الخرطوم - اطلقت الشرطة السودانية الاحد الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات الاشخاص الذين كانوا يتظاهرون احتجاجا على انقطاع الكهرباء والمياه في منطقة الديم بوسط العاصمة الخرطوم. وافاد مصدر اعلامي ان "نحو 300 شاب تجمعوا واغلقوا الشارع الرئيسي بالحجارة واحرقوا اطارات السيارات، وبعدها وصلت سيارات شرطة مكافحة الشغب واخذت تطلق الغاز المسيل للدموع فيما رشقها المتظاهرون بالحجارة". واضاف ان "مطاردة الشرطة للمتظاهرين استمرت في الشوارع الجانبية لساعات عدة، ووصل الى المكان ايضا اشخاص بالزي المدني يحملون السياط شاركوا في المطاردة". وقال احد المتظاهرين طالبا عدم كشف اسمه "لا تزال الكهرباء تنقطع عنا لساعات طويلة، واليوم انقطع التيار الكهربائي عن منازلنا منذ الصباح، اضافة الى ان خدمات المياه توقفت منذ مساء السبت". وتشير مصادر اعلامية إلى أن ناشطين ظلوا يدعون منذ حلول شهر سبتمبر/ ايلول لاحياء ذكرى احتجاجات سبتمبر. يذكر أن العشرات سقطوا قتلى خلال احتجاجات سبتمبر/ ايلول العام الماضي بسبب رفع الدعم الحكومي عن الوقود. وتقر الحكومة بمقتل 85 قتيلا، بينما تؤكد منظمات أن نحو 200 متظاهرا قتلوا خلال التظاهرات التي بدأت بمدينة ودمدني في أواسط السودان لتنتقل بعدها إلى الخرطوم ومدن أخرى. وتشهد أحياء العاصمة الخرطوم، وبقية المدن برمجة قطع للتيار الكهربائي تستمر حتى وقت متأخر من الليل وتمتد القطوعات الى ساعات طويلة في الصباح. وأعلن وزير الكهرباء والسدود معتز موسى أن قطوعات الكهرباء جاءت نتيجة لتوقف التوليد المائي للكهرباء بعوامل موسم الخريف، مبيناً أن الإمداد الكهربائي حالياً يعمل بالتوليد الحراري. وأبان في تصريحات صحفية بالبرلمان الاحد أن احتياجات البلاد إلى 800 ميغاواط للكهرباء إلا أن المتاح حالياً 500ميغاواط فقط مؤكداً أن عملية قطوعات الكهرباء سوف تستمر حتى مطلع أكتوبر المقبل، مشيراً إلى عجز في الإمداد الكهربائي بقيمة 500 – 400) ميغاواط في أوقات الذروة. وأبان أنهم بحاجة إلى مليار جنيه لتغطية الإمداد بالتوليد الحراري وناشد المواطنين بأهمية الترشيد للكهرباء خاصة ولاية الخرطوم التي أوضح أن استهلاك الحي الواحد بها يعادل استهلاك ولاية.