جوبا (رويترز) - قال جنوب السودان يوم الاثنين ان الشمال يطلب 22.8 دولار رسم نقل لبرميل النفط عبر خط الانابيب اي حوالي 20 في المئة من قيمة صادراته النفطية. وحصل الجنوب على 75 في المئة من انتاج النفط في البلاد البالغ 500 الف برميل يوميا حين اصبح مستقلا يوم التاسع من يوليو تموز لكنه يحتاج الشمال لاستخدام خط انابيبه ومرفأه ومصافيه لبيع النفط. وعجز الشمال والجنوب عن الاتفاق على كيفية اقتسام عائدات النفط التي تمثل شريان الحياة لكلا الاقتصادين. ويتوقع المحللون ان يدفع الجنوب بصورة تدريجية ما يقل عن رسوم النقل في اقتسام الايرادات بالتساوي الذي تم الاتفاق عليه في اتفاق سلام عام 2005 . وقال باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الحاكم في الجنوب "كتبت الخرطوم فجأة الى شركات النفط وجمهورية جنوب السودان بأنهم سيفرضون 22.8 دولار على كل برميل نصدره." وفي يونيو حزيران باعت شركة سودابت الحكومية مزيج النيل السوداني الى اركاديا مقابل حوالي 114.50 دولار للبرميل. ولم يصدر رد فعل فوري من الخرطوم. جوبا: حض جنوب السودان، اليوم الاثنين، الحكومة في الخرطوم التي استقل عنها منذ التاسع من يوليو/تموز، على عدم الدخول في "حرب اقتصادية" بشان العملة وفرض «رسوم» على عبور النفط. وأعلن المفاوض الجنوبي باغام اموم للصحفيين في جوبا ان المفاوضات بين شمال وجنوب السودان حول مسائل ترتبط بالانفصال والتي تم تعليقها قبيل إعلان استقلال الجنوب، ينبغي أن تستأنف قريبا. لكن ذلك سيحصل في مناخ من التوتر المتنامي حيث اتخذت كلا من جوباوالخرطوم إجراءات أحادية حول النفط والعملة، وهما موضوعان حساسان جدا في هاتين الدولتين الفقيرتين. وبشان النفط، تبنى السودان الذي يملك أنابيب لتصدير النفط الخام عبر بور سودان، الأسبوع الماضي قانونا يفرض رسوم ترانزيت على النفط الخام من جنوب السودان الذي يملك القسم الأكبر من الاحتياطات النفطية. وبحسب اموم، سيتعين على جنوب السودان من الآن فصاعدا دفع 22,8 دولارا عن كل برميل نفط خام لتصدير إنتاجه عبر أنبوب نفط الشمال الذي يمثل الطريق الوحيد للتصدير. وقال: "أنها بكل بساطة سرقة في وضح النهار، أود أن اغتنم هذه الفرصة لدعوة الخرطوم إلى عدم الدخول في حرب اقتصادية مع جنوب السودان". وتخشى جوبا أن ترفض السلطات السودانية في الشمال شراء نحو ملياري جنيه سوداني قديم لا تزال قيد التداول في الجنوب، حتى لا تغرق الجنوب بهذه العملة قبل سحبها. إلا أن حاكم البنك المركزي السوداني سعى مع ذلك الى تبديد هذه المخاوف عبر تأكيده أن البنك على استعداد للتفاوض مع جوبا لشراء عملته القديمة. وتراجع سعر صرف الجنيه السوداني القديم هذه السنة بشكل كبير على خلفية ازمة مالية عامة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.