الخميس 2 يناير 2014 وصل وفدا رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وخصمه رياك مشار الى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا أمس، لإجراء محادثات دعيا اليها لوضع حد للمواجهات العسكرية، فيما أعلن مشار (وهو نائب سابق للرئيس) استعادة قواته سيطرتها على مدينة بور الإستراتيجية و «تقدمها بثبات نحو العاصمة جوبا». ورفض وقف النار وتمسك بنهج «قاتل وفاوض». واختارت مجموعة دول شرق افريقا للتنمية (إيغاد) فريقاً للوساطة في أزمة جنوب السودان مؤلفاً من الجنرال السوداني محمد أحمد الدابي (الرئيس السابق لفريق الجامعة العربية في سورية)، والجنرال الكيني لازاروس سمبويو (وسيط السلام السابق بين شمال السودان وجنوبه)، ووزير الخارجية الاثيوبي السابق سيوم مسفن. وقال الناطق باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتى للتلفزيون الاثيوبي امس، ان المفاوضات تأتي نتيجة «جهود طويلة وجادة للحكومات الإقليمية، والهدف منها وقف الحرب والحوار وتحقيق السلام الدائم لأشقائنا في جنوب السودان». وقال يوهانس موسى فوك الناطق باسم فريق مفاوضي رياك مشار في أديس أبابا، أن وفدهم وصل الى العاصمة الاثيوبية قادماً من نيروبي، موضحاً ان الوفد يضم ربيكا قرنق (أرملة الزعيم الراحل جون قرنق)، وحاكم ولاية الوحدة السابق تعبان دينق قاي، ونائب حاكم ولاية جونقلي السابق حسين مارنيوت ووزير التعليم العالي السابق بيتر أدوك وآخرين. ولوحظ ان فريق مشار يضم شخصيات من قبائل الدينكا (التي ينتمي اليها سلفاكير) وأخرى من قبائل النوير التي يتحدر منها. وترافق وصول الوفد الى اديس ابابا مع تصريحات لمشار أكد فيها أن قواته تتجه إلى العاصمة جوبا بعد السيطرة الكاملة على مدينة بور الاستراتيجية، وعلى حقول نفط في الشمال، مبدياً استعداده لضمان استمرار الإنتاج. وبرر مشار عزمه على الزحف نحو جوبا، بسعي سلفاكير إلى دفع قواته شمالاً لاستعادة المدن التي سيطر عليها المتمردون. ونفى الاتفاق على وقف لإطلاق النار، مشيراً الى ان الاتفاق مع الوسطاء الافارقة قضى فقط ببدء مفاوضات لمناقشة اسباب الصراع. وجدد النائب السابق للرئيس، تأكيده ضرورة الإفراج عن قادة في حزب «الحركة الشعبية» (الحاكم اعتقلوا منذ بدء المواجهات، واعتبر قضية المعتقلين «جزءاً من المحادثات». وأضاف: «كنا نريد الإفراج عن المعتقلين قبل بدء المحادثات لكن ضغطت علينا دول إيغاد والولاياتالمتحدة وبريطانيا والنروج لأن نبدأ المحادثات ثم نطرح موضوع المعتقلين السياسيين». وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس، أن حوالى 70 الف مدني فروا من بور ولجأوا الى احدى بلدات ولاية البحيرات المجاورة حيث يفتقرون إلى الغذاء والمياه النقية والمأوى في «ظروف معيشية تكاد تكون كارثية». ونددت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان ب «عمليات إعدام من دون محاكمات لمدنيين وجنود أسرى في مناطق عدة من البلاد، بدليل اكتشاف عدد كبير من الجثث في العاصمة جوبا، وفي مدينتي ملكال وبور في ولايتي النيل الأعلى وجونقلي». وأبلغ مسؤول في مفوضية اللاجئين «الحياة» أن تدفق النازحين من جنوب السودان الى الشمال لا يزال مستمراً، مشيراً الى ان الخرطوم رصدت دخول مسلحين من قبيلة الدينكا الى ولاية جنوب كردفان السودانية. دينق يفاوض دينق على مستقبل جنوب السودان في أديس أبابا اليوم أنباء عن إعلان حالة الطوارئ في ولايتين تحت سيطرة المتمردين لندن: مصطفى سري في وقت ترددت فيه أنباء مساء أمس عن إعلان رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت حالة الطوارئ في ولايتي الوحدة وجونقلي، أكدت مصادر إثيوبية وصول وفد حكومة جنوب السودان برئاسة كبير المفاوضين نيال دينق، وكذلك وفد المتمردين برئاسة تعبان دينق الحاكم السابق لولاية الوحدة، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبدء مفاوضات سلام. وذلك وسط توالي تحذيرات أممية من استمرار العنف في جنوب السودان، بينما تحث الولاياتالمتحدة طرفي الصراع على وقف الأعمال الحربية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. وأشارت تقارير إعلامية مساء أمس إلى أن الحكومة قالت في بيان على حسابها الرسمي على موقع تويتر إن «الرئيس كير أعلن حالة الطوارئ في ولايتي الوحدة وجونقلي اليوم (أمس) الأربعاء». ويأتي ذلك التطور في خطوة مفاجئة أعقبت إعلان حكومة جنوب السودان صباح أمس عن تشكيل وفدها برئاسة كبير المفاوضين نيال دينق نيال، وعدد من الوزراء وقيادات أحزاب. وقال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان أتينج ويك أتينج إن وفد حكومته توجه ظهر أمس إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأضاف أن الوفد يضم عضوية كل من وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة مايكل مكوي، ونائب وزير الخارجية بيتر بشير بندي، وبول ملونق حاكم ولاية شمال بحر الغزال، ورياك قاي كوك وزير الصحة، وآخرين، إلى جانب ممثلين للأحزاب السياسية هما الدكتور لام أكول من حزب الحركة الشعبية - التغيير الديمقراطي، وجوزيف أوكيل رئيس اتحاد الأحزاب الأفريقية السودانية. من جهته، كشف زعيم المتمردين رياك مشار ل«الشرق الأوسط» عن أن وفده يرأسه تعبان دينق الحاكم السابق لولاية الوحدة، وعضوية كل من ين ماثيو المتحدث باسم الحركة الشعبية، والدكتور بيتر أدوك نابا عضو المكتب السياسي، وربيكا قرنق (أرملة الزعيم الراحل جون قرنق)، وحسين ميار نائب حاكم جونقلي، وستيفن إطار. ويتوقع أن تشتمل أجندة الحوار على إطلاق سراح المعتقلين، وعددهم ثمانية من قيادات الحزب الحاكم، على رأسهم الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الحاكم باقان أموم، ووقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة وقضايا الحكم والتحقيق حول ضحايا العنف والاتفاق على إدارة الحزب الدولة وكيفية مشاركة القوى السياسية في السلطة. وتأتي تلك التطورات في وقت أعلنت فيه واشنطن أنها حثت طرفي الصراع في جنوب السودان على وقف الأعمال الحربية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين. وقالت كايتلين هايدن، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في بيان ليلة أول من أمس إن «الولاياتالمتحدة ستوقف الدعم وستعمل على ممارسة ضغط دولي على أي عناصر تستخدم القوة للاستيلاء على السلطة». وأضافت قائلة: «وفي الوقت نفسه، فإننا سنعد القادة مسؤولين عن تصرفات قواتهم وسنعمل على ضمان محاسبة مرتكبي الفظائع وجرائم الحرب». وعلى صعيد متصل، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدةبجنوب السودان هيلدا جونسون في مؤتمر صحافي أمس في جوبا، إن الأحداث التي شهدها جنوب السودان في الأسبوعين الماضيين، والتي بدأت نزاعا سياسيا وتحولت إلى مواجهات عنيفة، وضعت الدولة حديثة الاستقلال أمام مفترق طرق. وأضافت أن إنقاذ الأوضاع الحالية هو في «يدي سلفا كير ورياك مشار، حيث ينبغي عليهما الجلوس وإجراء الحوار فورا، تفاديا لأي انهيار محتمل في الأوضاع»، مشيرة إلى أن منظمتها الدولية تدعم موقف قادة الإيقاد والمطالب التي جرى وضعها أمام الطرفين لبدء التفاوض، وقالت: «ندعو الطرفين إلى أن يغتنما فرصة بداية العام لإنهاء العنف والاقتتال». وحذرت جونسون من استمرار الانتهاكات الخطيرة التي مورست ضد المدنيين، وناشدت الطرفين ضرورة تقديم المتورطين للعدالة، وقالت: «إذا لم يقدموا فإن العنف سيستمر». وجددت التزام بعثة الأممالمتحدة في حماية المدنيين الذين وصلت أعدادهم إلى 16 ألف مواطن ينتشرون في مخيمات البعثة في «جوبا وبور وملكال وبانتيو، التي قصدها الفارون من العنف بغرض الحماية»، وأضافت: «لدينا 7000 جندي من قوات حفظ السلام الأممية موجودين في تلك المعسكرات وننتظر وصول مزيد من التعزيزات العسكرية». وأوضحت أن تقديم المساعدات إلى هؤلاء يتطلب نحو 166 مليون دولار أميركي. من جهة ثانية، تضاربت الأنباء حول الأوضاع في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي (شرق البلاد)، حيث أعلنت القوات الموالية لرياك مشار عن إعادة سيطرتها على المدينة الاستراتيجية، وقال متحدث باسم المتمردين إن قواته تتقدم نحو جوبا عاصمة البلاد. من ناحيتة ذكر نهيال ماجاك نهيال رئيس بلدية بور من المقر العسكري للحكومة داخل المدينة أن القتال لا يزال مستمرا وأن جزءا من البلدة تحت سيطرة الحكومة، والجزء الآخر في أيدي المتمردين.