Facebook.com/tharwat.gasim [email protected] ظهور الجهجاه ؟ قال : يخرج في آخر الزمان رجال يكون لهم صولة وجولة بين الناس ؟ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم باسمه أو بوصفه ؛ من هؤلاء رجل يقال له الجهجاه . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تذهب الليالي والأيام حتى يملك رجل من الموالي يقال له : الجهجاه ! وترجمة عبارة ( لا تذهب الليالي والأيام ) في الحديث الشريف بعربي الكلاكلة القبة تعني ( لا تقوم الساعة ) ... أي ظهور ومُلك الجهجاه للناس من علامات ظهور الساعة . وعندما نعرف إن أسم القفُر ( الكُنية ) لحميدتي هو الجهجاه ( او الذي يجهجه الزرقة ) نوقن إننا بصدد ظهور الساعة وقيام القيامة ... يوم التغابن كما جاء في الآية 9 في سورة التغابن : ( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ) وقال آخر إن من علامات وشروط قيام القيامة وبزوغ فجر يوم التغابن ( يوم الحشر ) : + تطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان ؟ ونعرف إن حميدتي بدأ حياته راعياً للشياه في بوادي الرزيقات في ضواحي كتم في ولاية شمال دارفور ، ولم يُكمل ختم القرآن في خلوة الشيخ عبدالرسول في كتم . طرده شيخ الخلوة لانه كان صبياً مشاغباً يسرق الواح زملائه ، ويتعثر حتى في حفظ صغار السور القرآنية . إجتهد والده ونجح في إلحاقه كمساعد لأحد رعاة كتم ، وإستمر كمساعد راعي حتى صار راعياً كامل الدسم ولم يبلغ سن العشرين . ثم ترقى في السلم الإجتماعي فصار كاوبوي أي راعياً للبقر ، ثم تاجر مواشي ، ثم تاجر بنابر وعناقريب ، ثم تاجر موبيليا ، ثم سمسار أراضي ، وأخيراً وفي عام 2003 إنضم كجنجويدي في إستخبارات قوات حرس الحدود ، اسم الدلع لجنجويد موسى هلال ، وكان عمره وقتها حوالي 30 سنة بالتسنين . تميز عن أقرانه ، بل تفوق على نفسه كجنجويدي في قوات حرس الحدود في الإبادات الجماعية ، والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ، وكان تخصصه في إبادة شعوب الفور . السيناريو واحد لا يتغير خلال عام 2003 وما بعده . يحيط هو وشرزمة من عصابته الإجرامية في حوالى مائة جنجويدي ، وهم على ظهور الخيل والكلاشات المُعمرة في أياديهم ، بقرية وادعة من قرى الفور ، ساعات قليلة قبل طلوع الفجر . يتصل بتلفونه الثريا المربوط بالأقمار الصناعية بكابتن طائرة الأنتنوف المحلقة في سموات المنطقة ، ليخبره بأنهم جاهزون . يرمي ، عشوائياً ، كابتن الطائرة القنابل ( العويرة ) على القرية الوادعة النائمة . يقوم الناس من نومهم مذعورين ، مولين الفرار خارج القرية ، هاربين من القنابل الواقعة من السماء على قريتهم . لا يصوب الكابتن القنابل على هدف معين ، بل يلقيها عشوائياً . ليس الهدف من القنابل تدمير قطاطي القرية أو قتل ساكنيها . الهدف الحصري من القنابل ( العويرة ) إشاعة الفزع والهلع في قلوب سكان القرية ليهربوا بجلودهم من قريتهم . عند خروجهم من القرية فزعين وجلين ، يجدون الجهجاه حميدتي وجنجويده في إنتظارهم بكلاشتهم المعمرة . يصوب الجنجويد كلاشاتهم نحو الشباب والرجال الفارين ، فيقضون عليهم جميعهم كلهم ، إلا من تلحقه معجزة السماء فينجو من كلاشات الجهجاه وجنجويده ، ويفر في بطن الصحراء لا يلوي على شئ ، حتى يموت بلدغة ثعبان أو عقرب أو من العطش والجوع . يترك الجنجويد الشيوخ والشيخات يفرون في جوف الصحراء البهيم ، ولا يخسرون طلقاتهم في قتلهم . يحتفظون بفتيات الفور كسبايا للمتعة الجنسية وخادمات. يقوم الجنجويد بقبر القتلى من الشباب والرجال في مقابر جماعية خارج القرية ، ويسون المقابر بالأرض حتى يصعب التعرف عليها لاحقاً . ثم يدخل الجنجويد القرية . يركز الجنجويد اولاً على حرق مخازن الذرة والدخن في القرية حتى لا يجد ثوار حركات دارفور الحاملة السلاح أي مؤن أو شونات لقواتهم ، إذا فكروا في دخول القرية المحروقة لاحقاً . ثم يقومون بحرق جميع وكل قطاطي القرية ومبانيها ، بما فيها من دجاج وغنم وأبقار . وإذا وجدوا شيخاً مقعداً لم يستطع الفرار كغيره من الفارين ، يقومون بحرقه حياً داخل قطيته ، حتي لا يتكلم لاحقاً . بعد أن تقضي النيران على كل القرية ، يتحرك الجهجاه في معية جنجويده للقرية التالية . وهكذا دواليك . الهدف من هذه العملية التدميرية هو تجفيف البرك حتى لا يجد السمك ما يقتات به فيموت جوعاً وعطشاً ... السمك هو ثوار حركات دارفور الحاملة السلاح . يمضي الجهجاه وجنجويده من قرية إلى أخرى ، واحمد هارون ( والي ولاية شمال كردفان الحالي ) يغدق عليهم في المال والذخيرة والكلاشات الجديدة ، بغير حساب . سنتها ( 2003 ) كان احمدهارون وزير دولة في وزارة الداخلية ، ومسؤول لدي الرئيس البشير مباشرة عن ملف أبادات دارفور الجماعية . إستشهد في عمليات الجهجاه ، المدعومة من أحمد هارون والمرعية من الرئيس البشير شخصياً ، اكثر من 300 الف شهيد ، رغم إن الرئيس البشير يغالط في أن الرقم لا يتعدى 10 الف قتيل فقط ... فقط تحتها خطين . العملية ليست كلها خسارات في الأنفس والثمرات ، بل فيها بعض المكاسب . كسب الرئيس البشير قلادة أو أمر قبض المرحوم اوكامبو ، الذي نسيه الناس ومعه أمر قبضه . نجح إعلام الرئيس البشير في تشويه المخيلة الشعبية بأكاذيبه القوبلزية ، فصار أمر قبض الإبادات الجماعية قلادة على صدر الرئيس البشير ، وقال الوالي مالك عقار ، والى ولاية النيل الأزرق وقتها عن أمر قبض الإبادات الجماعية : دي بلبصة ساي يا سيادة الرئيس ؟ وصدق الرئيس البشير الكلام . صدق إن إستشهاد 300 الف دارفوري ، وجرح مليون جروحاً مُقعدة ، وتشريد 3 مليون و500 الف في معسكرات النزوح واللجؤ ( بلبصة ساى ) كما إدعى الوالي مالك عقار ؟ كسب احمد هارون رضى الرئيس البشير فصار والياً قدر الضربة لولاية جنوب كردفان ، ليستمر في الإبادات الجماعية لشعوب النوبة ، كما فعل بمهنية عالية في القضاء الجماعي على شعوب الفور . كسب الجهجاه رضى الرئيس البشير دنيا وآخرة ، وكون شركة أمنية خاصة تتبع مباشرة للرئيس البشير ، أطلق عليها أسم ( قوات الدعم السريع ) . إستعار الجهجاه إسم شركته الجديدة من ( قوات الدعم السريع ) الأمريكية في افغانستان . شارك الجهجاه بشركته الأمنية في غزوة هجليج في ابريل 2011 ، وأبلى بلاً حسناً في الفتك بقبائل الجانقي ( الدينكا ) ، وتخصص في الإجهاز على الجرحى منهم باياديه المجردة ؛ مما أكسبه رضى ومباركة رئيسه المباشر ... الرئيس البشير . أصبح الجهجاه بطلاً قومياً يقابله الولاة وكانه رئيس جمهورية ، فكل والي يعرف كما وجع بطنه إن الجهجاه هو الوجه المخفي للرئيس البشير . صار الجهجاه الآمر الناهي والمُطاع ، في توكيد لعلامة من علامات الساعة وهي : + خروج رجل من قحطان ( الرزيقات ) يطيعه الناس. في مايو 2015 ، قال الجهجاه مخاطباً جنجويده : زي ما قلت ليكم البلد دي بلفها عندنا ! نحن أسياد الربط والحل . مافي ود مرة بفك لسانو فوقنا . ناس قاعدين في الضل ونحن فازعين الحراية . نقول اقبضوا الصادق ، يقبضوا الصادق ! فكوا الصادق يفكوا الصادق ! زول ما بكاتل ما عنده رأي ! أي واحد يعمل مجمجة ، ياهدي النقعة ، والذخيرة توري وشها ! نحن الحكومه ! ويوم الحكومه تسوى ليها جيش بعد داك تكلمنا ! أرموا قدام بس . هدد الجهجاه بإقتحام سجن كوبر وإختطاف السيد الإمام ، إذا تجرأ احد على إطلاق سراحه . وصمت القوم ، فلا تكاد تحس لهم سمعاً ؟ كلامات الجهجاه اعلاه تشي بإنهيار الدولة السودانية . وعندما تنهار الدولة فإنها تتفكك إلى عناصرها الأولية من عشائر وقبائل ومناطق ، لكل منها مليشياته التي ربما دعت للإنفصال عن الخرطوم . والنتيجة النهائية تكون الفوضى العارمة، وزوال الدولة . بدون الدولة ، لا سلام شامل عادل ولا تحول ديمقراطي ولا حماية لحقوق الإنسان؛ وإنما فوضى عارمة. الضحية في كل ذلك يصير الشعب السوداني ، الذي يرجع إلى تشرذمات ما قبل الدولة السنارية ، ويصبح مهددا في حياته! هذه هي خريطة طريق الجهجاه ، فهل نحن مجتمعون لميقات يوم معلوم ؟ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ ، فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ، وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ . (18- الأنبياء ). نواصل مع الجهجاه ...