قررت الحكومة بصورة مفاجأة الغاء زيارة الرئيس عمر البشير الي اندونيسيا لحضور الذكري الستين لقمة باندونق في العاصمة الاندونيسية جاكارتا في يوم 20 ابريل الماضي ،وذكرت مصادر ان السبب فشل في الحصول علي اذن عبور فوق اجوائها ،هذا ما جعله يلغي الرحلة اليها، وان مقربين من الرئاسة اسدوا له ان الذهاب لحضور قمة باندونق فيه خطورة،هذا ما جعله يلغيها،واكتفت الحكومة بارسال وزير الخارجية علي كرتي للقمة واخرين . في وقت سابق اعلن المتحدث اسم وزارة الخارجية علي الصادق اعلن ان الرئيس عمر البشير ،سيسافر الي اندونيسيا لحضور قمة عدم الانحياز المقامة في العاصمة جاكارتا ، ولعد الغاءها قال الناطق بأسم وزارة الخارجية علي الصادق لوسائل اعلام ان جميع الدول المفترض عبورها في حال تنفيذ الرحلة ليست لها مشكلة مع السودان ،وان ذات الدول تمنح الطيران الرئاسي اذن عبور سنوي مفتوح . وجاء رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاندونيسي ارماناثا ناصر نافيا ما ادلت به الخارجية حول فشل الزيارة ، قال ان البشير فشل في الحصول علي اذن بالطيران في اجواء دول محددة هو السبب في عدم حضور البشير للقمة ، قال ذلك في مؤتمر صحفي متحدثا عن غياب بعض القادة ، بخلاف ما صرحت به وزارة الخارجية السودانية بسبب انشغال البشير متابعة الوضع بعد الانتخابات ،رأت القيادة انه من الافضل ان يبقي الرئيس في السودان . يري مراقبون ان رئيس حزب المؤتمر الوطني كان يظن ان الانتخابات التي جرت في ابريل الماضي ستكون سفينة انقاذه من الحصار بسبب الجرائم المرتكبة في دارفور ، واخري دائرة في النيل الازرق وجبال النوبة ، مازالت مستمرة ، وانها كانت ستكون فاتحة للعزلة التي يعيشها رأس النظام الذي لم يخاطر بزيارات خارج دول افريقية حليفة واخري في الشرق الاوسط . والتبرير الذي سارعت به الحكومة ان الرئيس مشغول باعباء ما بعد الانتخابات ، الا ن الرد جاء قاسيا من الحكومة الاندونيسية نفسها ان دول عديدة منح الرئيس اذن بعبور ، الانتخابات التي اجريت هي فترة جديدة للبقاء في السلطة ل5 سنوات جديدة ، الا ان العزلة ستدق عنق النظام . بينما وجه المكتب القيادي لحزب مؤتمر البجا رسالة الي الحكومة الاندونيسية في بيان اشار فيه الي الرئيس السوداني عمر البشير صدر بحقه امرا قضائيا دوليا بالقاء القبض عليه في مارس 2009 بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية في اقليم دارفور الغربي ، واضاف بيان مؤتمر البجا ان كثيرا من الدول الديمقراطية امتنعت عن توجيه اي دعوة له لزيارتها ، وحتي دول افريقية منها جنوب افريقيا وملاوي اعتذرت عن حضور البشير لاراضيها . وضعية البشير كهارب اكدت مسؤولة في العدالة الدولية لمنظمة هيومان رايتس ووتش اليس كابلر ان زيارة الرئيس الي جاكارتا صممت لتعزيز (مصداقية الزعيم) لكنها ارتدت عليه ما اضطره الي الغاءها في اخر لحظة ،وقالت اليس في مقال لها ان طائرة البشير فشلت في الحصول علي اذن العبور لبعض الدول في طريقها الي اندونيسيا ، وارتفعت مع خبر الزيارة الاصوات الرافضة لها من البرلمان والمجتمع المدني الاندونيسي،وعززت كل التطورات وضعية البشير كهارب من العدالة الدولية بخيارات سفر محدودة،واوضحت في مقالها البشير يسعي الي اعادة تأهيل صورته بعدة خطوات من بينها الالتحاق بتحالف السعودية في حرب اليمن. الانتخابات ليست مركبة امنة في ذات السياق يقول الكاتب والصحفي احمد عبدالرحمن ويتشي ان السبب الرئيسي لعدم زيارة الرئيس الي اندونيسيا ، انه لم يتم منحه اذن العبور الي دول عديدة ، وهناك ضغوط مورست ضد اندونيسيا لمنع حضور القمة من قبل رؤوساء يرفضون الجلوس مع منتهكي حقوق الانسان ومرتبكي الجرائم ضد الانسان ، اضاف ويتشي هذا هو السبب الحقيقي لغياب البشير عن قمة باندونغ ، واشار بخصوص الانتخابات اوضح ان رأس النظام يعلم جيدا بان الانتخابات ليست المركبة الامنة التي تنجيه من المطاردة والعزلة الدولية ، لكنه اراد شرعنة وجوده لقتل المزيد من الابرياء في المناطق الدائرة فيها النزاعات ، وطبعا بشراء بعض المرتزقة من قيادات الدول الديكتاتورية ، الا ان الرد الحقيقي جاء من اوباسانجو مندوب الاتحاد الافريقي في مراقبة الانتخابات ، قائلا (مافي انتخابات) واكد ان البشير الان يرمي بثقله الان نحو السعودية التي وصفها ويتشي (الكلبة) الحالية للولايات المتحدةالامريكية من اجل التوسط له لفك بعض عزلته ، لكنه فشل تماما . وختم ويتشي الان البشير بين عدة نيران اولا ، ازدادت العزلة ، وثانيا ، ضيقت عليه الدائرة لانه حرق الكروت بعد انفصال الجنوب ، ومقتل العشرات في سبتمبر عام 2013 . دول رافضة لمرور الطائرة الرئاسية البشير الغي الزيارة لرفض بعض الدول مرور الطائرة بمجالها الجوي باعتباره مطلوب للعدالة الدولية ، قال نادر السيمت ان تبرير الحكومة ان الزيارة لم تكن ضمن البرنامج الرئاسي هي حجج معهودة عليهم ، وهذا التبرير وصفه السيمت (استجهال) السودانيين ، واضاف كما هو معروف حصلت تسريبات عبر الميديا عدم رغبة بعض الدول مرور مرور طائرة الرئيس السوداني في اجوائها ، وكذلك موقف دول الترويكا من عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات كان له تأثير في ذلك. جماعات حقوقية طالبت باعتقال عمر البشير في ذات السياق يضيف خالد بوش الناشط في مجال حقوق الانسان ان زيارته الي اندونيسيا كانت ستصبح اول رحلة يقوم بها خارج افريقيا والشرق الاوسط منذ ابع سنوات ، وقال بوش ان تبرير الحكومة لفشل الزيارة لخصت كونه مشغول بي الاوضاع ما بعد الانتخابات ، الا ان الحقيقة تشير الي ان هناك دول رفضت للبشير بالمرور عبر اراضيها للوصول الي العاصمة الاندونيسية جاكارتا ، اضافة لاحتجاج جماعات حقوق الانسان التي طالبت باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بسبب جرائمه في دارفور في حال مرور طائرته عبر اجواءها .