Facebook.com/tharwat.gasim [email protected] 1- مقدمة . في يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2014 ، وبعد إجتماع تفاعلي وغير رسمي ومغلق لمجلس الأمن ، نصب مجلس الأمن مبيكي ( فرعوناً ) لبلاد السودان وأهل بلاد السودان ، حسب إقتراح مجلس الأمن والسلم التابع للإتحاد الأفريقي ( أديس ابابا – يوم الجمعة 12 سبتمبر 2014 ) . في ذلك اليوم ، صار مبيكي ولجنته مسؤولاً وراعياً لعدة ملفات سودانية أهمها : + ملف الحوار الوطني والمفاوضات بين الحكومة واحزابها المتوالية من جانب والمعارضة المدنية والمسلحة من الجانب الآخر ؛ + ملف منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق والمفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية الشمالية ؛ + ملف دارفور والمفاوضات بين الحكومة وحركة العدل والمساواة وحركة عبدالواحد النور وحركة مني اركو مناوي . + ملف العلاقة بين دولتي السودان ، والمفاوضات بينهما خصوصاً حول منطقة أبيي . ونشهد بأن مبيكي ليس فرعون ( لا أريكم إلا ما ارى ) ، وقطعاً ليس فرعون ( فإستخف قومه فاطاعوه ) ، بل هو فرعون مودرن موديل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين . مبيكي فرعون يهرول بين السيد الإمام والرئيس البشير . قلبه مع السيد الإمام وسيفه مع الرئيس البشير . يصلي خلف السيد الإمام ، ويطوف حول المجمع المقدس للشيخ حسن احمد البشير في كافوري والمسايد المتناثرة في محيطه . يقتبس بل إن شئت الدقة ، يستعير ويتبنى ( ودون تغيير ) مفردات ومقترحات وأفكار ومنتوجات مصانع السيد الإمام الفكرية ، ويُصيرها مقترحات الأتحاد الأفريقي ، والإتحاد الأروبي ، وإدارة اوباما ، ومجلس الأمن ( هكذا حتة واحدة ) ! ولكنه ، وفي نفس الوقت ، ينفذ تعليمات الرئيس البشير حرفياً ! يغوص له ويعمل عملاً دون ذلك ، ويكون للرئيس البشير كما عفاريت الجن للملك النبي سليمان ، ويقول للرئيس البشير دوماً : شبيك لبيك . الفرعون الأسود مبيكي بين يديك . يأتيك بما تأمر به قبل أن تقوم من مقامك . سمعنا وأطعنا ! ربما ترى تناقضاً ، يا هذا ، في ثنائية الفرعون الأسود مبيكي ، وجمعه بين البيضة والحجر ، كون السيد الإمام والرئيس البشير على طرفي نقيض فيما يخص كل ملف من ملفات السودان . ولكن هكذا كان عمرو بن العاص في زمن غابر . إستمع إليه يقول ل ( معاوية ) : ( والله أنت لا تقاتل عليًا ولا علي يقاتلك تنافسًا على دخول الجنة ... إنكما تتقاتلان على الدنيا ... فأطعمنا مما تأكل ، لكي نناضل عنك نضال من يريد الأكل ) . فكان لعمرو بن العاص ما طلب ! يضرب عمرو بن العاص ب ( سيف معاوية ) في معركة ( صفين ) ، 36 هجريًا، ويصلي خلف ( علي ) خلال الهدنة التي تلت المعركة ، بعدما أظهر جيش ( علي ) تفوقه! يصبح الحكم ل ( معاوية ) ، ويقرر في احتفالية ، عام 56 هجريًا، مبايعة ابنه ( يزيد ) ليكون خليفة من بعده، فيرسم عمرو بن العاص المشهد، رافعًا سيفه وهو يقول: ( أمير المؤمنين هو هذا ( يشير إلى معاوية ) ... فإن هلك فهذا ( ويشير إلى يزيد ) ... فمن أبى فهذا ( يشير على سيفه ) . وهكذا الفرعون الأسود مبيكي بسيفه مع الرئيس البشير ، وفي تبنيه الأعمي لأفكار ومقترحات ومقولات ومنتوجات بل مفردات مصانع السيد الإمام الفكرية . ولا نلق القول على عواهنه ، ولا نتكلم من فراغ . بل نتوكاً على بينات ماثلة وشاخصة . دعنا نأخذ كمثال للتوضيح والتوكيد ( إعلان باريس ) من بين عدة أمثلة أخرى . نستعرض ، في إيجاز ربما كان مخلاً ، تبني الفرعون الأسود مبيكي الأعمى لأفكار السيد الأمام في عدة نقاط إدناه : اولاً : 1 - جزرات السيد الإمام ؟ بعد التوقيع على إعلان باريس بين الجبهة الثورية وحزب الأمة في يوم 8 شهر 8 ، بدأ السيد الإمام غاراته الدبلوماسية لتسويق ( الإعلان ) لكل من يسوى ( ومن لا يسوى ) من البشر ، وطنياً وإقليمياً ودولياً . في يوم الأحد 31 أغسطس 2014 ، وفي إطار هذه الغارات ، أجتمع السيد الإمام إجتماعاً مطولاً مع الفرعون مبيكي في أديس ابابا ، نور فيه مبيكي بإعلان باريس ومقترحاته ( السيد الإمام ) لما بعد باريس . وكعادته دوماً مع محاوريه ، سلم السيد الإمام مذكرة مطولة ومكتوبة لأمبيكي لخصت أفكار ومقترحات السيد الإمام لما بعد باريس . إحتلت جزرات السيد الإمام موقع الصدارة من هذه المقترحات . في هذا الموضوع ، إقترح السيد الإمام على مبيكي أن يقدم المجتمع الدولي جزرات للرئيس البشير تحفزه على الدخول في حوار وطني حقيقي ( ماركة كوديسا جنوب افريقيا الأصلية وليس ماركة تايوان الوثبة ) مع المعارضة المدنية والمسلحة . تحتوي هذه الجزرات على الحوافز والمغريات والكعكات الآتية : + الجزرة الكبرى القدر الضربة ( بحسب تعابير المبدعة ) تجميد أمر القبض لمدة سنة قابلة للتجديد إلى ما لا نهاية وبضمانة مجلس الأمن الذي حول ملف دارفور لمحكمة الجنايات الدولية . في هذه الحالة يمكن للرئيس البشير المشاركة في الإجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال النصف الثاني من سبتمبر في كل سنة أسوة ببقية رؤساء دول العالم ، والمحروم منها حالياً الرئيس البشير ، ضمن محرمات أخرى كثيرة ، سوف تزول كلها تلقائياً وفورياً . هذا هو المبتدأ والمنتهى وبيت القصيد . وباقي الجزرات عبارة عن ( هوادة ) وتمومة جرتق ، وللتحلية بعد أكل الجزرة الكبرى كما يلي : + إعفاء ديون السودان التي تجاوزت حاجز الأربعين بليون دولار ؛ + شطب أسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ؛ + إلغاء العقوبات الإقتصادية والدبلوماسية ضد السودان . + تدشين برنامج ( مارشال ) دولي ضخم في السودان لحل الضائقة المعيشية وتأهيل البني التحتية ومحاربة العطالة المؤدية للفقر . نقل مبيكي مقترحات السيد الإمام وجزراته المقترحة نقل مسطرة ، وكأنها نابعة منه هو شخصياً : + لمجلس الامن والسلم التابع للإتحاد الأفريقي ( أديس ابابا – يوم الجمعة 12 سبتمبر 2014 ) ، + ولمجلس الأمن الدولي ( نيويورك – يوم الأربعاء 17 سبتمبر 2014 ) ، + ولنائب لرئيس الأمريكي جو بايدن ( واشنطون – يوم الخميس 18 سبتمبر 2014 ) . وافق الجميع وبدون تحفظ على مقترحات وجزرات وحوافز مبيكي ( السيد الإمام في الأصل ) ، وصارت حوافز (cookies ) المجتمع الدولي للرئيس البشير . سارعت إدارة اوباما وإقترحت على الرئيس البشير ومكونات المعارضة المدنية والمسلحة ، خريطة طريق مفصلة للحوار الوطني الحقيقي ( ماركة كوديسا جنوب افريقيا الأصلية ) والتسوية السياسية الشاملة . وتعهدت إدارة اوباما في الخريطة بتقديم جزرات وكعكات يسيل لها اللعاب في حال موافقة الرئيس البشير ومكونات المعارضة بشقيها على خريطة الطريق الأمريكية . وهي نفس جزرات مبيكي ، التي هي في الأصل جزرات السيد الإمام الخالق الناطق ، المذكورة أعلاه ! مصانع السيد الإمام الفكرية معترف بها وبمنتوجاتها دولياً وإقليمياً ، ولكن ولأنه لا كرامة لنبي بين أهله ، يضطر السيد الإمام لتسويق منتوجات مصانعه الفكرية عن طريق الوسطاء الغرباء الذين يطرب القوم لمزاميرهم ! وحقاً وصدقاً ما تقول به الآية 54 في سورة الزخرف : ( فإستخف قومه فأطاعوه ، إنهم كانوا قوماً فاسقين ) . نواصل مع منتوجات مصانع السيد الإمام الفكرية الأخرى في حلقة قادمة ...