(برقو ومن غيرك يابرقو)    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    بيان هام من السفارة السودانية في تركيا للسودانيين    "بناء الدولة وفق الأسس العلمية".. كامل إدريس يدعو أساتذة الجامعات للاسهام في نهضة البلاد وتنميتها    مونديال الأندية.. فرصة مبابي الأخيرة في سباق الكرة الذهبية    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    نبيل عبد الله: قواتنا بالفرقة 14 مشاة صدّت هجومًا من متمردي الحركة الشعبية بمحطة الدشول    كيف تغلغلت إسرائيل في الداخل الإيراني ؟!    أكثر من 8 الاف طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة الابتدائية بسنار    أردوغان: الهجوم الإسرائيلي على إيران له أهداف خبيثة    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    فيكم من يحفظ (السر)؟    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دار فور مصير شعب في مهب الريح _ وبلد في كف عفريت (( 7 ___13 ))

يرجع الكثيرون أسباب فشل ثورة الشهيد المهندس داؤود يحي بولاد الي عدم تهيئة المناخ والاستعداد للثورة في دارفور ، وذلك ليست صحيحا أو كونها سبب ضعيف جدا .. فاسباب الثورة كانت متوفرة بقوة في بداية تسعينيات القرن الماضي .. كما في نهايتها وبداية القرن الحالي . والسبب الاول هو أن بولاد لم يكن معروفا في دارفور .. ولم يكن من أسرة عريقة ومشهورة ومعروفة ولها تاريخها ومكانتها السياسية والاجتماعية والتاريخية كأسرة طرة جامع قبور السلاطين الذي ينتمي اليها عبدالواحد محمد النور .. قرية طرة جامع قبور السلاطين التي لايوجد في السودان ولا في دول المنطقة من حول السودان قرية بها تلك الكم الهائل من قبور السلاطين والملوك والآثار والتاريخ ، قرية طرة كانت لها تاريخها العريق وأقدم عاصمة لممالك السودان ، وأرجح أن نبي الله داؤود عليه السلام وابنه سيدنا سليمان من قرية طرة مصداقا لقوله سبحانه وتعالي : ( وما من قرية إلا خلا فيها نذير ) وذلك وفقا للآثار التي بها .. ودالي صاحب القانون الشهير من طرة .. ومهتم جدا بالبحث هل دالي صاحب القانون التي لم أجد حتي ألآن نسخة من قوانينه ونظمه التي يدرس في جامعة هارفرد ضمن القانون المقارن ، ولا يوجد حتي نسخة واحدة من مسودة قوانينه في مكتبة جامعة الخرطوم كلية القانون ولا مكتبة المين ، وما سبقها الا قانون حمورابي .. وبعدها دستور دولة المدينة المنورة التي كتبها رسول الله ( ص ) فهل دالي هو سيدنا داوؤد عليه السلام نفسه ؟ وقانونه هو الزبور المقدس ام غيره ، خصوصا داؤود وابنه سليمان كانا حاكمين عدلين ، لان دالي معناه اللسان ويسميه المسيحون ديفيد وسماه الله داؤود وفي دارفور نطلق علي ذات الاسم دؤود و دود كما حرف اسم سيدنا آدم فسمي في دارفور أدم .. وأدومة ..والدومة وادامي .. وأدمو . وادم وآدامي وهكذا .. وفاطمة .. فطومة .. فاطنية وفن وفنو وفنية وحرف عشرات المرات وطرة نفسه كان الاسم الاول لدار فور .
ان طرة لم يكن اسم لمجرد قرية طرة جامع قبور السلاطين ، بل كان يطلق علي دارفور نفسه طرة (( ترونق برو )) وكل سكان دارفور كانو يسمون ( طرانقا أو ترونقا ) نسبة لطرة ، ومازال يطلق علي كثير من جبل مرة ( ترونق برو) ، وارجح ان الاسلام دخلها قبل المدينة المنورة والنجاشي كان ملك من ملوك دارفور اذا كان يطلق الحبشة علي ما وراء البحر بمن فيها السودان واثيوبيا وإرتريا ، ولا اتفق مع الرحالة ابن عمر التونسي ولا الراحل المقيم البروفيسير عون الشريف قاسم فيما ذهب اليه ، وما في كتبهم من تحريف وتزوير مؤسف للتاريخ .
وطرة هي التي كانت تصك الدنانير وترسل صرة الحرمين الشريفين .. وتنسج الملبوسات وترسلها الي الكعبة المشرفة ( كسوة الحرمين الشريفين ) . ولنا كلام كثير ليس هذا موضع بسطها .
والمهم أن بولاد انطلق في وقت كان فيها حكومة الجبهة الاسلامية في قمة ضعفها .. كانت معزولة وشنت الحرب الكلامي علي امريكاوروسيا وكل جيرانها ...ضعيفة اقتصاديا .. لم تخرج البترول .
وباطلاعي علي كتاب الحياة السياسية لجامعة الخرطوم وجدت أن المهندس داوؤود يحي بولاد قد تولي رئاسة اتحاد جامعة الخرطوم لدورتين علي التوالي عن طلاب الاتجاه الاسلامي ( الجبهة الاسلامية ) الا أن ذلك وحده لا يكفي ولا يمكنه من قيادة ثورة وفي وادي صالح ، أو جبل مرة منطلقا بجيش من الحركة الشعبية اغلبها من أبناء جمهورية جنوب السودان .
ان ظروف حركة / جيش تحرير السودان وقائده عبد الواحد كانت اسوأ بكثير من ظروف حركة سابقته بولاد لان الحكومة تمكنت من السلطة .. أخرجت البترول .. والذهب .. فاتورة الحرب في دارفور تجاوزت المائة مليار دولار حتي الآن إضافة الي الدعم الخارجي السخي من حلفاءالبشير.. الحكومة كانت قد وقعت اتفاقية وقف اطلاق النار مع الحركة الشعبية .. تحسنت علاقتها مع مصر . . مع ليبيا ..مع السعودية التي كانت تقول ( قرنق دا يهودي سلاحه سعودي ) في وقت ثورة داؤود بولاد ، وتحسنت علاقتها بعض الشيئ مع امريكا واصبحت روسيا حليفتها وكانت تقول ( أمريكيا روسيا قد دنا عذابها ) في وقت ثورة بولاد .. واغلب العالم .
ان اهم ماتميز بها ثورة حركة / جيش تحرير السودان انها انطلقت من دارفور ، وبابناءها ، وكان لها التمهيد الكافي .. ولم تكن ثورة رد فعل غاضب من ممارسة كما كان الشهيد داؤود بولاد . .. وينطلق عبد الواحد من اعرق مناطق السودان تاريخا .. وعاصمة أقوي سلطنات السودان ( طرة جاع قبور السلاطين )) ( ترو الي ) أو ترو جامي وهي منطقة لها تاريخها ومكانتها بين شعبنا في دارفور خاصة .. والسودان عامة .. والعالم الاسلامي ككل .
وكما أسلفت في الحلقة الماضية فقد ظللت منذ اليوم الاول من تفجر الثورة أتعرض للمضايقات الشديدة ، والتعدي والتخويف والارهاب والابتزاز الشديد احيانا ، ومحاولة تحميلي رسالة تهديد لعبد الواحد من قبل البعض في الاجتماعات الخاصة ، خصوصا وأنني لم اخفي اتصالاتي به يوما ، وبطبيعتي الشخصية لم أكن متخوفا من أحد مادمت علي الحق وغير معتديا علي أحد ، لم اكن خائفا أو متوجسا أو مترددا من انني عضو في حركة / جيش تحرير السودان ، وقد بلغ الجرائم والعدوات الشخصية البحتة علي شخصي التي كانت أغلبها من صنيعة عبدالواحد نفسه ، أو من بعض اعضاء الحركة وبتصرفاته المؤسفة والمسيئة جدا أحيانا كثيرة تجاهي خصوصا ، وتجاهنا كأسرة عموما ولكل من له صلة بنا ، أو حق علينا ، وطبيعته بعض من حوله من إنتهازيين المضادة في أحايين كثيرة للمجتمع والمشعلين للحرائق باستمرار بيننا وبين الناس ، ويبذلون الكثير من الجهد وحتي المال أحيانا ليختلقو ويصطنعو الموقف أو الظروف التي تمكنهم من اختلاق الفتنة واشعال النار ولو كنت في قارة وهم في قارة أخري كما في الايام السابقة ، وكثيرا ما يفتعلون لي الشجارات الشخصية بتصرفاتهم الغريبة وسلوكياتهم المضادة للمجتمع وأعرافه وتقاليده ، والاستفزات المفاجئة جدا التي ظللت أتعرض لها من عدم قدرة عبد الواحد ومن حوله خصوصا شخص المدعو أحمد محمدين ومسئول سابق بالمكاتب الخارجية ، ومدير لمكتبه ، الذي طرح وجرد من نفسه مدير لي علي التوافق وقراراتهم وانفعالاتهم ، وبأنانيتهم المفرطة جدا احيانا أخري ، أناس لايهمهم الا نفسهم ومصلحة أنفسهم ثم .. أنفسهم .. فانفسهم ، وجرائمهم المفاجئة جدا بعضهم أشخاص لهم ذكاء خارق في ارتكاب الجرائم والتستر والتنكر عليها ، وتعرضت احيانا لاستفزازات لا أول لها ولا آخر ، والجرائم التي بلغت حدا لا يصدقه أحد .. حد تجاوزو فيها كل الاخلاق .. كل حدود المعقول . وقد توقفنا في الحلقة السابقة عن ألإعلان السياسي للحركة وكانت بداية المعاناة .. بداية اضطهاد .. بداية صعبة .. بداية تفجر الخوف .. بداية عدوان وتشفي .. معاناة ممن ؟ إنها معاناة من داخل الصف اشعل عبد الواحد النار ، معاناة لم اتوقع أنها ستكون بعملية بطولية تستحق التقدير ومن شخص لايهمه غير القضية ، حيث اتصل بي عبدالواحد وكعادته اذا كان له مهمة يتصل في اليوم اكثر من خمسين مرة ، ان تحركو فورا .. لايوجد شخص غيركم .. لابد .. ولابد .. اعلنا الحركة سياسيا وقد كان بجانبنا الاستاذ ين ماثيو شول قائد تنظيم الجبهة الوطنية الافريقية ومتحدثها المفوه ، والناطق الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان الحزب الحاكم بدولة جنوب السودان ألآن والذي كان القائد الشبابي والطلابي والتعبوي لاستقبال الوفد الرفيع الزائر .. وقد عقدنا اجتماعات كبري للعمل مع الذين وقفو بجانبي واستبسلو كانو قادة بارزون ، رؤساء روابط ، شيوخ عمد ، كانت الداخليات الطلابية والمجمعات مكفولة لنا وخرجت ، اغتاظ هؤلاء الرفاق.. تساءلو لماذا تحركنا ؟! ، شعرو بل تحدثو حيدر انقلب عليهم بالتواطئ والتآمر مع شقيقه عبد الواحد ، تعجبت بجانبي هذه عملية أتيتها مضطرا لعدم وجود البديل ، وعطلت أعمالي الخاصة في جنوب كردفان ، وأوقفت عملي في موسم العمل الشديد .
هنا كان أول مشكلة بدات الخصامات السياسية ، بدات المضايقات شعر هؤلاء المناضلون بان البساط مسحوب من تحتهم ، أما انا فلم أكن إلا منفذا للتوجيهات التي تقبلتها بقبول حسن بعد جدال وتردد هاجرت لها ولا بد ان اتقن العمل ما دامت تكليفا خاصا وليست تشريفا ، ان تنظيمنا التي دشناها وبدأنا العمل فيها قبل اكثر من عام بتوجيهات مماثلة من عبد الواحد نفسه الذي وجه منذ البداية بضرورة تحملي مسئولية تكوين الذراع السياسي للحركة لانها مطلوبة .. ولانها مفقودة .. بدأ البناء شاهقا .. وكان ولا زال التنظيم قويا ومتماسكا جدا بحكم الترتيب الجيد والاستعانة بالكفاءات ، والاخلاص الشديد في العمل علي توسيعها وشمولها للكافة ، والتف الاغلبية من حولنا .. انها التنظيم نفسه الذي نفذ مظاهرات افشال عملية ابوجا وأنقذنا من تهديدات الكبار حين رفضنا لعملية أبوجا ، بدات المشاكل بدون سبب .. بدأ العداء ممن كانو يزعمون أنهم مسئولو الحركة .. وقادة الثورة .. الثورة ملكهم .. الثورة خاصتهم .. انها عملية تستحق التقدير والثناء .. لاالعداء.. لا الكيد .. لا التحقير .. لا الاشانة .. لا التجريح ، كان الدعوة لي بالعمل معهم لانهم يطلبونني بمكتبهم ، قلت لهم لا والله أنا عندي شغل كثير عام وخاص . سالت عبد الواحدعن مغزي هؤلاء الناس وهجومهمه وغيرتهم واستهداف حتي صداقاتي الشخصية جدا بهستريا وهوس .. لماذا كل هذا العدوان والفرفرة والتخوف .. كان رد عبد الواحد لي بعد سؤاله عن ان اشتعل نار الغيرة في نفوس رفاقنا الذين لم يشاركو في العملية كبيرة جدا .. وبدت البغضاء من أفواههم وما تخفيصدورهم أكبر ، وظنو بل أيقنو أنها عملية سحب للبساط من تحت أقدامهم . استغربت لمشاعر هؤلاء الرفاق عندما عدت الي عبد الواحد لاستنطقه واسئله عن سر ما يحدث ، فكان اجابته غريبة ومفاجئة جدا لي .. المؤسسية ياحيدر ؟؟!! تعجبت اي مؤسسية يتحدث عنها عبد الواحد ؟ ولماذا يحدثني أنا ويطلب مني القيام بمهام وهو له مؤسساته التي كانت ستريحني عناء السفر والعمل والعداء وكل ما حدث من بلاء ؟ بدا النهش في سمعتي ، تفجرت الحديث عني في المناسبات كلها . لان البيان كان قويا ، والمشاركة كبيرة ، والمظاهرة غير مسبوقة .. لانقادة الروابط المجمعات تحركو ، أما المناضلون فقد انتشرو في المدن الثلاثة وكل ضواحيها تعبئة بتنسيق وعمل مشترك كبير بينهم للتحضير للندوة المزمعة في الميدان الشرقي لجامعة الخرطوم ، وانا مريض جدا يجب أن أنام امتلا جامعة الخرطوم بالشعارات والملصقات وتدفق الصحفيين .. لمكان الدعوة بالحضور لملاقاة المكتب الرسمي المزعوم لاننا خارجون عن المؤسسية وعن المؤسسة ولابد من الرضوخ والخضوع لقرارات المكتب .
وفجأة انتقل الندوة المقررة اقامتها في الميدان الشرقي التي بدا الناس يتقاطرون فيها لقاعة الصداقة ، و بدا الجمهور يتقاطرون وياتون من كل فج فصعق الجميع بعد ان تفاجئو بعدم وجود ندوة .
ان الندوة لا يوجد أين ليس إجابة نقل خلسة الي قاعة الصداقة .
تقاطر جماهير الشعب من كل حدب وصوب فجر الغيرة .. فجر الغضب .. بدأت التارات القديمة بين البعض وأنا غافل .. بل كنت ولا زلت أعتقد أنها النضال ويجب أن يكون المناضلين نظيفين .. ناكري الذات .. يجب ان يكون النضال للنضال .. تفجر الطعن في
لا حيدر ده ( البخموه ) فلان .. وفلان .. وعلان .
يجب استهداف كل من لها علاقة بحيدر وضمه الينا .. يجب تحجيمه .. استغربت للصراع والمعركة من طرف واحد .. انها الهزة التي اصيب بها هؤلاء المناضلون .
الندوة كانت في الميدان الشرقي .. نقل فجأة الي قاعة الصداقة لاسباب ودوافع امنية . لامن الوفد الميمون المرحب بهم من قبل الملايين . .. الا ان الحركة ثبتت سياسيا .. انفجر الحديث في كل مكان .. لا أشك الي الآن أن ثورة حركة / جيش تحرير السودان كانت ستقتلع النظام بأيام قلائل . كما حدثت في مصر .. كما كانت في تونس .. كما في اليمن .. النفوس تواقة للحرية .. انفجرت الثورة في كوامن النفوس ... لم نفكر في إسقاط النظام يوما بل كنا نفكر في إيصال الرسالة للعالم ... رسالة أن لشعبنا قضية... رسالة إيقاف القتل والابادة الجماعية والتطهير العرقي .. رسالة أن القضية سياسية بالدرجة ألأولي وليست أمنية ... لم يكن ما يحدث في جبل مرة وكرنوي وعين سرو مجرد نهب مسلح .. أو قطاع طرق أو خارجون عن القانون .. أو إرهابيين ... كما في صحف الخرطوم اليومية .
ثبت الثورة في دارفور بقوة وتفجرت في الخرطوم وكادت أن تقتلع نظام المؤتمر الوطني من جذورها الا
إن الخطأ الفادح التي أرتكبت منذ اليوم الاول هي الاتجاه والتهافت نحو التفاوض مع النظام وبتلك الطريقة المؤسفة والمشينة التي رأيناها في ابوجا ، و خطت قضية شعبنا خطوات غير سليمة , دمرت مستقبل شعبها .. أحرقت قراها .. تحول بعض المناضلين الي بيادق بيد الحكومة .. فكان التقهقر بدارفور أكثر من مأئة عام إلي الوراء .. كيف لا ودارفور كلها احترقت .. تشرد أبناءها .. تحولو الي نازحين.. ولاجئين .. واكبر الضحايا هم المناضلون المخلصون .. ان مقولة الثورة يفكر لها العباقرة .. وينفذها الشجعان .. ويستفيد منها الانتهازيون .. استفاد الانتهازيون ..انطبقت حرفا حرفا .. تحول الثورة الي وظيفة بدل رسالة وتضحية .. انعدم الضمير .. راينا ما يبكي في ابوجا وفي غيرها .
أما عبدالواحد قد احاط نفسه با شخاص دمرو الحركة ، ودمروه قضية شعبنا أشخاص وهو نفسه الذي كان يأتمر بامرهم مشعلون جدا للحرائق والمشاكل والفتن بين الناس ، والفتنة عندهم رمزية غريبة للدمار بسلوك مضاد للمجتمع ... ظلو يشعلون الحرائق تلو الحرائق دون مبرر والحقو الحركة الي ماهي عليه اليوم من حال بائس وفاتر ، وكأن الحركة وصلت لمبتغاها بعد أبوجا الآن .
إن أكبر مشاكلنا واعظمها وأفدححها أنه قدر لنا أن نعيش مع هؤلاء ، ولا نستطيع الفكاك من شرورهم ولو كانو في قارة ونحن في اخري اشعلو الحريق ووصل مدي لا يصدق فقد تدخلو بفضول منقطع النظير في الكبيرة والصغيرة والنقيرة والحقيرة والجليلة من شئوننا ... وجودي أصبح خطر استراتيجيا يهدد مصالح بعض الناس .. يجب أن أقتل .. بل عقد إجتماعات مطولة لذلك .. صدرت الاوامر .. حيدر يجب أن يغيب .. نعم يجب ان يغيب لانه أقوي من فلان . .. لانه يهدد وجود فلان .
أما ما ظل يحدث لي فكان العجب .. وصل مرحلة التعدي علي في بيتي مرارا ..كنت في اسمرا .. فكان ما كان من عجب وخرجت للقاهرة فكان الحركة كلها القاهرة .. القاهرة ..وكان الحركة كلها القاهرة .. وبلغ مبالغ مؤسفة من التعدي والتشهير . .. وما حدث خطيرفي كل مكان تأزي المناضلون .. كان الغريب والمثير والخطير كتبتها في فصل من كتاب تحت الطبع في كيفية إيجاد مخرج لثورة سقطت في المربع الاول من انطلاقها بتهافت الثوار علي كعكات السلطة والثروة .. وتناحرهم فيما بينهم .. وفي فصل آخر من الكتاب عالجت فيها الاخلاق الثورية والنضالية التي يجب بذرها تحت عنوان ( لابد من بذر اخلاق ثورية وقيم نضالية ) بدل الكذب .. بدل التضليل .. بدل الدجل .. بدل الخزعبلات .. بدل الاوهام .. بدل التهافت علي المصالح الشخصية .. بدل شراء الوقت .. بدل التلاعب بالعقول والضحك علي الذقون .. بدل التسويف لانها قضية ومسئولية تاريخية ... مسئولية شعب جائع .. بائس .. فقير .. خائف .. وليس مجرد بعض مقاعد سلطة .
مسئولية ان نذرع بدل الكذب التي ساد الصدق .. بدل الدجل والشعوذة السياسية والخيانة ألأمانة .. بدل الاستهتار التي تحصل الاحترام .. ان يكون الجرأة علي الحق قيمة .. لاجريمة .. بدل الانانية وحب الذات والاثرة والطغيان الديموقراطية . .. بدل الانهيار الاخلاقي الحاصل .. التزاما أخلاقيا ..بدل الدوس علي كرامة وحقوق الغير .. بدل النصب والاحتيال السياسي .. والمادي الحاصل .. بدل النهب .. بدل السطو علي حقوق الغير .. بدل اللامبلاة والانانية المفرطة الحاصل الآن .. بدل الفهلوة والاستبداد والستكبار .
وإنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيت *** فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لا بد من انقاذ شعبنا الذين جهلو ويجهل أبناءه ألآن ونسبة الامية فيها أكثر من 80% ، لا بد من العمل الجاد وترك الكسل والنوم وايقاظ القادة من غفلتهم وسباتهم ليراعو مصلحة الشعب ومستقبله .. شعب وأمة في جهل .. وفقر .. ومرض .. العالم في السماء .. وهو في الارض .
واعجبني جدا رائعة شاعرنا محمد سعيد العباسي الذي يصف فيها منذ شعبنا منذ خمسينات أوسيتينيات القرن المنصرم في يوم التعليم الذي وهي شاخصة وماثلة وقائمة في كل قري السودان ومدنه و حال الشعب بالسودان من التخلف والرجعية ويجب ان يموتو ، بدل الحياة علي تلك الذل والمهانة والجهل والرجعية والقوقعة علي الذات ، مقارنة بالعالم التي طارت في الفضاء ، وتطورت وضربت اسرائيل في الاسبوع المنصرم مصنعا فشل السودان حتي مجرد كشفها وهي بالتاكيد بالعلم والتكنلوجيا والاقتصاد الذي سرقها وافسد فيها المؤتمر الوطني .
يقول شاعرنا :
ان الشعوب بنور العلم مؤتلقا سارت وتحت لواء العلم خفاقا
وطوّفوا ببقاع الجو فامتلكوا عصيها وبقاع البحر اعماقا
وكل بحر احالوا موجه سفنا لم تشك اينا ولا وخدا واعناقا
في الشرق والغرب تلقاهم وقد بسطوا الحضارة نقابين طُراقا
يا حسنها لو حوت امنا وعافية لكنها قد حوت فتحا واحداقا
فلو درى القوم بالسودان اين هم من الشعوب قضو حزنا واشفاقا
جهل وفقر واحزاب تعيث به هدت قوى الصبر ارعادا وابراقا
ان التحزب سم فاجعلوا ابدا يا قوم منكم لهذا السم ترياقا
ضموا الصفوف وضموا العاملين لها لكي تنيروا لهذا الشعب آفاقا
لا أركز في حديثي علي البشير وحكومته ، ان البشير وحكومته المجرمة تاتيها الرسالة من كل مكان من اسرائيل بالقصف .. بالضرب بتدمير مصنع اليرموك .. بالخوف من الذهاب الي تركيا لانه سيعبر فوق الاجواء الاسرائيلية المسيطرة عليها .. من المحكمة الجنائية الدولية .. من مجلس الامن ..
همي في الثوار .. والثورة . في الجهل والتخلف والرجعية ، وبعض العقول المريضة داخل الثورة شفاهم الله .
وكثيرا ما تأسف المناضلون عن المنسلخين ومن تساقطو .. أما أسفي ففي خيانة جوهرالثورة .. خيانة المشروع .. خيانة التوجه .. سقوط القضية ..خيانة القضية .. تحول الثورة الي كرسي سلطة وملك .. النضال فيها سحب للبساط من تحت اقدام من ينامون .. خروج عن الحركة.. العاطل فيها هو القائد .. من ينام ويلعب الكتشينة 10 ساعة يوميا هو القائد والقيادي .. انها الخيانة العظمي .. حال شعبنا اليوم يؤكد بجلاء أنها في مهب الريح ...طرد العقول النيرة واستبدالهم بجماجم .. تحول شعبنا الي قطيع يخوف من البيع وكانهم خراف لابشر .. وكما اسلفنا فلا خطة لاخراجها من مأزقها .
ان ثورة حركة / جيش تحرير السودان التي نقودها ثورة علم .. ثورة شاملة كاملة .. ولابد أن تخرج فورا من القوقعة.. من الرجعية .. من التخندق علي الذات .. من تجهيل أيناء شعبنا .. فالعلم نور والجهل ظلام ..
العلم يرفع بيتا لاعمادله ... والجهل يهدم بيت العز والشرف
لابد من الشعور بالمسئولية والخروج من الانغلاق .
إن باني أمريكا وكاتب دستورها وابو الامة الامريكية ورئيسها الاول الجنرال جورج واشنطن حينما هم بمغادرة البيت الابيض القي خطابا ودع فيها شعبه ووصاهم بقوله (ابنائي عليكم بالعلم والاقتصاد )
ونحن ايضا نوصي وسنعمل علي تعليم اطفالنا يتامانا .. مشردينا .. لانهم مسئوليتنا .. وقد يبذل تنظيم النشطاء الشباب التي نقودها جهودا لتحقيق هدف الحاق المشردين والفاقد التربوي المهول الذي بلغ رقما مخيفا .. وهي مسلب من مسالب الثورة ، ويجب أن يتصدي لها الجميع .
في الحلقة القادمة سنتاول قصة مبعوث المؤتمر الوطني الي حاملي السلاح القشة التي قصمت ظهر بعير الحركة والثورة .
وكيف افتعل العداء ؟؟!! .
كيف بدأ المعاناة ؟ .. وكيف تطورت وتأزمت لتتجاوز كل حدود المعقول ؟! .
كيف كانت المعارك المؤسفة ؟؟! كيف كانت الاستهداف والاستهزاء والاستعباد ؟! .
ونواصل في الحلقة القادمة
حيدر محمد أحمد النور


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.