(1-2) مدخل: أود ان يتم تذكري كشخص أراد ان يكون حرًا وأراد للاخرين أيضا ان يكونوا أحرارًا ((روسا باركس)) تحذيرات عديدة أطلقتها منظمات حقوقية وناشطيين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان والحرية الدينية عقب تصريح وزير الإرشاد والأوقاف الفاتح تاج السر للصحفيين عقب جلسة للمجلس الوطني منتصف شهرابريل الماضي ( لن نسمح ببناء كنائس جديدة)واضاف الوزيرفي تصريحاته (ليس هناك حاجة لكنائس جديدة بعد إنفصال الجنوب)ووصف ناشطون هذا الحديث بإنه يشعل الفتنة الدينية والهوس الديني وأكدوا علي ان ذات التصريح يصادم واقع التعدد الديني الموجود في السودان وأنه-اي التصريح- إستمرار،وتضيق للخناق بشكل أكبرعلي المسيحين في السودان،وقالوا ان إستهداف المسيحيين الذي بداء منذ مطلع التسعينات الماضي –إي- في السنين الأولي للانقاذ لكنه تطور بشكل مقلق عقب حديث الرئيس عمر البشير في القضارف والذي حسم فيه هوية السودان (اسلامية عربية)وعدم الاعتراف بالتعدد الديني وقوله(تاني دغمسه مافي).ومنذ ذلك التاريخ وحتي اليوم تواصل استهداف المسيحين في السودان بشكل (مزعج) حيث تم إعتقال بعض رجال الدين المسيحي وإغلاق بعض المراكز الثقافية والتعليمية التابعة لكنيسة بالاضافة الي منع الاحتفالات الدينية وعرقلتها والنموزج هنا هو تعرض قافلة الشباب المسيحي الذين كانوا في طريقهم خارج العاصمة الي المعايدة.الي جانب حرق بعض الكنائس بالعاصمة والولايات والشاهد هنا(حرق مجمع كنائس الجريف في أبريل الماضي) والتي وجدت إدانة واسعة من كافة مكونات الشعب السوداني باحزابه ومنظماته ونسائه وشبابه وطالبت الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات بأجراء تحقيق عاجل والإمساك بالجناة الضالعين في إشعال النيران في مجمع الكنيسة بالجريف وتقديمهم للمحاكمة، وأكدت الهيئة إدانتها الكاملة للحادثة التي وصفتها بالخطيرة. وحذرت من الفتنة الدينية وتمدد انتشار خطاب الكراهية ودق طبول الحرب والتكفير مشيرة الي التراجع الكبير في مجال الحريات في السودان لاسيما الحرية الدينية.وكان عدد من قيادات الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات قد قالوا في مؤتمر صحفي بطيبة برس العام الماضي ان ما جري من استهداف للمسيحيين وحرق لكنائسهم يمثل دعوة مباشرة للاقتتال علي اساس الدين وتشويه صورة التسامح الضارب في جذور المجتمع السوداني منذ القدم.وقال المنسق العام للهيئة الدكتور فاروق محمد ابراهيم ان حرق كنيسة الجريف ونيالا يمثل قمة المأساة بالبلاد ويهدد قيم التسامح الديني واحترام التنوع الثقافي والاثني.وأعتبر الخطاب السياسي الملئ بمشاعر الكراهية والتحريض الذي ظل يتكرر وأدي الي حدوث هذه الاعتداءات بأنه (خطر علي وحدة ومستقبل السودان)وفي ذات المؤتمر المؤتمر الصحفي قال نائب المنسق العام بالهيئة ورئيس حزب الوسط الاسلامي دكتور يوسف الكود ان الفقه الاسلامي جوز بناء الكنائس الجديدة ناهيك عن هدم القديمة، وقال انه حتي المختلفين فقهيا حول هذا الامر منعوا هدم الكنائس لطالما هناك مواطنون مسيحيون بالدولة المعنية.ومن جهته رفض الرئيس المناوب للهيئة الدكتور كامل ادريس ماتم بالجريف، وقال ان حادثة حرق كنيسة الجريف تعتبرل دعوة مباشرة للاقتتال علي اساس الدين،وتهزم التعايش الموجود في السودان منذ قديم الزمان ويجب ان يتم تصنفيها كحادثة منعزلة ولاتمت لجذور ومقدرات هذا البلد العظيم.وفي الأثناء تاسف منسق اللجنة المالية بالهيئة نصري مرقص علي ماتم من حرق بالكنيسة، وقال هذه (كارثة) إستهداف المسيحيين ومضايقتهم لم يبداء بحرق كنيسة الجريف او عقب انفصال الجنوب وهذا الحديث يؤكده القس اسماعيل بدر كوكو في كتابه (تاريخ كنيسة المسيح السودانية 1913-1997) الذي قال :لقد عاني بعض المبشرين من أبناء جبال النوبة المرارة والاضطهاد عندما عبرت الحرب الي منطقة الجبال وفي منطقة (تبانيا) بمناطق الكرونقو تم تعذيب المبشر جبرائيل توتو وذلك بربط يديه وحرقهما لدرجة الشواء .وفي عام 1989 تم تعذيب المبشر جيمس حسين في دلامي ولم تنتصب يداه الا بعد شهور من العلاج المتواصل .بجانب تعذيب المبشر موسي جميز في الدلنج 1996 لانه سافر من الدلنج الي دلامي ليزور رعيته ويصلي معهم .ويضيف الكاتب أما الشاب سعيد قديل فقد تعذب ايضا في دلامي عام 1994 لانه أحضر كتب الاناجيل من الأبيض ليوزعها للمؤمنين في كدبر.وكان قبل ذلك في عام 1994 قد خرج الشيخ متي بوش من ابناء تبانيا خرج من سجن كادقلي بعد ما قضي به وقتاً طويلا لانه كان يواصل خدمة التبشير وسط أهله. لكن الاوضاع الحالية لاستهداف المسيحيين في السودان عكسته منظمة هودو للتنمية وحقوق الانسان في تقرير لها حيث قالت المنظمة ان السلطات الامنية تستهدف بصورة منهاجية ومنظمة مسيحيي جنوب كردفان / جبال النوبة.وأوردت المنظمة في تقريرها ان إستهداف المسيحيين ومؤسساتهم يجري في سياق حرمان النوبة من أي مؤسسات إجتماعية أو دينية أو ثقافية لتنفيذ تصور النظام الآحادي عن هوية السودان (العربية الإسلامية) بدون (دغمسة )، كما قال الرئيس عمر البشير في خطابة الشهري بالقضارف.وأكدت المنظمة أن جهاز الأمن يعتقل النوبة ، ويبقي عليهم فترات أطول من كافة المعتقلين الآخرين ، ويتعرض غالبيتهم للإساءات العنصرية وللتعذيب ، وإلى إنتزاع إعترافات منهم لتجريمهم بتهمة التخابر مع الحركة الشعبية.وأكدت المنظمة أغلاق المركز الثقافي الأنجيلي بالخرطوم 18 فبراير 2013 ومصادرة الكتب والوثائق والأدوات الإعلامية .مشيرة الي مهاجمة مكاتب كلية جيدون لعلوم اللاهوت ومهاجمة مكاتب الجامعة مصادرة عربة لها بالاضافة الي عدد من المراكز التعليمية والثقافية التابعة للكنيسة.في حادث أخر في يونيو 2011، أحرق اسلاميون متطرفون مبنى كنيسة تابعة للكنيسة الانجيلية اللوثرية بالسودان بأم درمان.وفي ذات الاتجاه يقول تقريرلمنظمة الابواب المفتوحة ان حكومة الخرطوم تأتي في المركز رقم (12)من ضمن(50)حكومة حول العالم تمارس التمييز والاضطهاد ضد المسيحيين.وأوضحت المنظمة ان حكومة السودان تضطهد وتضيق الخناق على المسيحيين وخاصة بعد إنفصال الجنوب.وكان مجلس الكنائس العالمي ومقره جنيف قد قال أن العديد من المؤسسات المرتبطة بالكنيسة في السودان مثل دور الأيتام أو المدارس أغلقت أيضا وتم ترحيل أجانب كانوا يعملون بها.وقال دانيال دنج بول وهو كبير الأساقفة وزعيم الكنيسة الأسقفية في السودان التي تشمل الشمال والجنوب ومقره جوبا المسيحيون في الشمال في خطر لأنهم لا يلقون اي احترام الان. لا يمكنهم الان حتى الاحتفال بعيد الميلاد.وعلى الرغم من هيمنة المسلمين على السودان منذ قرون فإن جذور المسيحيين تعود للقرن الخامس الميلادي. ونشطت حملات التبشير في القرن التاسع عشر. وفي ظل غياب معلومات إحصائية دقيقة لا يعرف بشكل مؤكد عددهم الحالي كما أن بعض القبائل لها معتقدات وثنية.لكن الحكومة من جهته نفت بشدة وجود اي تمييز ضد المسيحيين وقالت (يمكن لتباع كل الاديان ممارسة دينهم بحرية كاملة ولا توجد قيود علي الاطلاق)لكن جيهان هنري وهي باحثة في شؤون السودان بمنظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك قالت ان (السلطات لم تحقق كما ينبغي أو تحاكم المسؤولين.. رأينا علامات واضحة على تنامي عدم قبول التنوع الديني والعرقي منذ انفصال جنوب السودان) يتبع