بقلم/ أبكر يوسف آدم [email protected] وحتى الحج ، إلى أراض خارج السودان ، لم يسلم من رفقة السوء ، وإخوة الشيطان ، من كيزان بنو السودان !! فعلاوة على الأموال الطائلة ، والجبايات المرهقة ، التى تجنى من الحجاج العاديين ، لتذهب إلى الجيوب الخاصة بالأفراد ، والعصابات ، فتحيا من بها هياكل تظل خاملة معظم الوقت ، فى إنتظار موسم ، يستبيحون فيه جيوب الفقراء والكادحين ، فيستخلصون منها ما يغطى صرفهم وطعامهم ورفاهيتهم لعام كامل .. فإن لموسم الحج إستخدامات وتوظيفات أخرى ، تعرفونها ،، وسنأت عليها !! ناهيكم عن البيوت والحسابات البنكية الخاصة ، فكيف لهم ، تشييد عمارات فاخرة بإسم الحج والعمرة ، والإحتفاظ بموظفات وموظفين خاملين ، ممن يهدرون الملايين على الطاقة الكهربائية ، ومكيفات الهواء الضخمة ، والأساطيل المتنامية من السيارات الفاخرة ، وهى أصلاً مؤسسة غير منتجة ، ولا ربحية ، وليس لها من المصادر ما تدر عليها أموالاً تغطى نفقات رفاهيتها .. ؟؟ فى شهور القيلولة والعطالة ، تتحول مقار هذه المؤسسة ، إلى وكرٍ لحياكة الفتن والدسائس والمؤامرات ، ما ظهرت منها ، وما خفيت !! إنها أموال الفقراء والكادحين ، ممن يتوقون إلى تتويج عباداتهم ، بالحج إلى أرض مقدسة ، وتقدم السعودية فرص أداء هذه الشعيرة مجاناً ! ، ولوجه الله ! ، وبدون رسوم !! أما إسلاموييى السودان ، فإنهم ظلوا يخططون ، كل عامٍ ، وطوال السنوات الماضية ، لكيفية إستثمارها ببيعها لمواطنيها ، ولو بطرق ملتوية ، وما أن تتقلص الفرص ، يعمد ولاة الأمر ، إلى تسريب الجزء الأكبر مما تتبقى ، إلى سماسرة ووسطاء تحت إدارة تنفيذيين نافذين ، فى المؤسسة المسئولة عن شئون الحج ، فتهطل على جيوبهم أموال غزيرة .. تماماً ،، كما تم تسريب الإغاثة الخليجية الموجهة ، لضحايا السيول الأخيرة ،، وتشهدون على ذلك !! وحتى الفرص التى تتوزع على الولايات السودانية المختلفة ، لا تنجو من الفساد ،، فهى دائماً قابلة للإقتطاع والنزع فى أى لحظة ، متى ما وجدت لها جدوى تجارية أفضل ، فى أى مكان آخر ،،، وتذكرون قصة تظاهرة الحجاج فى القضارف ، السنة الماضية ، عندما قضى أكثرهم ليلته فى الصفوف ، وما أن فتحت المكاتب ، وأدخِل القليل منهم ، خرج إليهم من يعلنهم ، أن الفرص قد إنتهت ، وعليهم العودة إلى منازلهم ،، والحقيقة ،، أنها قد بيعت !! بل من الإسلامويين ، من حاول الإتصال بجنوب السودان ، عارضاً شراء بعضاً من فرصها ، لإعادة تسويقها فى السودان ، وتنفيذها بواسطة المكاتب الجنوبية ، فإنكشف الأمر ،، فسافر بعض من مواطنينا إلى جوبا ، وتحصلوا من هناك ، على فرصٍ مجانية ، تماماً كما قدمتها السعودية ، فأدوا من خلالها ، حجهم ضمن البعثة الجنوبية !! وفى السودان !! ،، وأثناء إحتدام أزمة مؤسسة الحج والعمرة ، وفى إحدى جلسات لجنة برلمانية ، إعترف المسئول الأول عن شئون الحج ، للنواب ، أنّه باع الريال السعودى ، للحجاج بأكثر من سعره الرسمي ،، (فجمع من ذلك المليارات) .. وفوق كل ذلك ، تعد إدارة بعثة الحج السودانية ، الأسوأ تنظيماً بالمقارنة ببعثات كافة الدول !! هذا فيما يتعلق بفساد العصابة المسيطرة على هذه العمليات ،،،، أما رؤوس الفساد ، فى القطاعات الأخرى من الدولة ، فما أن يفرغوا من كافة الموبقات ، من سرقة وقتل وإغتصاب ، وخلافها ،،، فإنهم يفزعون إلى الكعبة ، عاماً بعد عام ، فيؤدون حجاً بعد حج ، فى ظاهرة أشبه ، بإسدال الستائر ، عقب كل فصل من فصول المسرحيات ، فيتولى الفنيون خلفها ، إزالة كافة المناظر وتبديلها بأخرى ، تناسب فصلاً قادماً. ظاهرة الحج المتكررة لدى الإسلامويين ، لا تعبر إلا عن القلق وفقدان الطمأنينة ، مع الحاجة إلى الإغتسال المتكرر ، كبعض الكادحين ممن يعملون فى مهنِ ، تجعلهم فى حاجة إلى الإستحمام المستمر ، تفادياً لنفور الآخرين ( ونكن لهؤلاء إحتراماً عظيماً ) أما هؤلاء القوم ، فإن طبيعة منهجهم ، تجعلهم فى حالة تلامس دائمة مع الجريمة بكافة أنواعها ، ويعرفون قطعاً كيف يغتسلون ،، وينظَفون ، ولكنهم يريدون غسلاً مشروطاً ، غسلاً لا يمس بالمكتسبات ، ولا يزحزحهم عن كراسيهم قيد أنملة . إذن فإن حج الإسلامويين ، موسم لغسل ما علاهم من أدران دون أن يغتسلوا منها ، وجرائم دون يحاكموا عليها ، ومنكرات قول وفعل دون أن يتوبوا عنها ، وإن شئتم ، فهو موسم لتطهير وغسل الأموال القذرة ، دون التجرؤ على مجرد التفكير فى إعادتها إلى أصحابها .. ومع غياب أى مؤشر يؤكد إقدامهم على مراجعات جادة ، ولا تراجعات حقيقية ، وهم من يعودون إلى إدارة وتقليب نفس صفحات الفساد التى تغلق أو تجمد مؤقتاً ، أو يؤتمن عليها آخرون ، بمجرد عودتهم .. سيكون من حقكم التساؤل ، إن كانت عبادتهم ، هى فعلاً عبادة ؟؟ !! وإن كانت صلاتهم ، هى فعلاً صلاة ؟؟ !! وحجهم ،، هو فعلاً حج ؟؟ !! ولأنه غير مدفوع بنوايا أصيلة ، فنادراً مع يختلط المجرمون ، بباقى الحجاج السودانيين ويساكنوهم ،،، إذ لا يقيمون ، إلا فى نزل فاخرة لا تتناسب مع أوضاعهم الحقيقية ، لو نظرتم لحالهم قبل سنوات قليلة خلت ! ، ولا يخلوا حجهم من تفاخر ، ومباهاه ، ونفاق لأجل توثيق العلاقات من إسلامويين آخرين ، وفرصة لنسج المزيد من المؤامرات التى تستهدف الدولة ومواطنيها ، ولن نستبعد إن دبرت هناك ، وفى إستراحة ما بين الشعائر ، من المؤامرات والخطط ، ما تستهدف الإستيلاء ، على المزيد من الأموال ، لتنفذ على أرض الواقع بدموية ، تخلف وراءها قتلى وأرامل ويتامى ومشردين ... مثل هذه القلوب المتحجرة ، التى تحاول ممارسة الخديعة حتى مع الله ، لا يرجى منها خير . إن كانوا جادون فى حجهم ، لإستردوا الأموال إلى خزائن الدولة ، ولطلبوا العفو من ضحاياهم ، وأسرهم ، أو على الأقل ، أوقفوا الحروب العبثية التى الموقدة ، فى أقاليم السودان ، قبل أن يمتطوا الطائرات ، متجهين إلى الكعبة ، ،،، لن يستردوا الأموال !! لأن ذهابها لا يعنى إلا فقدان الإمتياز ،،، ولن يوقفوا حرباً واحدة ، لأنهم يعرفون أن إيقافها لا يعنى إلا الإحتكام إلى صوت الشعب ، ومن ثم ذهابهم ،،،، إذن فإن المصلحة اللحظية تقتضى ، التعايش مع إستمرار القصف المدفعى العشوائى ،، بينما هم طوافٌ بالكعبة ،،، ومع هرولة الأطفال إلى كهوف جبال النوبة ، بينما يسعون ويهرولون ،، ما بين الصفا والمروة ،،، وحصب المدنيين ببراميل متفجرة من طائرات عتيقة ، فى الوقت الذى يمسك فيها إيديهم الرخوة ، بضعة حصوات تُرجِمُ بها الشيطان. إنهم حقاً يحاولون ممارسة الخديعة مع الله ،، وفى ظنهم ،، أنهم ينجحون !! كما ينجحون فى خداع الشعب السودانى ، فيقتل بعضه بعضاً ،، فيتحول دمه إلى إكسير يضمن للقوم ، حياتهم ورفاههم .. !! ولأنهم يدركون مدى بعدهم عن الله ، فقد درجوا فى السنوات السابقة ، على تلقين الحجاج الحقيقيين ، دعوات ليتم رفعها على لسانهم ، ظاهرها لخير السودان ، وباطنها لضمان سلامتهم وإستدامة حكمهم ، وإستمرار تدفق خيرات أرض السودان فى جيوبهم ،،، وسيفعلونه هذا العام حتماً ،،، وفى هذا العام بالذات ...!! ، فهم فى لهفة للإمساك بأى خيط ينجيهم من المحاسبة ... أيها الحجاج ،، نرجوا لكم التوفيق ، والعودة إلى وطنكم الحقيقى أو الإضطرارى ، سالمين ،،، !! أيها الحجاج ،،، إرفعوا أيديكم إلى السماء ، عسى ربكم ينجى بلدكم من براثن الفساد والجريمة والطغيان !! إدعوا على هؤلاء القوم ، ومنهم من قد يقف أمامكم أو خلفكم ،،، أو يجلس إلى جواركم ، عسى أن يجعل الله من حجهم ، حجاُ أخيراً ،،،، أرفعوا أيديكم إلى السماء يا أهل دارفور فى داركم ، وفى مشارق الأرض ومغاربها ،،، إرفعوا أيديكم يا أهل جبال النوبة والنيل الأزرق فى كهوفكم ومغاراتكم ،،، إرفعوا أيديكم ، يا آباء وأمهات وأقرباء ، قتلى المظاهرات ، ومصابيها فى كل ولايات السودان ،، وإطلبوا القصاص الإلهى ،، ثم شدوا الوثاق ، وتقدموا الصفوف ، إستمروا فى سعيكم إلى نيل الثأر والقصاص ،، لأبنائكم ، ووطنكم ، وأنفسكم ...