[email protected] 1- الخميس الدامي ؟ في مساء الاربعاء 21 مارس 2018 ، رجع الرئيس البشير ، في معية البطل ، من كيغالي ، مزهوا بانتصاراته ، وتمكنه من المشاركة في القمة الافريقية بدون اوامر قبض وملاحقات وهروب عبر المطارات العسكرية . اما البطل فهو مستشار النظام لشئون كازاخستان ، وباشبوزوق حملة المباخر ، ونديم الرئيس البشير . البطل من عصبة الأتباع الذين يفعلون كل شيء واي شئ من أجل ديمومة الحكم لأسيادهم . تشدق البطل بان الرئيس البشير قبل مشورته في موضوع الطاقة ، وقرر ان يجعل من السودان ( خنزير غينيا ) للتجارب الروسية النووية التشرنوبلية لتوليد الكهرباء بدلاً من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ، وذلك كيتن في امريكا وعشان تاني . همس البطل في آذان الرئيس البشير متمتماً : Memento Homo وترجمتها ... تذكر انك انسان . وهي العبارة التي كان يهمس بها النديم في اذن امبراطور الرومان ليذكره بانه بشر ، وليس الها من آلهة الرومان . كان ذلك في مساء الاربعاء 21 مارس 2018 ، ثم تبدل الحال في يوم الخميس 22 مارس 2018 ، وهبت الرياح الصرصر وانقلب عاليها سافلها ، وهرب البطل الي كازاخستان ، مستعملاً جواز سفره الامريكي . في يوم الخميس 22 مارس 2018 ، اضطربت الارض بالرئيس البشير كما اضطربت بالمتنبي بدرب القلة . هناك استشهد الليل تحت اقدام الرئيس البشير وسالت دماؤه تغطي زرقة الفجر في مشهد آخر لفوضى الكون كما قال الطيب صالح في زمن غابر جميل . في يوم الخميس هذا ، بدأت الهلاويس النهارية والزعازع التي ما لها من اوتاد ، تفتك بالرئيس البشير ، وتجعل العرق يتصبب من جبهته ، رغم برودة مكتبه المكيف مركزياً . ولكن ماذا حدث في يوم الخميس ، يا حبيب ؟ في يوم الخميس 22 مارس 2018 ، اعفى ترامب مستشاره للأمن القومي الجنرال إتش آر ماكماستر ، وعين في مكانه صقر الصقور جون بولتون الثقفي ، ليبدأ عمله في يوم الاثنين 9 ابريل 2018 ، رئيساً لمجلس الامن القومي في البيت الابيض ، ومستشاراً للامن القومي لترامب . في عام 2005 ، عين الرئيس بوش الابن جون بولتون سفيراً وممثله في الاممالمتحدة ومجلس الامن . استمر بولتون في وظيفته الاممية لمدة 17 شهراً ، يشتم هذا من رؤساء الدول ويسب ذاك ، حتى اضطر للتنحي لان مجلس الشيوخ لم يوافق على تعيينه لمواقفه العدوانية الصارخة ضد ايران وكوريا الشمالية وحزب الله وحماس و ( شخص ) الرئيس البشير ونظامه . كان جون بولتون المفبرك نمرة واحد لحدوتة اسلحة الدمار الشامل في العراق . واجمع المراقبون ان الحرب على حزب الله وايران باتت قاب قوسين او ادنى ، وكذلك القبض على الرئيس البشير ؟ جون بولتون هو القائل : "إذا فقد مبنى الأممالمتحدة عشر طوابق من طوابقه الاحدى عشر ، فإن ذلك لن يحدث أي فارق على الإطلاق". بالمقارنة مع جون بولتون ، اصبح الكلب المسعور وزير الدفاع ماتيس يعتبر من الحمائم الوديعة بالرغم من صقوريته . هارد لك الرئيس البشير ومعليش ؟ ولكن ردد البطل عبدالواحد النور 14 الفجر : ان ربك لبالمرصاد . في وظيفته الجديدة كمستشار لترامب للامن القومي ، لا يحتاج بولتون لموافقة مجلس الشيوخ لتثبيته ، وسوف يبدأ عمله في يوم الاثنين 9 ابريل بدون موافقة مجلس الشيوخ . ولكن ما العلاقة بين تعيين جون بولتون وزعازع الرئيس البشير ؟ دعنا نذكرك يا حبيب ، ف آفة حارتنا النسيان ، والذكرى تنفع المؤمنين . 2- خطة بولتون التي لم تتحقق في 2009 ؟ في يوم السبت 9 يونيو 2012 ، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلة حوارا مع السفير الامريكي ريتشارد ويليمسون ، تحدث فيه عن عدة مواضيع ، بما في ذلك محاولاته مع زولنا جون بولتون القبض على الرئيس البشير وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمته في الجرائم التي ارتكبها في دارفور في عامي 2003 و2004 ! لمزيد من التفاصيل ، يمكنك زيارة الرابط أدناه ! http://www.haaretz.com/news/diplomac...amson-1.435284 هل تتذكر السفير ريتشارد ويليمسون ؟ هو المبعوث الخاص للرئيس بوش الإبن للسودان ، في نهايات فترة بوش الابن الثانية ، المنتهية في 21 يناير 2010! كما ذكرنا في مقالة سابقة ، خلال النصف الثاني من عام 2009 ، حاول الثنائي ريتشارد وليمسون وجون بولتون ، اقناع الرئيس بوش الإبن بإتخاذ إجراءات عقابية ضد ( شخص ) الرئيس البشير ونظامه . يمكن تلخيص هذه الإجراءات في الآتي : أولا : تفعيل امر قبض محكمة الجنايات الدولة ضد الرئيس البشير ، ثانياً : + تطبيق حظر جوي فوق دارفور ، ثالثاً : + ضرب سلاح الطيران السوداني على الأرض، رابعا : + تفتيش كل السفن في ميناء بورتسودان ، خامسا : + تعطيل خدمات الهاتف الجوال في ولاية الخرطوم ، سادسا : + نسف بعض كباري ولاية الخرطوم ! ولكن بوصول أوباما الي البيت الأبيض في 21 يناير 2010 ، لم يسعف الزمن جون بولتون وريتشارد وليمسون لاقناع الرئيس بوش الإبن بتفعيل هذه الإجراءات ضد شخص الرئيس البشير ونظامه . كان ذلك في النصف الثاني من عام 2009 ! الآن وبعد 9 سنوات على الحدث توفى السيد ريتشارد وليمسون ، ولكن تم تعيين جون بولتون في يوم الخميس 22 مارس 2018 مستشاراً لترامب للامن القومي . صار جون بولتون الرجل الذي يهمس في اذن ترامب ، مطالباً بالانتقام والعدوان والدمار ، بعكس همسات البطل الخجولة في اذن الرئيس البشير . 3- بولتون وبشير ؟ منذ عام 2009 ، لم يغير جون بولتون افكاره حول شخص الرئيس البشير ونظامه ، بل يرميه في سلة واحدة مع ايران وحزب الله وحماس وكوريا الشمالية ، خصوصاً بعد زيارة الرئيس البشير لبوتين في سوتشي في 23 نوفمبر 2017 ، واستجارته به ضد العدوان الامريكي ، ودعوته بوتين لاقامة قاعدة عسكرية روسية في بورتسودان . لا يتورع جون بولتون في وصف الرئيس البشير قائلاً : Bashir is a son of a bitch. John Sullivan is justified in shunning him. في عددها يوم الجمعة 23 مارس 2018 ، تقول مجلة نيوزويك الامريكية ان ترامب قد كون مجلس حرب بتعيينه جون بولتون مستشاراً له للامن الوطني ... حرب ضد ايران وحزب الله وحماس وكوريا الشمالية وشخص الرئيس البشير ونظامه ؟ ولكن يقول لك البطل من كازخستان ان الساحر قوش سوف ينجح ، بمساعدة صديقته جينا ( لولو بريجيدا ) هاسبل مديرة وكالة الاستخبارات الامريكية ، وصديقه مايك بومبيو وزير خارجية ترامب ، في قلب الترابيز في وجه جون بولتون ، رغم ان مايك بومبيو يشاطر جون بولتون افكاره العدوانية ، وحتمية استعمال العنف ضد الانظمة المارقة ؟ انتظروا ... إنا معكم منتظرون ؟ 4- ثلاثة مستشارين في اقل من 14 شهراً ؟ بعد تنصيبه رئيساً في يناير 2018 ، عين ترامب السيد مايكل فلين كمستشاره للامن القومي . كان مايكل فلين يدعي ان الارهابيين الاسلامويين ينفذون تعاليم الاسلام والقران الذي يحض على الارهاب ، ويؤكد ان الاسلام ليس بدين سماوي كاليهودية والمسيحية ، وانما هو دين اخترعه محمد ، او كما كان يأفك مايكل فلين ويدلس . كان مايكل فلين يطالب بالقبض على الرئيس البشير ومحاكمته امام قضاة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي . بقي مايكل فلين في منصبه لاقل من شهر ، وتمت تنحيته في فبراير 2018 ، ( لكذبة ) تقيأها امام المحققين في مكتب التحقيقات الفدرالية ، الاف بي آي . عين ترامب في مكان مايكل فلين الجنرال ماكماستر ، الذي تمت تنحيته هو الآخر في يوم الخميس 22 مارس 2018 ، في لعبة كراسي البيت الابيض الترامبي . هنالك عدة اسباب وراء عزل ترامب للجنرال ماكماستر ، ولكن يجمع المراقبون ان من بين الاسباب الرئيسية عدم دعم الجنرال ماكماستر لاسرائيل عمياناً ، وظالمة او مظلومة . 5- مبدأ ماكماستر ومبدأ بولتون ؟ دعا الجنرال ماكماساتر لعدم العدوان على ايران ومنع اسرائيل من العدوان عليها ؛ لمصلحة اسرائيل اولا . يمكن نفخ الخطر الايراني وتعظيمه على الدول الخليجية ، وبالأخص على السعودية ، فتطبع هذه الدول المرعوبة من ايران مع اسرائيل لمواجهة أو موازنة او تصفير الخطر الإيرانى المزعوم . وثانياً ، لان خيال مآتة الايراني سوف يسهل على ادارة ترامب حلب الابقار الخليجية حتى استنزافها ، كما يحدث حالياً . تدمير اسرائيل او ادارة ترامب لايران سوف يصفر الخطر الايراني ، فتخسر اسرائيل وادارة ترامب ، خيال مآتة الايراني ، ومعه التطبيع الاسرائيلي والاستحلاب الامريكي ، كما يقول مبدأ الجنرال ماكماستر . على النقيض ، يدعو بولتون لتدمير ايران ومعها حزب الله وحماس وبشير ليصفو الجو لاسرائيل لبقية القرن وما بعده . يقول بولتون او ملك الصقور كما يلقبونه : To Stop Iran's Bomb, Bomb Iran To Stop Bashir 's Genocide , Arrest Bashir. كانت سياسة الجنرال ماكماستر الاساسية عدم التدخل في شئون الدول والأنظمة الاستبدادية ، كنظام البشير مثلاً ، مادامت هذه الانظمة القمعية تعمل على مكافحة الارهاب الاسلاموي ، وتمنع تدفق الهجرة غير القانونية الى دول الغرب . لا يهتم الجنرال ماكماستر شيئاً بتمكين الديمقراطية في دول العالم الثالث ، ومنها السودان ، ولا بنشر الحرية ، ولا بضمان حقوق الانسان . بل يفضل الجنرال ماكماستر الطاغية القوي الذي يحفظ الامن والاستقرار داخل بلده على حساب الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان . يدعم الجنرال ماكماستر النظم الدكتاتورية ، كنظام البشير مثلاً ، لسهولة وقوعها فى أفخاخ المؤامرات الخارجية الوهمية ضدها ، وبالتالي اعتمادها على امريكا لدعمها وتثبيت سلطتها القمعية . ولكن الامر مختلف جداً بالنسبة لجون بولتون ، الذي نبح طيلة النصف الثاني من عام 2009 ، عند غروب الولاية الثانية للرئيس بوش الابن ، مطالباً ادارة بوش الابن بالمساعدة في إنفاذ امر القبض الصادر في مارس 2009 من محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس البشير ، بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ، ارتكبها الرئيس البشير في دارفور ، في عامي 2003 و2004 . كان جون بولتون ينبح صباح مساء مع زميله المرحوم ريتشارد وليمسون مطالبين بالقبض على الرئيس البشير ، ومحاكمته امام قضاة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي . هل يبدأ جون بولتون في النباح امام باب الرئيس البشير ابتداءً من يوم الاثنين 9 ابريل 2018 ؟ انتظروا مرة ثانية ... إنا معكم منتظرون .