ثروت قاسم مقدمة : استعرضنا في الحلقة الاولي خمسة اعتبارات لتوكيد أهمية ولاية جنوب كردفان الاستراتيجية ! منها كونها تضم منطقتي ابيي والنوبة المشتعلتين حاليأ ، وكونها المستودع الحصري لبترول ما تبقي من السودان ، ومحاداتها لاربعة ولايات جنوبية ، أضافة الي ولاية جنوب دارفور الملتهبة ! كما أمسكنا في الحلقة الاولي بخيط محنة جنوب كردفان من اوله ، وبدأنا نجبد فيه جبدة جبدة ! ونواصل في هذه الحلفة الثانية تجبيدنا لخيط محنة جنوب كردفان ، حتي نصل الي أخره ، بعد خمسة جبدات أضافية ، كما يلي : أولا : اولاد النوبة وابناء الزرقة المجندين في جيش الحركة الشعبية ( الام ) ، من أبناء ولاية جنوب كردفان ، مع قبائل الانقسنا الزرقة في ولاية النيل الازرق ، كانوا يمثلون 65% من العناصر المقاتلة في جيش الحركة الشعبية ( الام ) ! هؤلاء واؤلئك من الشماليين ، ( غالبيتهم كانوا من الزرقة ، ومعظمهم غير مسلمين ) ، قاتلوا لاكثر من عقدين من الزمان ، في صفوف جيش الحركة الشعبية ( الام ) ، وضد اخوانهم الشماليين في جيش الانقاذ ؟ لا نلقي الكلام علي عواهنه ، ولا نتكلم من فراغ ، حين ندعي بأن الحركة الشعبية ( الام ) قد عاملت الشماليين من جبال النوبة والانقسنا المنضويين في لواء جيش الحركة الشعبية ( الام ) معاملة الكلاب الجرباء ، وقلبت لهم ظهر المجن ، خصوصأ بعد التوقيع علي أتفاقية السلام الشامل في يوم الاحد 9 يناير 2005 ! هاك ، ياهذا ، خمسة أمثلة لتوكيد هذ الادعاء : + في عام 1994 قسم نظام الانقاذ مديرية كردفان الي ثلاث ولايات : - جنوب كردفان ، معظمها نوبة وزرقة ! - غرب كردفان ، معظمها عرب ! - وشمال كردفان ، معظمها عرب ! أثناء مفاوضات نيفاشا ( وبالاخص المفاوضات بخصوص بروتوكول المشورة الشعبية ) ، لأعداد أتفاقية السلام الشامل ، أصر الابالسة علي ألغاء ولاية غرب كردفان ، وضم معظمها لولاية جنوب كردفان ، والباقي لولاية شمال كردفان ! كان غرض الابالسة الواضح وفاضح هو تغيير البنية الديموغرافية لولاية جنوب كردفان لصالح العرب ( أو بالأحرى الشمال ) ، لضمان نتيجة المشورة الشعبية مسبقأ ! ترجمة ذلك بعربي كادقلي هو الضمان الاستباقي لتصويت غالبية الممثلين البرلمانيين ، أو مواطنين ولاية جنوب كردفان الموسعة ( بأغلبيتها العربية الجديدة ) ، في المشورة الشعبية ، لصالح أستمرار ولاية جنوب كردفان ضمن دولة بلاد السودان ، ونبذ انفصال الولاية عن بلاد السودان ! و بالطبع عندما ينقضي أمر المشورة الشعبية ، ستعود ولاية غرب كردفان إلى سيرتها الأولى ؟ تماما كما وعد الرئيس البشير بذلك ، في أكثر من مناسبة ! كان قوش مهندس وعراب نظرية حل ولاية غرب كردفان ؟ لتحييد بل قتل المشورة الشعبية قبليأ واستباقيأ ! أذ لو استمرت ولاية جنوب كردفان علي سيرتها الاولي ، والنوبة والزرقة يشكلون معظم سكانها ، لكانت نتيجة المشورة الشعبية ، لاحقأ ، أعتماد تقرير المصير وانضمام ولاية جنوب كردفان لدولة جنوب السودان ، فيما بعد ! كان مفاوضو الحركة الشعبية يعرفون ، وحق المعرفة ، هذا المخطط الانقاذي ، والذي يفضح مهزلة المشورة الشعبية ، ويفرغها من محتواها ! ولكنهم عملوا أضان الحامل طرشة ! وسدوا دي بطينة ودي بعجينة ! مقابل موافقة الابالسة علي حق تقرير المصير للجنوب ! وبلع القائد ود الناس عبد العزيز الحلو وشعب النوبة المسكين ، طعم الثعلب قوش ، وسفهاء الحركة الشعبية ! + قضية جنوب كردفان من القضايا التي اتفق عليها ، في اتفاقية السلام الشامل ، بصورة مبهمة للغاية ، وحمالة اوجه ، لعدم اهتمام المفاوض الجنوبي بها ! وكان من المتوقع اثناء الست سنوات الماضية ، وهي سنوات الفترة الانتقالية ، ان تصر وتضغط الحركة الشعبية علي معالجة هذه القضية مع المؤتمر الوطني ، علاجأ جذريأ ! ولكن للاسف لم تصر ولم تضغط الحركة الشعبية علي المؤتمر الوطني لحل هذه القضية ! بل تجاهلتها تمامأ ! لذلك يمكن اعتبار ما يحدث الان من مواجهات واضطرابات وحرب دامية في جنوب كردفان ، نتيجة مباشرة لاهمال الحركة الشعبية الجنائي والقاتل لقضية جنوب كردفان ، وعدم الاصرار علي حسمها اثناء سنوات الفترة الانتقالية الست الماضية ! + بعد التوقيع علي اتفاقية السلام الشامل في عام 2005 ، تنكرت الحركة الشعبية ( الام ) لاولاد النوبة وابناء ولاية جنوب كردفان ، وأبناء ولاية النيل الازرق الاخرين المجندين في جيش الحركة الشعبية ( الام ) ، فاهملتهم ، ولم توفق اوضاعهم ، وتسوي حقوقهم المشروعة ، بل فكتهم عكس الهواء ، رهينة في ايادي الابالسة ! + بالغت الحركة الشعبية ( الام ) في تجاهلها التام لقطاع الشمال في الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان ، وفي ولاية جنوب النيل الازرق ، كونها لم تدرج محنة جنوب كردفان في المفاوضات التي عقدها الرئيس سلفاكير مع الرئيس البشير ( أديس ابابا – الاحد والاثنين 12 و13 يونيو 2011 ) ! وتعللت بأن الامر للقائد عبدالعزيز الحلو ، الغائب عن المفاوضات ! رغم ان الحق بين ، والباطل بين في مسالة جنوب كردفان ، وليست بينهما أمور متشابهات ! + يكرر المتحدث الرسمي لجيش الحركة الشعبية ( الام ) ، صباح مساء ، بأن مشكلة جنوب كردفان لا تعني الحركة الشعبية ( الام ) ، في قليل أو أقل ! وأنما ، تعني ، وحصريا ، قطاع الشمال في ولاية جنوب كردفان ؟ ثم يواصل في النباح عن ابيي ، وتوغل جيش الشمال جنوب بحر العرب ! أما جنوب كردفان ... فهذا أمر لا يعنيه ؟ قلبت الحركة الشعبية ( الام ) ظهر المجن لقطاع الشمال في الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان ، وفي ولاية جنوب النيل الازرق ! القائد عبدالعزيز الحلو ؟ أطرشني ! اولاد النوبة من ولاية جنوب كردفان في جيش قطاع الشمال في الحركة الشعبية المحاصرون في ولاية جنوب كردفان بواسطة مليشيات وقوات الانقاذ ؟ دي بطينة ودي بعجينة ! جزاء سنمار ؟ وعشان تاني , يا أولاد النوبة والزرقة ؟ تاني تمشوا مع قادة الحركة الشعبية ( الام ) الغدارين ، عديمي الوفاء ؟ أسألوا الدكتور منصور خالد ، فعنده الخبر اليقين ؟ أسالوا الواثق كمير التائه في صحراء العتمور ؟ اسالوا العنبة الرامية جنب بيتنا ؟ ثانيأ : أما اوباما ( المجتمع الدولي ؟ ) فقد حث حكومة السودان يوم الاربعاء 15 يونيو 2011 ، على وقف عملياتها العسكرية في ولاية جنوب كردفان ، ودعا لوقف اطلاق النار ! وبس ؟ كما ناقش أوباما ( واشنطون - الجمعة 17 يونيو 2011) مع مبعوثه إلى السودان برنستون ليمان ، الأوضاع في السودان ودعا إلي وقف العنف في ولاية جنوب كردفان ! وفي هذا السياق ، دعا روجر ونتر ، مستشار الرئيس سلفاكير ، إلى اتخاذ عمل عسكري أمريكي ضد نظام الانقاذ من أجل منع مزيد من تصاعد العنف في أبيي وجنوب كردفان ! كلمات ... كلمات ... كلمات ؟ وأخرجت الانقاذ لسانها لاوباما ؟ طظ في اوباما ؟ واما الاعلام العربي ، والعالمي فكان مشغول بخبر تكوين الحكومة اللبنانية ، ولم يلق بالا للقتال الدائر في ولاية جنوب كردفان ؟ ثالثأ : أسر قوش لبعض خاصته بان القائد عبد العزيز الحلو قد وقع في الشرك ، الذي نصبه له أبالسة الأنقاذ ! ماهو هذا الشرك ؟ في يوم الاثنين 23 مايو 2011 ( بعد 8 أيام من اعلان نتائج الانتخابات التكميلية ، وعدم قبول قطاع الشمال لها ) ، أرسل الرئيس البشير ، في هذا الوضع المحتقن ، من خلال رئيس الأركان المشتركة ورئيس مجلس الدفاع المشترك التابع للمؤتمر الوطني ، خطابأ ( الصاعق المباشر لتفجير محنة جنوب كردفان ؟ ) لرئيس أركان الجيش الشعبي ( قطاع الشمال ) في ولاية جنوب كردفان ، يخيره فيه بأن يختار بين خيارين ، لا ثالث لهما : + الخيار الاول ان يتم نزع سلاح وتسريح قوات الجيش الشعبي ( قطاع الشمال ) المعسكرة في ولاية جنوب كردفان ! + الخيار الثاني كان ترحيل قوات الجيش الشعبي ( قطاع الشمال ) المعسكرة في ولاية جنوب كردفان ، الي خارج حدود الولاية ، والي جنوب السودان ! تنتهي المهلة لتنفيذ الامر في الخيارين اعلاه في ظرف اسبوع ... يوم الاربعاء الموافق أول يونيو 2011 ؟ مهلة تعجيزية ... حكاية الكديس والفار ! بلع القائد عبدالعزيز الحلو الطعم ! كان الغرض من هذا الخطاب استفزاز القائد عبدالعزيز الحلو ، للقيام بتمرد عسكري ! ثم يقوم الرئيس البشير بتصوير هكذا تمرد بأنه خطر يهدد الوطن السوداني ! وبالتالي يعطي هذا التمرد مسوغأ للرئيس البشير لكي يشغل الجيش السوداني بقمع التمرد النوباوي ضد الوطن السوداني ، ولا تفكر عناصر الجيش السوداني في التمرد ضد الرئيس البشير ونظامه المتهالك ! كما سوف يخرس هذا التمرد ألاصوات العالية للمتمردين داخل نظام الانقاذ ، خصوصأ من الشباب ، والذين يدعون الي تغييرات جذرية في سياسات نظام الانقاذ واستراتيجياته ! تمرد القائد عبدالعزيز الحلو سوف يعطي أبالسة الانقاذ فرصة ذهبية للقدلة والتبختر وهز العكاز ، لتوكيد مشروعية ومنعة واستمرارية النظام ، بعد ان يقضي علي التمرد ، قضأءا مبرمأ ! ولسان حال الابالسة يقول : انا ها هنا قاعدون ! تمرد القائد عبدالعزيز الحلو سوف يعطي ابالسة الانقاذ فرصة للقضاء علي ، او علي الاقل ، تحجيم قطاع الشمال في الحركة الشعبية ، أقوي حزب ( بعد المؤتمر الوطني ) في شمال السودان ، بمليشياته الحاملة للسلاح ( أكثر من 65 الف عنصر حامل للسلاح ! ) ! يخطط ابالسة الانقاذ لان يصير قطاع الشمال في الحركة الشعبية ، بعد سحق تمرد القائد عبدالعزيز الحلو ، في قوة حزب حق ، لا اكثر ، وربما أقل ؟ يسعي أبالسة الانقاذ الي ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ! بعد سحق الانقاذ لتمرد القائد عبدالعزيز الحلو ، يراهن الابالسة علي ان القائد مالك عقار سوف يلبد وينزوي ويصمت صمت القبور ! وتصل الاشارة الي حركات دارفور والشرق الحاملة للسلاح ! ولن يجرؤ احد ، حتي حلوم ، أن يقول : بغم ؟ وأهم من كل ذلك ، يراهن ابالسة الانقاذ علي ان يوحد تمرد القائد عبدالعزيز الحلو الشعب السوداني خلف الرئيس البشير ، وضد العدو المشترك ... قطاع الشمال في الحركة الشعبية ! ويتحمل الشعب السوداني الضائقة الاقتصادية الطاحنة ، ويتحمل الشباب نيران البطالة ، ولن يشكي أي كان من انقطاع المياه ، أو الفقر الطاحن ! وينسي الشعب السوداني ان بلاده كانت الاولي ، عربيأ ، من حيث عدد المصابين بالايدز ، والثانية من حيث عدد المصابين بالسل ، والثالثة من حيث أستخدام المخدرات ! والاهم ... ينسي الشعب السوداني الانتفاضة الشعبية ضد أبالسة الانقاذ ! ويمر الربيع العربي من فوق بلاد السودان ، ولا يجد له موطأ قدم ليرك علي أرضه ؟ ويموص السيد الامام الاجندة الوطنية ويشرب مويتها ، والا أتهمه الشعب السوداني بالعزف علي الربابة ، وروما تحترق ! ويشرب شباب جيل الانترنيت وشباب قرفنا وشرارة وشباب الجبهة الوطنية العريضة من موية سبيل قبة الشيخ حمدالنيل ! ويحتفل الشعب السوداني في يوم الخميس 30 يونيو 2011 ، بالعيد ال22 لثورة الانقاذ المباركة ، ويهتف الشعب السوداني خلف الرئيس البشير ، بعد أنتصاره الداوي علي المتمرد عبدالعزيز الحلو : حررت الناس ... يالبشير ! الكانوا عبيد عبدالعزيز الحلو والنوبة ... يالبشير ! ويستعد الرئيس البشير للاحتفال بالعيد ال 23 لثورة الانقاذ المباركة ، التي انقذت الشعب السوداني من أستبداد ووقاحة القائد عبدالعزيز الحلو المسلاتي ، والشعب النوباوي المضلل ! ويختم قوش حديثه الحزين عن عواقة القائد المسلاتي عبد العزيز الحلو بترديد الاية 179 من سورة الاعراف : ( ... لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا ! وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا ! وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ ! أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ ! بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ ! أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ! ) ! ﴿179 – الاعراف ﴾ نواصل الحكي في الحلقة الثالثة ! ثروت قاسم [email protected]