بسم الله الرحمن الرحيم العنصرية الإنقاذية.. والي سنار نموذج بقلم/ أحمد عيسى محمود [email protected] ولقد خبرت بني الزمان فلم أجد *** فيهم جميع من أود وأصطفي فعلمت أن المستحيل ثلاثة *** الغول والعنقاء والخل الوفي قديماً قال الشاعر: فمسكين شاعرنا الذي حصر المستحيل في ثلاثة فقط، فقد فات عليه أن هناك أُس المستحيلات وأم المصائب في هذا الزمان الأغبر.. تلك هي إنقاذ البشير ذلكم البعبع الذي جثم على صدر السودان لأكثر من عقدين من الزمان.. فقد أتت على الأخضر واليابس من حطام الدنيا السودانية.. فهي ((لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ)).. فقد بحَّ صوتنا بالسؤال لها((هَلِ امْتَلأْتِ)) فما كان جوابها ((هَلْ مِنْ مَزِيدٍ)) من حليب الأطفال الرضع والأرامل في أصقاع البلد والمساكين والفقراء الذين يلتحفون سماء الرحمن ويفترشون أرض الله اليباب جراء همجية الإنقاذ الرعناء.. فقد قهرتنا طيلة تلك الفترة حتى كلّ متننا عن تحمل تلك التبعات التي تطل برأسها كل يوم ببدعة جديدة فما أن تضع الحرب أوزارها في منطقة ما في بلادنا المسكينة حتى يخرج لنا غول الإنقاذ بشهاب من نار في منطقة أخرى. فطيلة العقدين الماضيين فنحن لم نضع عصى الترحال بحثاً عن مخرج من أزمات الإنقاذ. فما من عاصمة إلا ولنا فيه وفد.. فقد كثرة الوفود ولكن لا حياة لمن تنادي.. وقد تناسينا قول الشاعر: لكل داء دواء يستطب به *** إلا الحماقة أعيت من يداويها فحماقة الإنقاذ كل يوم في زيادة وقد تعامت بفعل سكرة السلطة عن رياح الربيع العربي هذه الأيام.. فالجمهورية الإنقاذية الثانية ليس إلا نسخة ثانية للأولى فالعنصرية مازالت تطل برأسها من جديد.. فقد جاء في صحيفة الانتباهة لسان حال العنصريين في السودان عدد يوم الجمعة 29/12/1432ه الموافق 25/11/2011م مناشدة من سكان قرية النورانية وهي إحدى قرى ولاية سنار.. فقد ناشد شباب القرية رئيس الجمهورية ونائبه علي عثمان جراء تصريح لوالي الولاية أحمد عباس الذي قال بالحرف الواحد: ((أن النورانية قرية حديثة وسكانها قادمون من غرب السودان في الثمانينات وسودانيتهم فيها كلام)) في الوقت الذي ذكر فيه شباب القرية أن هذه القرية قد أسسها الشيخ محمد عبد الله عبد القادر محمد وهو أكبر أشقاء الإمام المهدي. فالذي لا جدال فيه أن مناشدة أهل القرية لا تجد أذن عند أهل الإنقاذ.. والذي لا مراء فيه أننا قد خبرنا الإنقاذ منذ نعومة أظافرها ومهما تدثرت بلباس القومية فهي غارقة في العنصرية. وصدق الشاعر: ومهما تَكن عِندَ امرئِ مِن خليقةٍ *** وإن خَالها تَخفَى على الناسِ تُعلَمِ فالنسخة الثانية الإنقاذية كما يبدو لنا أنها كالحة الوجه قاتمة المنظر عنصرية حتى النخاع فهي آتية على ما تبقى من أجزاء السودان محققة دولة عبد الرحيم حمدي ((مثلث برمودا الإنقاذي)) التي أفصح عنها عندما كانت الإنقاذ فتية.. ففي النسخة الأولى ودعنا الجنوب الحبيب، وفي النسخة الثانية سوف تودعنا دارفور.. فهذا التصريح لوالي سنار ما هو إلا بالونة اختبار حتى يصير الأمر واقعاً وحينها يكون الأمر عادي ومقبول وتنفصل دارفور وتليها كردفان والشرق انفصاله هين. والإنقاذ في سبيل التشبث بالسلطة سوف تظل تتعامى عن الواقع المرير المحيط بالسودان حتى لو تقّزم الوطن وأصبح بدلاً من جمهورية السودان جمهورية المدن الثلاثة (الخرطوم وبحري وأمدرمان)). فنقول لأهل الإنقاذ ((أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ)) نخاطبه بالصوت العقلاني فيقرأ الواقع من حوله، فلا تغتروا بالجماهير التي تخرج دائماً لاستقبال وفودكم فعند ساعة النصر واكتمال هلال الشارع الثائر ((فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا))، فقراءة الواقع تكفيكم حفر الرؤوساء ((صدام والقذافي)).. أما السباحة عكس تيار الواقع الحالي معناه الدخول في قوله تعالى: ((وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ)) ثم تأتي الفضائيات بالخبر العاجل بأنكم ((وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ)) تاركين من خلفكم الذرية فسوف يتخطفها الثوار.. فكم من أسرة حاكمة بالقبضة الحديدة تاهت في ضلالات الخيال المريض؟؟؟.