الخرطوم (رويترز) - قال محامي مواطن سوداني لديه تصريح اقامة دائم بالولاياتالمتحدة ان ضباط امن الدولة بالسودان القوا القبض على موكله بعد قليل من افراج محكمة عنه واسقاط تهم بتشكيل منظمة ارهابية في واحدة من اولى المحاكمات لأشخاص اعتقلوا في احتجاجات مناهضة لحكومة الخرطوم. وتفادى السودان انتفاضات الربيع العربي التي نجحت العام الماضي في خلع زعيمي مصر وليبيا المجاورتين ولكن اجراءات تقشفية اتخذت للتكيف مع ازمة اقتصادية ادت الى مظاهرات صغيرة دعت الحكومة للاستقالة. وقال نشطاء سودانيون ان اكثر من ألف شخص اعتقلوا لمشاركتهم في مثل تلك الاحتجاجات رغم انه يصعب التحقق من الرقم بشكل مستقل. واعتقلت قوات الأمن رضوان داود الذي تعود جذوره لاقليم دارفور بغرب السودان وايضا احمد علي محجوب الشهر الماضي في منزل باحدى ضواحي الخرطوم. وقالت السفارة الامريكية في السودان ان داود له وضع قانوني كمقيم دائم في الولاياتالمتحدة. وقال القاضي عباس خليفة للحضور في قاعة المحكمة إن المحكمة اسقطت الاتهامات الموجهة من الادعاء الحكومي ضد الرجلين بتشكيل منظمة ارهابية وامرت باطلاق سراحهما. كما فرضت المحكمة غرامة على داود قدرها 500 جنيه سوادني (90 دولارا) لتخطيطه لحرق اطارات خلال احتجاج. وقالت السلطات في وقت سابق انها عثرت على مواد سياسية تدعو للتظاهر وتغيير النظام في المنزل. لكن احد محامي داود قال انه حين كان ضباط الشرطة يوشكون على الافراج عن الرجلين وصل ضباط من امن الدولة واصطحبوا داود بعيدا. وقال المحامي الذي طلب عدم نشر اسمه "لا نعرف مكانه الان." ولم يتسن الاتصال بأجهزة الامن للحصول على تعليق. وحاول نشطاء يقودهم طلاب جامعيون الاستفادة من الغضب العام ازاء ارتفاع اسعار الغذاء لبناء حركة اوسع تطيح بحكومة الرئيس السوداني عمر البشير. وتعمقت الازمة بشدة بعد انفصال جنوب السودان المنتج للنفط العام الماضي. وأخذت الدولة الوليدة معها حوالي ثلاثة ارباع انتاج السودان من النفط الخام مما تسبب في عجز بالميزانية لدى الخرطوم وارتفاع في التضخم وخفض العملة. (إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)