نشرت صحيفة (الراكوبة) الالكترونية صور مزرعة نافع علي نافع بشرق النيل جوار سوبا شرق . وبحسب المعلومات التي نشرتها معززة بالصور فان المزرعة واسعة تشبه مزارع اللوردات الانجليز وتمتد على طول (4) كيلومترات طولاً و(4) كيلومترات عرضاً ، وبداخلها عدد من الفلل ، ويحوطها سور عالي من الأسمنت المسلح . ويملك نافع عدداً كبيراً من قطع الأراضي والعقارات ، منها عمارتين بجوار فندق القرين فيلدج ، وعمارة يسكن بها في المنشية ، وقصر أهداه لابنته المتزوجة من ابن الراحل الزبير محمد صالح بحي الرياض مربع (6) . ولفتت (الراكوبة) الى حقيقة ان نافع وحتى لحظة انقلاب الانقاذ كان يعمل استاذاً بجامعة الخرطوم – كلية الزراعة – ولا يملك سوى راتبه الشهري ويسكن في منزل بالايجار بالحلفايا . وتشير (حريات) الى نافع كثيراً ما يتحدث عن (الثوابت) ، وهو يعني ركائز نظامهم القائم على الشمولية والآحادية والنهب الطفيلي ، وهي الثوابت الفكرية والسياسية والاجتماعية التي أدت الى تفشي الفساد ، والى ظهور (ثوابت) قيادات الانقاذ المادية ، أي نهب موارد البلاد وتحويلها الى ( ضيعات) شخصية في السودان وجزيرة النخيل بدبي وفي ماليزيا وتركيا ! وغني عن القول أن (ثوابت) نافع من العقارات والأراضي لا يستطيع شراءها بصورة نزيهة حتى لو أدخر كل دخله الشرعي مائة عام ! وهكذا يتأكد بان الفساد في الانقاذ فساد شامل ، يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة ، وترى في نفسها بدء جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . ويرتبط كذلك بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . وحين تنعدم الديمقراطية ، ولفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يتحول الفساد الى منظومة شاملة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما هو أسوأ من الشياطين !