(حريات) أبلغ مصدر مطلع وموثوق (حريات) عن تصاعد الأزمة داخل القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية على خلفية تشتيت لواءين للقوات المسلحة في هجليج 10 ابريل . وقال المصدر ان غالبية ضباط القيادة العامة يطالبون بمحاسبة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين على سوء إدارته الذي أدى إلى الهزيمة المذلة للقوات المسلحة وسيطرة جيش الجنوب على هجليج . وأضاف ان القيادات العسكرية ترى بان عبد الرحيم ، ولدواعي شخصية لا علاقة لها بمصالح القوات المسلحة ، أحال إلى التقاعد عدداً من القيادات ذات الخبرة العسكرية في القتال مع الجيش الشعبي ، وكرس الموارد الهائلة المخصصة للقوات المسلحة في المباني والانشاءات ، لأجل السمسرة والعمولات ، كما بددها في الفساد ، مشيرين في ذلك إلى صفقة فساد المائتي دبابة . وفي صلة مع تصاعد الأزمة في القيادة العامة ، رفضت قيادة الهجانة بالأبيض ، أوامر عبد الرحيم بالتحرك في إتجاه هجليج ، وذكرت ان الامكانات والاستعدادات العسكرية غير كافية لتنفيذ الأوامر ، وانه لا يمكن دفع ضباط وجنود القوات المسلحة للإنتحار حفاظاً على ماء وجه عبد الرحيم محمد حسين . جدير بالذكر ان الأزمة الحالية ذات جذور ممتدة ، حيث سبق ونشرت (حريات) تقريراً عن الصراع الدائر في القوات المسلحة سبتمبر 2011 وبروز مجموعة ناقدة تسمى ب (أولاد ابراهيم شمس الدين) . وظلت هذه المجموعة تطالب بابعاد عبد الرحيم محمد حسين من وزارة الدفاع لأسباب عديدة متعلقة بكفاءته وأدائه ، وبفساده داخل وخارج القوات المسلحة ، لا سيما فساد صفقة الدبابات ، حيث استورد عبد الرحيم (200) دبابة دون المواصفات فارسلت الى دولة مجاورة للسودان لصيانتها ! مباشرة بعد شرائها ! كما طالبت بوضع جميع القوات خارج الجيش تحت سيطرة القوات المسلحة وعلى الأخص الدفاع الشعبي ، وانهاء سيطرة المؤتمر الوطني على القوات المسلحة . وتنتقد المجموعة دور اللواء عبد الله حسن البشير شقيق عمر البشير والذي يجمع ما بين القوات المسلحة والسمسرة والتجارة والرياضة والنشاط الدبلوماسي ! وأثارت المجموعة كل هذه القضايا وغيرها في اجتماع شهير مع عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين في فبراير 2011 مما أدى الى فصل (12) لواء بالقوات المسلحة ، من بينهم اللواء الطيب المصباح قائد فرقة الفاشر ، واللواء احمد عابدون قائد فرقة نيالا ، واللواء النعيم خضر مدير مكتب وزير الدفاع ، واللواء عباس تاج الدين من الاستخبارات العسكرية . وتصاعد الصراع في يناير 2012 حين طالب (700) ضابط في لقاءات تنويرية لوحدات العاصمة نظمتها القيادة العامة بحضور المشير عمر البشير وعبد الرحيم حسين وزير الدفاع بالتصدي للفساد في القوات المسلحة والحكومة . وشدد الضباط على ضرورة الفصل بين حزب المؤتمر الوطني والقوات المسلحة حتى لا تتحمل القوات المسلحة أخطاء الحزب وتصبح عرضة لتقلبات السياسة . كما طالبوا باجراء اصلاحات عامة في نظام الحكم لأن القوات المسلحة تشعر بان الأوضاع الحالية ستؤدي إلى مخاطر على الأمن القومي للبلاد . وطالب الضباط بالالتفات إلى شؤون القوات المسلحة التي تعاني الكثير من نقص الاحتياجات ومن الاختلالات في جبهات العمليات ، وانها في حالة لا تمكنها من كسب المعارك في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وتحتاج إلى مجهودات أضخم مادام الحديث يدور عن مخاطر خارجية . وتؤكد هزيمة هجليج ما سبق أشار اليه الضباط في تلك اللقاءات .