البشير: كيف نسأل الرحمة وأيدينا ملطخة بالدماء قال: تأخر نزول (الأمطار) بسبب الظلم و القتال بين المسلمين الخرطوم – إعترف الرئيس عمر البشير بان حكمه شهد ظلماً خيم على البلاد ، تسبب في في الجفاف وتأخر نزول الأمطار، وبدى الرئيس نادماً للمرة الأولى وهو يتحدث عن الدماء التى اريقت في دارفور وقال: نحن فرطنا في سماحة أهل دارفور وسماحة الأعراف، ودماء بعضنا البعض؟. وتجمع مساء الاحد عشرات المسئولين النافذين في الحكومة على مائدة رمضانية دعا لها رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني سيسي بمنزله الفخيم في ضاحية كافوري ، تقدمهم الرئيس عمر البشير، وشارك في الافطار عدد كبير من اعيان اقليم دارفور. وقال البشير- الذى ابتدر كلمته بمداعبة للسيسي بأنه أستاذه ودرسه- أننا جميعاً نسعى للعتق من النار في هذا الشهر، ونسأل الله أن يستجيب دعاءنا. غير انه سرعان ما استدرك قائلاً: كيف يستجيب الله لدعائنا ونحن نسفك دماء المسلمين ودماء بعضنا البعض،ونحن اعلم بأن زوال الكعبة اهون عند الله من قتل النفس. وزاد بأنه بحث ووجد أن كل شيء له عقوبة في الدنيا، ماعدا قتل النفس المؤمنة فإن عقوبته في الآخرة. ثم عرج البشير ليقول أن هناك ظلماً مخيماً على البلاد تسبب في الجفاف وتأخر نزول الأمطار، وتساءل كيف نسأل الرحمة وأيدينا ملطخة بالدماء؟ . واتهم الرئيس ما اسماها باليد الثالثة بالتورط في الاقتتال القبلي في دارفور، وطالب الحاضرين من أبناء دارفور بالتواثق ورفع أيديهم وأداء القسم. ودعاهم للترديد خلفه "كتاب الله جاكم أقسموا وقولوا نحن مع السلام وضد الحرب"، وأضاف: (ما عايزين زول من برا ينصحنا بنحل مشاكلنا برانا). ودعا البشير أهل دارفور بأن يصدقوا النوايا، وقال: (هل نحن صادقين عندما نسلم على بعضنا البعض أم أننا ننافق بعضنا)؟. ووعد البشير بأن يقدم مؤتمر التعايش السلمي المزمع عقده في دارفور خلال الفترة المقبلة حلولاً ، مشددا على انه (سيكون مؤتمرا حقيقيا ونحن نقسم بأن نعمل كتيم واحد). وقال البشير إن الدماء التي اريقت في دارفور أسبابها لا تستحق ذبح الخروف ناهيك عن قتل النفس، داعيا أبناء دارفور للتواثق بصدق والعمل من أجل السلام والاستقرار". وأضاف نحن فرطنا في سماحة أهل دارفور وسماحة الأعراف، وأعتبر السودان بوتقة أفريقيا بالتسماح، وقال إن الصراعات القبلية فيها عنصر ثالث مخرب يثير النعرات" داعياً إلى مراجعة الذات في شهر رمضان. من ناحيته ركز رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني سيسي في كلمته على ضرورة إيقاف إزهاق الأرواح في القتال القبلي في دارفور. وقدم السيسي سردا تاريخيا لبداية الاقتتال معيبا على بعض أبناء دارفور استخدام القبيلة في تحقيق مصالح ذاتية وشخصية. وقال على الجميع بمن فيهم أنا أن يبتعدوا عن ذلك، وزاد إن كثيراً من الدماء تسيل من أجل تحقيق مكاسب شخصية كالاستوزار والتوظيف، محذراً من خطورة استخدام القبيلة في الصراعات السياسية. واعرب السيسي عن تفاؤله بأن أبناء دارفور قادرون على رتق النسيج الاجتماعي، داعيا إلى التوحد ونبذ القبلية، التي اعتبرها مهددا لكل السودان وليس دارفور فقط. و أقر السيسي بأن دارفور تمر بأزمة وتواجه تحديات أهمها الصراعات القبلية، وقال إنها تصاعدت وخلفت المئات من القتلى وأعتبرها مدعاة للوقوف . ووصف الصراعات القبلية باللعينة وقال إن الصراع بدأ في كتم ومليط وامتد إلى منطقة جبل عامر، مشدداً على ضرورة حسمها واحتوائها. وأكد عزم السلطة على عقد مؤتمر قبلي بإجراء المشاورات، وأعتبر الصراعات القبلية الممتدة أخرت مسيرة المؤتمر. وقال ما إن يخمد صراع إلا ونشب صراع آخر، وأكد أن الصراعات القبلية تختلف عن الصراعات المسلحة. ورهن نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم، الحرب برغبة أو رفض الإدارة الأهلية في إيقافها، وأضاف يمكن للسلطات المحلية والإدارة الأهلية إيقاف الحرب القبلية. وقال إن ملف دارفور أصبح في يد الرئيس شخصياً، منادياً الرئيس بدعم السلطة المحلية والولائية. ودعا من اسماهم بالعاجزين عن القيام بدورهم الاستقالة، وتعهد بوضع يده في يد رئيس السلطة الإقليمية لإنهاء الصراعات القبلية. مؤكداً جاهزية الأجهزة التشريعية والتنفيذية لبسط الأمن في دارفور، وطالب السلطات الولائية بالقيام بدورها، وقال ينبغي لكل مستوى من السلطة أن يقوم بمسئوليته.