جدّد الرئيس السوداني عمر البشير أمس، رفضه القاطع للفكر العلماني في البلاد، وأكّد إقرار حكم ما أسماه «الشريعة النظيفة» خلال الفترة الرئاسية الجديدة التي ينافس للفوز بها في الانتخابات منتصف نيسان (أبريل) المقبل، فيما وقعت قوى المعارضة السودانية السياسية والمسلّحة، على رؤية مشتركة تحمل شروطاً بعقد اجتماع تحضيري لمناقشة قضايا الحوار القومي المفضي إلى تشكيل حكومة انتقالية في البلاد. وعزا البشير أمام حشد من أنصاره في مدينة القضارف شرقي السودان أمس، اتهام الخرطوم بالتضييق على الآخرين، إلى رفضها العلمانية وتطبيقها الشريعة الإسلامية. وانتقد معارضي الانتخابات، وقال أمام أنصاره: «هذا الحشد ردّ على دعاة مقاطعة الانتخابات، مَن سيقاطعها؟ دعونا نحسب جماهيرهم». كما دافع عن «المشروع الحضاري» لنظامه القائم على الشريعة الإسلامية، نافياً وصفه بالفاشل. وأضاف: «نريد شريعة نظيفة، ليس فيها خمارات ولا حانات، ومن يريد شرب الخمر فعليه أن يبحث عن بلدٍ غير السودان». ونجا المسؤول السياسي في الحزب الحاكم حامد ممتاز و9 صحافيين، من تحطم مروحية كانت تقلّهم في القضارف خلال رحلة العودة بعد انتهاء زيارة البشير. الى ذلك، وقّعت قوى المعارضة التي أنهت اجتماعاتها في ألمانيا أمس، على رؤية مشتركة، ينبغي توافرها قبل الشروع في أي خطوة تتّصل بعقد اجتماع تحضيري لمناقشة قضايا الحوار القومي المفضي الى حكومة انتقالية. ووقّع على «نداء برلين» كلّ من رئيس «الجبهة الثورية» مالك عقار آير، وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي، ورئيس الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب ممثلاً لتحالف «قوى الإجماع الوطني»، وبابكر أحمد الحسن ممثلاً لمنظمات المجتمع المدني. وكشفت الخارجية الألمانية أن قوى المعارضة التي أجرت مشاورات في برلين، أصدرت «إعلان برلين» الذي أقرّ إرسال وفد إلى أديس أبابا للمشاركة في اجتماع تحضيري للحوار الوطني، والتفاوض مع الحكومة تحت رعاية الوساطة الأفريقية. ورحّب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، باستعداد المعارضة لإيجاد حلّ لمشاكل السودان من خلال الحوار الوطني، مؤكداً أن القتال في السودان يجب أن يصل إلى نهايته، «يجب أن يُعطى الناس في المناطق المتضرّرة احتمالات للسلام والاستقرار». وتابع: «أنا سعيد بالنتائج الناجحة للمناقشات التي جرت هنا في برلين. خطينا خطوة مهمة نحو المصالحة في السودان، وهناك مزيد من الأمل الآن في أن تدخل الحكومة في الخرطوم والمعارضة في مفاوضات جادة». ونصّ الإعلان على وقف الحرب، والسماح بانسياب الإغاثة من دون قيد أو شرط، وإطلاق الحريات العامة، والإفراج عن المعتقلين فاروق أبوعيسى وأمين مكي مدني وفرح عقار. وطالب «إعلان برلين» أيضاً، بإلغاء التعديلات الدستورية، وأن يفضي الحوار الوطني الى حكومة انتقالية لا يرأسها حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وفي شأن آخر، مدّد مجلس الأمن مهمة بعثة حفظ السلام الدولية في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان «يونيسفا»، الى تموز (يوليو) المقبل.