، فهو لا يرى كل ذلك بعد أن نصب نفسه في مكانة حاتم الطائي الذي لا تنطفئ له نار ، لكن المصيبة الكبيرة أن يقبل عصام شرف هذه الرشوة أو الهدية في التعبير الدبلوماسي ، فما هو المقابل يا ترى ؟؟ فهل هو يريد شراء موقف مصر من المحكمة الجنائية الدولية ؟؟ ولا أظن أن مصر بعد الثورة سوف تقبل بذلك ، أما لو وصل عصام العريان لحكم مصر ، يصبح حينها من حق البشير معاملة هذه الهدية بأنها زكاة السودانيين لإخوانهم في مصر. سارة عيسي