[email protected] كان للتفجرالثورة السودانية في دارفور في العام 2002 وإلانتصارات الباهرة والسريعة والمهولة التي حققتها حركة / جيش تحرير السودان في دارفور , والسودان عامة , وقعها المزلزل في نفوس قادة المؤتمر الوطني ، وكياناتها ، وكان لها بالمقابل قبولها شبه المطلق وسط كل الاوساط الشعبية بمن فيهم أوساط قادة المؤتمر الوطني من أبناء دارفور، وكان بعضهم ليلا مع الثورة في دارفور ، ونهارا مع المؤتمر الوطني ، وكان لشرفاء الجيش السوداني كلمتها الرافض في عمليات الابادة والاعدامات خارج القضاء ، وتم إعدام قادة بارزون في الجيش بسبب الصراع ومخالفة ألأوامر العسكرية التي صدرت اليهم ، وهرب آخرون ونجو بجلودهم ، وقد إتجه المؤتمر الوطني الي تصفية الثورة في دارفور وحسمها أمنيا وبقوة السلاح ، كما فعلتها بثورة داؤود يحي بولاد في بداية تسعينيات القرن المنصرم ، وحسم قضية الجنوب سياسيا وبالتفاوض التي كانت تنتقل في ضواحي العاصمة الكينية نيروبي في مشاكوس ، وكارن ، وناكورو ، ونيفاشا . وكانت نتيجة انكار القضية السياسية ، والاستمتاتة في حسمها أمنيا وعسكريا في دارفور هي الاثمان الغالية التي دفعتها الشعب في دارفور من إبادة جماعية وتطهير عرقي ، وحرق كل دارفور في غضون أيام قلائل من قبل سلاح الجو الخرطومي التي استخدمت سياسة الارض المحروقة ، في أخطر أنواع حرب يقوم بها دولة ضد مواطنيها في التاريخ ، واستخدمت أرضا جيشها ومليشياتها ، بعد أن انهزم هزيمة نكراء من جيش تحرير السودان التي استولت علي أكثر من 80% من كامل تراب دارفور التي تكبر فرنسا ، وتكبر دولة العراق ، وحاصرت الحكومة في المدن الكبري ، وهاجمت حتي الفاشر عاصمة الاقليم وأقدم مدنها وحرقت المطار ودمرت الطائرات الحربية الجاثمة في ارض المطار ، وقدمت الحركة الثورية كل غالي من شهداء وجرحي , من أبطالنا الذين قدمو أرواححهم فداءا للحرية , , وإنفجرت في كوامن نفوس جماهير الشعب السوداني ، وكسحت وكانت ثورة وربيعا سودانيا كاسحا ، بشرت برحيل حكومة المؤتمر الوطني رحيلا عاجلا غير آجل , وتشكيل حكومة الثورة ، ولولا طاولات التفاوض ومهازل أبوجا المارثونية المطولة والمساومات الرخيصة التي تمت ، وما صحبها من إنتهازية وبيع وشراء ذمم الضعفاء والانتهازيين الذين عجت بهم قاعات التفاوض والصراع المحموم علي كعكات قسمة السلطة والثروة ، والتي تسبب في إضعاف القضية الحية , وترك النضال من قبل البعض ، والإهتام بالمكاسب الشخصية من غالب الانتهازيين علي حساب قضية شعبنا ، ومعاناته ، من قادة الصدفة والحظ السعيد الذين عجت بهم أروقة أبوجا , وسقوط بعض المناضلين في مساومات أبوجا الرخيصة ، والي الآن سبب التقهقر والفشل والانقسام في الساحة هي العقلية ألإنتهازية النفعية السائدة التي لاتهمها غير الكعكات ومصالحها الشخصية . إن للمفاوضات والمنابر التفاوضية دورها الكبير والمؤسف في الانشقاقات ، فقد حدث في حركة تحرير السودان اربعة انسلاخات في أقل من سبعة أشهر ، وظللت شخصي أتعرض للعدوان الصارخ جدا والمستمر منذ العام 2002 من الانتهازيين ، وبعض الذين كانو يسعون للسيطرة ، واستمر العدوان الي اليوم حيث بلغ مدي خطيرا وتم الاعتداء علي في في داخل بيتي مرار في أسمرا وفي القاهرة وفي غيرها . والسؤال المطروح بقوة قبل تناولي لبعض الحوداث هل العدوان هو ألأصل فيما ظل يحدث ؟ .أم السيطرة هي ألأصل ؟ فيما حدث من حركات دارفور وعلي رأسها حركة / جيش تحرير السودان ، فحب السيطرة دائما يؤدي الي العدوان ، والاشخاص العدوانيون غالبا ما يحبون السيطرة بأي ثمن ، وهنا يبرز سؤال هام عن ماهو ميكانيزم الارتباط بين العدوانية وحب السيطرة فيما ظل يحدث من قبل الانتهازيين في قضية دارفور ، ومن ظلو يشعلون الحرائق والفتن بين المناضلين ، هل العدوانية في الناس هي التي تدفعهم الي حب السيطرة ؟ ، أم العكس هو الصحيح ، حب السيطرة هي التي تولد العدوانية ؟ ، والصحيح عندي أن كلا ألإحتمالين جائز . فاذا أخذت مسيرتي الشخصية أنموذجا في حركة / جيش تحرير السودان ، كشخص وجدت نفسي مقذوفا بقوة في معتركات حركة جيش تحرير السودان ، وقائد بارزا لها ، وصانعا لاحداثها ، وظللت اتعرض لهجمات ومعارك لم أكن معدا لها سلاحا ، ولم أكن أتوقعها أبدا أن تسير بتلك النهج العدواني والدراماتيكي الصارخ في العدوان والدراما ومليئ بالتراجيديا أحيانا أخري ، وبحكم أنني كنت محيطا علما بتفاصيل قيام الثورة بل كنت جزءا منها ومن أحداثها منذ العام 1998 وظللت داخل أحداثها وقائدا ، وموجها لها ولدفتها منذ تفجر الثورة ، ومرجعية للكثرين منذ اليوم ألأول من تفجر الثورة ، الا أنني ظللت أتعرض منذ البداية أكثر من غيري من الناس لهجمات شديدة ذات طبيعة شخصية بحتة في كل الاحيان وصلت مداها العدوان علي شخصي مرارا ، بوسائل العدوان والتعدي المعروفة . إن للنظرة المثالية لحركة حديثة ثائرة متمردة محظورة ، وعلي أنها منذ اليوم الاول حزب العمال البريطاني ، أو الحزب الديموقراطي الامريكي من قبل بعض القادة ، والقفز فوق الوقائع ، والجمع بين الغث دون السمين هي بعض السبب فيما حدث . ان الحديث عن دور المؤتمر الوطني في الانشقاقات من نافلة القول . إلا أن وجود شخصيات كانت همها الاول اشعال النيران وخلق البلبلة والفتن بين الرفاق ، والضرب ببعضهم البعض دورها البارز . إضافة الي غياب الضمير والخجل والاستخفاف بالغير من البعض والغرور والعجرفة وحب السيطرة ، وللانا البغيض دورها . ان أول تجربة نضالية كبري خضتها كانت نواة وسببا لإنشقاق لاحق ، ففي أواخر العام 2003 حيث كنت في أقاصي جنوب كردفان وتلقيت إتصالا من عبدالواحد كرئيس للحركة بضرورة التحرك الفوري لإعلان الحركة سياسيا ، وذلك بالطبع بعد تكوين الخلايا وتشكيل عدد كبيرمن مكاتب الداخل بامر وتوجيه سابق لتلك الزمن بحوالي عام ، وفورا تركت المهمة التي كنت من أجلها هناك ، وأتيت لتوي للخرطوم واتصلت بعدد من قادة المكاتب ورؤساء الروابط ، وكل القادة الذين يمكن أن يساعدو في المهمة الشاقة والمحفوفة بالمخاطر والصعاب ، وباختصار أعلنا الحركة سياسيا وظهرنا للعلن ، في موكب مهيب يوم زيارة وفد مقدمة الحركة الشعبية لتحرير السودان الخرطوم ، وكان للاعلان السياسي الرسمي لحركة / جيش تحرير السودان وتوزيع بيانها الاول ، إعلانا مليونيا وفي حدث كبير كحدث زيارة وفد مقدمة رسمية للحركة الشعبية لتحرير السودان تحت قيادة مؤسسها الراحل المقيم الدكتور قرنق ، حركة كانت تقاتل الحكومة 21 عاما صداها الكبير جدا وزخمها الاعلامي غير المسبوق في كل الاوساط ، وغطي عملية ألإعلان السياسي لحركة / جيش تحرير السودان علي وسائط ووسائل الاعلام وتناقل بيانها ويافطاتها أغلب الوسائل في صدر صفحاتها ونشراتها الاخبارية ، الا صحف النظام فقد حظرتها رغم توزيع البيان لاغلب الصحف اليومية يومئذ . وهنا بدا أول إختبار لي كشخص قاد العملية الشاقة والكبيرة والتي أثمرت وأتت أكلها ، وأقامت تلك الاعلان الدنيا ، وأثارت البلبلة والاضطراب في نفوس بعض الذين يرون أنهم أحق بالحركة والثورة كما ظللت اري تكرار ومرار أشخاص يوهمون أنفسهم أنهم وحدهم من لهم حق الحديث والعمل وكل ما يمت الي الحركة ودارفور بصلة ، واصدر بعضهم بيانات نفو حتي صلتنا بالحركة شفاهم الله ، وبالعودة الي ابيات ألأستاذ التيجاني يوسف بشير في قصيدة الزاهد التي تحدث فيها عن عصر الخليفة عبدالله التعايشي طيب الله ثراه ، والابيات ذكرناها في الحلقة الاولي من السلسلة ونعود اليها تكرارا ومرارا في مقالتنا القادمة وهي : أصبح الغار تاج ملك وأضحت مفرعات الفراء عرش أمير واليد الطهر خضبتها دماء من صريع مجندل او اسير والاخ الحبر والفتي ألإلآهي النفس خلو من الحجي والضمير ان التيجاني قد افتري علي العقل المدبر للمهدية ، ومتولي كبر فرية المهدية الخليفة عبدالله التعايشي ، وهو من ناضل وألأرجح أنه قتل راكعا وساجدا لله ، في توشكي ، وان اللورد كتشنر أدي التحية العسكرية لجثمانه الطاهر وقال ( قتلناهم لكن ماهزمانهم ) ، أو ما يقابله باللغة الانجليزية ، وهي ذات القتل والشهادة التي لقيها السلطان علي دينار الذي هو الآخر قتل شهيدا ساجدا وراكعا لله يحذر ألآخرة ، ويرجو رحمة ربه ، في صلاة الصبح علي يد قناص ، ولم يقتل هاربا من جيش هدلستون كما في كتب التاريخ المزيفة والمحرفة . الا أن للابيات مصداقيتها في دارفور ، وتحدثت بصدق عن طبائع ونظرة البعض للتكليف القيادي وللثورة برمتها علي أنها سلطة وحكم وملك ، إن اعلان الحركة سياسيا كانت مجازفة كبري . إلا أن الغريب والمدهش هو ظهور اشخاص يرون أنهم أحق بهذا العمل منا ؟ . ولماذا قمنا بها .. انها خطا جسيم منا .. محاولة للانشقاق من الحركة .. بل إنشقاق .. ارباك لحساباتهم .. تخبط .. إنها خروج علي الشرعية .. انها فوضي .. إنها جريمة .. أصيب زعيم المجموعة وهو معيد باحدي الجامعات بهستريا ، لم أسمع بهذا الشخص من قبل أبدا ، ووالله لو كنت أعلم أنهم يقومون بعمل للحركة لما ترددت في الاتصال بهم والانصياع لهم والوقوف بجانبهم وحتي شرف القيام بالعملية ما دامت من أجل القضية العامة . .. لم اتردد في الاتصال بهم كما اتصلت بأغلب القادة المعروفين .. باغلب الروابط ، باغلب الزعامات الشعبية في المدن الثلاثة ، الخرطو ، ام درمان ، الخرطوم بحري ، لكنهم ( أي المجموعة المغبونة ) أصيبو بهزة .. وحدثت أمور مريبة ، تعرضت للمضايقات .. أتي احد من له صلة بهؤلاء من اقربائي ووخبني وسب لي الدين .. تساءلت ماذا فعلت غير التضحية ؟ . لماذا كل هذا الجدل ؟ . لماذا احس القادة المزعومون بالخطر وهي عملية لا نرجو وراءها جزاءا ولا شكورا من أحد ؟ . لماذا الشعور بكل تلك الغيرة القاتلة والمنافسة الشديدة ؟ . ان هؤلاء الناس سماهم احد ابرز القادة الذين كانو بجانبي انهم موظفون ، ويجب ان يتركو العمل النضالي ... لم أقم بغير عمل انتزع الاعتراف السياسي للحركة بعد إنكار شديد من حكومة المؤتمر الوطني للقضية السياسية للحركة .. تفجرت التارات القديمة بين افراد من المجوعتين . . حدث العجب .. حدث الخبث . . تفجرت الغيبة والنميمة .. ونواصل في الحلقة القادمة حيدر محمد أحمد النور [email protected]