Facebook.com/tharwat.gasim [email protected] 1- مقدمة . نختزل لكم في هذه المقالة بعض البعض من إنطباعاتنا عن إنتخابات السودان ( الأثنين 13- الخميس 16 ابريل 2015 ) . 2- المواطن الله جابو سلك ؟ في صباح يوم الأثنين 13 ابريل رن جرس هاتف المحمول في جيب المواطن الله جابو سلك ، فعرف إن مسؤول اللجنة الشعبية ينتظره خارج المنزل ليحمله إلى مركز الإقتراع ، حسب إتفاق مُسبق . وجد سلك بعض النسوة في الحافلة التي اقلتهم إلى مركز الإقتراع ، الذي كان خالياً من أي ناخبين غيرهم . بعد فحص مستنداته ، سلمه الضابط المسؤول ظرفاً مقفولاً وطلب منه ان يرميه في صندوق الأقتراع . إحتج سلك شيئاً ، فرد عليه الضابط : ألا تعرف إن إنتخابات ابريل 2015 سرية ؟ لم يعارض سلك ورمى بالمظروف داخل صندوق الإقتراع ، وهو لا يعرف ما بداخله لأن الإنتخابات سرية ؟ بعد خروجه من حجرة التصويت ، سلمه مسؤول اللجنة الشعبية مبلغ 200 جنيه مقابل تعبه ، وإنتظر سلك في الحافلة بضع دقائق حتى رجوع النسوة من التصويت ، وأرجعتهم الحافلة إلى منازلهم . هذه القصة تختزل إنتباخات ابريل ، او كذبة ابريل إن شئت الدقة . جاءت إنتخابات ابريل بعكس الهدف المقصود منها تماماً ، وهو إعطاء الحكومة شرعية وطنية وإقليمية ودولية ، حتى تعترف بها الجبهة الثورية وتحالف قوى ( نداء الوطن ) ، ولا تُطالب بتغييرها في إطار عملية الحوار الوطني . شعر المواطن السوداني إن الحكومة قد إستنسخت فيه إنتخابات صدام والأسد والقدافي وما رحم ربك من فراعين بادوا . أيقن المواطن إن الحكومة قد ( باعته ) وغشته ، وشعر بحقارة وتحقير الحكومة له . وطفح الوجع من عينيه . صار المواطن ، وهو يشعر بغصة حقارة الحكومة له ، مشروع إنتفاضة شعبية جاهز ضد الحكومة . وإذا أشعل قادة المعارضة القداحة ، فسوف تشتعل كومة قش المواطن فوراً . لا يحتاج المواطن لتعبئة من قادة المعارضة ، فقد حولته الإنتخابات المضروبة إلى مشروع إنتفاضة جاهز ؟ تسآل سلك لماذا لم يؤجل المجلس الوطني الإنتخابات لثلاثة أو خمسة سنوات ، وتستمر مؤوسسات الدولة في الحكم حتى تنتهي عملية الحوار الوطني ، كما فعل الرئيس العاقل سلفاكير في جوبا ؟ وما الداعي للعجلة ، وكل المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية تُطالب بالتأجيل ؟ سؤال المليون دولار كما يقول الدكتور الواثق كمير ! 3- فاتو بنسودة ؟ في يوم الاثنين 27 يناير 2014 ، طرح الرئيس البشير حملة حوار الوثبة الوطني . لاحظ المواطن سلك إن الرئيس البشير تعمد أن لا يُضمن التحول الديمقراطي في أهداف الحوار الأربعة التي حددها : السلام ، الحريات ، الأقتصاد والهوية . سوف يبدأ الحوار وينتهي بدون تغيير في الحكومة ، فهي ومؤوسساتها ، من الرئيس إلى الخفير ، الثابت الوحيد في عملية الحوار . والسبب فاتو بنسودة التي تسببت في إفشال الحوار الوطني ، وفي إعتبار الحكومة لمؤوسساتها ، من الرئيس للخفير ، خطاً أحمراً لا يمكن تجاوزه في أي حال من الأحوال . في مقابلة تلفزيونية هذا الشهر ، وصف السيد الإمام الرئيس البشير بأنه رجل ذكي . هب إن الرئيس البشير سمح بحوار جدي ، وبإنتخابات جدية مُعترف بها ومُراقبة دولياً ، فهناك إحتمال أن تاتي الإنتخابات الجد جد بحكومة جديدة ، وبهياكل جديدة ، ووجوه جديدة ، وسياسات جديدة . وفي هذه الحالة ، ربما أضطر الرئيس البشير أن يغادر القصر الجمهوري إلى منزله الخاص في كافوري، كما فعل الرئيس عبود في زمن غابر . ولكن هل يترك سعادة الفريق عبدالرحيم محمد حسين ومولانا احمد هارون وقائمة ال 52 المُباركة ، هل يتركون الرئيس البشير يقدمهم وهو في مقدمتهم ، لقمة سائغة في فك فاتو بنسودة المُفترس ؟ خصوصاً وامامهم تجربة رئيس ليبريا السابق شارلس تيلور ، الذي ضمنت له نيجريا ودول منظمة الاكواس في غرب افريقيا عدم تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية ، وقدمت له حصانة مكربة أبعدت عنه حتى مماته اي محاكمات مستقبلية ، إذا إستقال طواعية من رئاسة ليبريا . وكان ان إستقال شارلس تيلور ، وبعد عدة شهور سلمته نيجريا لمحكمة الجنايات الدولية حيث حكمت عليه بالسجن لمدة 50 عاما في جرائم حرب ، وهي اقل خطورة من جرائم الإبادة الجماعية وجرائم حقوق الإنسان . الصورة واضحة ولا تحتاج لدرس عصر ، وسوف يستمر الرئيس البشير رئيساً للسودانيين حتى يأخذ صاحب الوديعة وديعته أو يتحرك المواطن سلك ( بغتة ) ، وتكون معجزة من معجزات النبي موسى ؟ 4- جهاز مناعة الحكومة ؟ الحكومة ، وهي تختزن في جسمها المكون البرلماني التشريعي والمكون القضائي والمكون الإعلامي والمكون التنفيذي وما رحم ربك من مكونات مصرفية وشركات قطاع عام ، لها كسائر مخلوقات الله جهاز للمناعة ضد غوائل الإنسان والأحداث ، خصوصاً الخبيثة منها أمثال تلك المُتعلقة بمحكمة الجنايات الدولية ، وحركة العدل والمساواة . قبل الإنتخابات نزل نظام المناعة النفسية والجسدية في جسم الحكومة إلى درجات منخفضة بسبب هجوم بعض الفيروسات الخبيثة ، الأمر الذي أصاب الحكومة بالذعر . قررت عدة منظمات ودول مقاطعة مراقبة الإنتخابات منها الإتحاد الأروبي ، الترويكا القوية ، إدارة اوباما وكندا بالإضافة إلى منظمات حقوق ديمقراطية ومدنية وإنسانية دولية . اكدت هذه المنظمات والحكومات إن الأنتخابات غير سليمة وغير شرعية وغير مشروعة لانها لا تتيح فرصاً متساوية للتنافس بين المرشحين ، والأهم لمقاطعة الأحزاب ذات الثقل الجماهيري للإنتخابات لأسباب موضوعية حسب رؤية وتقييم هذه المنظمات والحكومات . وقاصمة الظهر جاءت من اللجنة الفنية التابعة للإتحاد الأفريقي التي زارت السودان زيارة ميدانية في مارس 2015 ، واوصت الاتحاد الافريقي بعدم مراقبة الانتخابات لانها تفتقر لمقومات الأنتخابات السليمة والشرعية حسب ادبيات الاتحاد الافريقي . كان التسجيل مُتدنياً فإضطرت لجنة الإنتخابات لإستعمال قائمة المُسجلين لإنتخابات 2010 . المشكلة إن هذه قائمة تحتوي على الجنوبيين الذين كانوا سودانيين وقتها ولم يعودوا سودانيين في ابريل 2015 ، مما أحدث ورجغة . نعم ...انخفض جهاز المناعة النفسي والجسدي للحكومة لمعدلات خطيرة ، وصار عرضة لهجوم الفيروسات الخبيثة ،خصوصاً من الحركة الشعبية الشمالية التي إستولت على اوراق الإقتراع في أكثر من 7 مراكز في ولاية جنوب كردفان . ثم مرت ثلاثة ايام الإنتخابات في سلام وبدون شوشرة ،وأتضح ضعف فيروسات المعارضة وقوة جهاز مناعة الحكومة . بصمت لجنة المراقبة التابعة للاتحاد الافريقي بسلامة ومشروعية وشرعية الإنتخابات ، وإنها تمت في ( جو فول ) وفي سلام ، واوصت ببعض التوصيات التي لا علاقة لها بالأنتخابات لانها لم تجد ما تقوله عن الأنتخابات سوى إن الأقبال كان ضعيفاً ، الأمر الذي لا يخصم من دستورية وقانونية الإنتخابات . أمنت لجنة المراقبة التابعة للإتحاد الأفريقي بانعدام أي تزوير وخج داخلي ، بمعنى التلاعب باوراق وصناديق الأقتراع وإستبدالها بصناديق محشوة مُسبقاُ بالاوراق الأنتخابية . لم تكن هناك حاجة للخج الداخلي مع وجود الخج الخارجي الذي ربما كان أكثر فاعلية وفعالية ؟ في الخج الخارجي كل من وصل إلى مركز الإقتراع جاء محمولاً على عربة مُؤجرة من الحكومة ، وإستلم 200 جنيه مقابل تعبه . ونسبة للخج الخارجي ومقاطعة الإنتخابات من الرجل العادي ببساطة لانها تحصيل حاصل وضحك على الذقون ، بل ( حقارة عديل كده ) ، فإن كل من وصل إلى مركز الأقتراع هو إما مكري أو متتورك او مؤتمر اونطجي . والحال هكذا ، وهي كذلك ، فلا داعي للخج الداخلي ، ببساطة لأن كل من يصوت ، يصوت لصالح مرشحي الحكومة ؟ قال : في زمن غابر ، راقبت بعثة الإتحاد الأفريقي انتخابات يوغندة عيدي امين دادا وإنتخابات افريقيا الوسطى بوكاسا وإنتخابات مصر السادات ومبارك وبصمت بالعشرة على سلامة ومشروعية وشرعية هذه الإنتخابات التي كان يحصل فيها الرئيس على 99% من الأصوات . وفي يوم راقبت بعثة الجامعة العربية إنتخابات عراق صدام وإنتخابات سوريا الأسد ، وبصمت بالعشرة على سلامة هذه الإنتخابات التي حصل فيها صدام على 99.99 % من الأصوات والاسد على 99.67 % من الأصوات . الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية ( روضة الحكومات الخليجية ) ، وغيرهما ، منظمات حكومية تأتمر بامر الحكومة العضو في المنظمة ولا شأن لها بشعوب الدولة المعنية ولا بقانونية الإنتخابات ومصداقيتها . كانت الانتخابات البلسم واللقاح والمصل الذي عالج الحكومة من مرض نقص المناعة. وكان الرئيس البشير يستعد للسفر إلى اندونسيا مسروراً ، لولا تعقيدات فاتو بنسودة ! كسبت الحكومة أعلى درجات المناعة النفسية والجسدية ، ويمكنها مقاومة دعوات الإتحاد الأفريقي ومجلس الأمن لحوار وطني جدي ، رغم وجود قوى أمنية – عسكرية شرسة في مقاومة التغيير ، وتفزع من سماع كلمتي ( التحول الديمقراطي ) . كما يتحتم على الحكومة مقاومة فيروسات فاتو بنسودة التي ربما تاهبت للهجوم على نظام مناعة الحكومة ، إذا شعرت بنقص في قوى وأمصال جهاز المناعة ؟ في المحصلة : على الحكومة أن تبتكر آليات جديدة في كيفية الحفاظ على قوة الدفع الحالية للخمس سنوات المقبلة ، وأن تكون طوال الوقت سابقة على المنحنى الذى يقود مستقبل البلاد ، حتى إذا اضطرتها الظروف القاهرة على الرقص على رؤوس الثعابين ، كما كان يفعل الرئيس على عبدالله صالح في اليمن السعيد ! الكاتب الكبير بابكر سلك يعتقد إن ذلك ممكن ، ويمني الشعب السوداني ب ( هوت دوغ ) كتييييير ، وعربية واقفة أمام كل بيت خلال الخمس سنوات المُقبلة وحتى ابريل 2020 ، وإعادة إحياء مشروع الجزيرة ، والسكك الحديدية ، والخطوط الجوية والبحرية والنهرية التي انهارت جميعها وصارت أثراً بعد عين . حينها يمكن للشعب السوداني أن يلعب لعبة 31 الكوتشينية ، ويردد : إنتخابات بتاعت الساعة كم ؟