حض جنوب السودان الاثنين الحكومة في الخرطوم التي استقل عنها منذ التاسع من تموز/يوليو، على عدم الدخول في "حرب اقتصادية" بشان العملة وفرض تعرفات على عبور النفط، واصفا قيمتها بانها "سرقة في وضح النهار". واعلن المفاوض الجنوبي باغام اموم للصحافيين في جوبا ان المفاوضات بين شمال وجنوب السودان حول مسائل ترتبط بالانفصال والتي تم تعليقها قبيل اعلان استقلال الجنوب، ينبغي ان تستانف قريبا. لكن ذلك سيحصل في مناخ من التوتر المتنامي ذلك ان كلا من جوباوالخرطوم اتخذت اجراءات احادية حول النفط والعملة، وهما موضوعان حساسان جدا في هاتين الدولتين الفقيرتين. وبشان النفط، تبنى السودان الذي يملك انابيب نفط لتصدير النفط الخام عبر بور سودان، الاسبوع الماضي قانونا يفرض رسوم ترانزيت على النفط الخام من جنوب السودان الذي يملك القسم الاكبر من الاحتياطات النفطية. وبحسب اموم، سيتعين على جنوب السودان من الان فصاعدا دفع 22,8 دولارا عن كل برميل نفط خام لتصدير انتاجه عبر انبوب نفط الشمال الذي يمثل الطريق الوحيد للتصدير. وقال "انها بكل بساطة سرقة في وضح النهار. اود ان اغتنم هذه الفرصة لدعوة الخرطوم الى عدم الدخول في حرب اقتصادية مع جنوب السودان"، واصفا ايضا قرار الخرطوم باطلاق عملتها اعتبارا من الان بانه "عمل عدائي". وتخشى جوبا ان ترفض السلطات السودانية في الشمال شراء حوالى ملياري جنيه سوداني قديم لا تزال قيد التداول في الجنوب، وحتى ان تغرق الجنوب بهذه العملة قبل سحبها. الا ان حاكم البنك المركزي السوداني سعى مع ذلك الى تبديد هذه المخاوف عبر تاكيده ان البنك على استعداد للتفاوض مع جوبا لشراء كمية عملته القديمة. وتراجع سعر صرف الجنيه السوداني القديم هذه السنة بشكل كبير على خلفية مالية عامة مفلسة وارتفاع اسعار المواد الغذائية.