عقب انتفاضة الشعب السوداني المباركة التي غطت مختلف أرجاء البلاد ، وباتت تهدد عروش الطغاة في الخرطوم ، فقد أقدم النظام لاستخدام كافة الأساليب القذرة لإخمادها والحد من انتشارها . ومنها الوسائل التالية : 1/ استقدام جيش جرار من مليشياته في الأقاليم من خلال الجولة التي قام بها نافع مؤخراً ، وتحويل العاصمة الخرطوم إلي ثكنة عسكرية كبيرة من مختلف وحدات الأجهزة الأمنية والمليشيات ، تقوم بمحاصرة بؤر انطلاق التظاهرات السلمية مثل الجامعات والأحياء الملتهبة في العاصمة . 2/ قفل دور الأحزاب وحظر الأنشطة السياسية فيها . 3/ اعتقال معظم القيادات الشبابية للانتفاضة بجانب القيادات الحزبية النشطة وتعطيل بعضهم بإصابات بالغة بالأسلحة البيضاء ، بحيث غدوا إما في المعتقلات أو المستشفيات . 4/ حجب المواقع الالكترونية الداعمة للانتفاضة . 5/ حجر النشر في الصحف وإيقاف بعضها . ومع كل هذا الاستنفار الكبير من طرف النظام المتهالك في الخرطوم ، تلاحظ شبه تراخي من قادة العمل السياسي المعارض في البلاد حيث اكتفوا بمسيرة واحدة سجلوا خلالها موقفهم ثم تواروا عن الأنظار إلا من بعض التصريحات الإعلامية تاركين جماهير الشعب يتصدرون الموقف لوحدهم بصدور عارية ، فيما المطلوب في مثل هذه الظروف أن يتصدر القادة التظاهرات ويكونوا في مقدمة شعبهم كما في أكتوبر ، ولتمتلئ بهم السجون ليكونوا محركاً لوسائل الإعلام العالمية لتسليط مزيد من الأضواء على انتفاضة الشعب وتحفيز جماهيرهم لمواصلة المسير . ومن ناحية أخرى فقد تلاحظ ضعف التواصل بين القيادة والقاعدة ، حيث يشتكي العديد من القواعد - بمرارة - عن ضعف التواصل معهم ولا سيما عند الملمات ، بما يشكل هداراً لكثير من الطاقات البشرية والفكرية التي بمقدورها أن تشكل إضافة حقيقية في التصور الجمعي لفن إدارة الأزمات بما فيها الوضع الراهن . وإزاء ذلك نقترح التالي : أولاً في المجال السياسي :- 1/ أن تترك كافة قوى المعارضة السياسية في البلاد سياسة المواربة الحالية في تعاطيها مع قضايا الوطن المصيرية وتعلن بشكل صريح عن تبنيها لفكرة الانتفاضة الشعبية باعتبارها الخيار الأوحد المتبقي لإنقاذ البلاد وتوجيه جماهيرها في مختلف أرجاء البلاد للنزول للشارع والتظاهر دعماً لهذه الانتفاضة . 2/ أن يتصدر قادة الأحزاب بالداخل مواكب المتظاهرين ، بجانب تكثيف الندوات السياسية لتعبئة الجماهير وعدم التقيد بالحظر المفروض من النظام ولو أدى ذلك للاعتقال . 3/ إنهاء اختطاف حزب المؤتمر الوطني للنقابات ، بإعلان قيادات نقابية بديلة في مختلف القطاعات تقود جماهير الانتفاضة بالداخل . 4/ إعلان فقدان النظام لمشروعيته في إدارة السلطة بالبلاد لعجزها عن إدارة شؤونها السياسية والاقتصادية والتفريط في وحدة ترابها . 5/ تكثيف التواصل الخارجي مع المجتمع الدولي لشرح أبعاد القضية السودانية وشرح تطورات الانتفاضة بالداخل وأساليب القمع التي يتبعها النظام لإخمادها وتهيئة الأجواء للاعتراف بالنظام الديمقراطي البديل الذي يخلف هذا النظام . ثانياً في المجال الإعلامي : وإذ نجدد الشكر لأصحاب المواقع الالكترونية الذين سخروا مواقعهم لدعم هموم شعبهم بالداخل . وإذ ندين بأشد العبارات ، المسلك الجبان من النظام في الخرطوم بحجب بعض المواقع الالكترونية عن جماهيرها بالداخل بما يعكس حالة الرعب والضعف الذي يعيشها هذا النظام المتهالك !!. ولسدّ هذه الفجوة .. نقترح الآتي : 1/ ضرورة إيجاد قناة معارضة تبث من الخارج تكون وسيلة الاتصال البديلة لدعم الانتفاضة بالداخل . 2/ فتح باب التبرعات المالية لدعم هذه القناة عبر رقم حساب موثوق يتم فتحه لهذا الغرض وليكن في ( لندن ) كأحد الخيارات . 3/ أن يكون الحد الأدنى للتبرع مبلغ 5 دولار أمريكي ( خمسة دولار ) والباب مفتوح للمقتدرين للتبرع بأية مبالغ مالية بوسعهم تقديمها . 3/ تشكيل لجان للاستنفار لجلب الدعم من الخيرين في مختلف إرجاء العالم . دمتم ودام الكفاح المشرك ، ولا نامت أعين الجبناء . [email protected]