غداة اقتحام مقر المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي، مهد الثورة الليبية، من قبل متظاهرين غاضبين، عاد الانفلات الأمني بقوة إلى واجهة الأحداث أمس، إذ أعلن المسؤول المحلي مبارك الفتماني أن مناصري العقيد الليبي الراحل معمر القذافي المجهزين بأسلحة ثقيلة سيطروا على «كل مدينة» بني وليد جنوب غربي طرابلس التي كانت أحد آخر معاقل النظام السابق قبل السقوط. وتابع الفتماني الذي كان موجوداً في قاعدة للثوار طوقها الموالون للقذافي أمس، أن «مناصري القذافي يسيطرون على كل مدينة بني وليد». وكان أربعة من الثوار قُتلوا وأُصيب 20 آخرون في هجوم شنه مناصرون لنظام القذافي في بني وليد، بحسب ما أعلن المتحدث باسم المجلس المحلي في المدينة محمود الورفلي. وقال الورفلي: «سقط أربعة شهداء في صفوف الثوار، وأصيب 20»، مضيفاً أنه يخشى وقوع «مذبحة». وفي سياق آخر، أعلن مسؤول في المستشفى المركزي في العاصمة طرابلس أمس مقتل شخص وجرح خمسة ليل أمس الأول، في مواجهات بين سجين سابق وثوار سابقين. وأفاد شهود بأن ثواراً سابقين نفد صبرهم من تصرفات سجين سابق أدين بارتكاب جريمة قتل، وأفرج عنه نظام القذافي مع بداية الثورة الليبية، فحاولوا اعتقاله في حي الفشلوم، لكنهم قوبلوا بمقاومة شرسة. وقال بعض سكان الحي إن السجين السابق وشقيقه لجآ إلى منزلهما، وأطلقا النار من مختلف الأسلحة بما فيها آر بي جي وأسلحة رشاشة وقنابل يدوية. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبدالجليل حذر من حرب أهلية في ليبيا، في حال استقالة المجلس الذي يواجه أخطر أزمة منذ سقوط نظام معمر القذافي، أرغمت نائب الرئيس عبدالحفيظ غوقة على الاستقالة. وقال عبدالجليل، في مقابلة مع تلفزيون «ليبيا الحرة»: «لن نستقيل، لأن الاستقالة قد تؤدي إلى حرب أهلية». من جهة أخرى، نفت المحكمة الجنائية الدولية أمس اتخاذ قرار بشأن محاكمة سيف الإسلام القذافي في ليبيا أمام القضاء الليبي. وأفاد المتحدث باسم المحكمة فادي العبدالله بأن «المحكمة الجنائية الدولية لم تصدر قراراً بخصوص هذا الموضوع»، بعد إعلان وزير العدل الليبي علي حميدة عاشور أن المحكمة وافقت على أن تجري المحاكمة في ليبيا، و»أن يحاكم القضاء الليبي سيف الإسلام». (طرابلس – أ ف ب،